اليمن: صالح يقدم برنامجاً لـ«إيقاف الاقتتال العبثي» بتعز

وسط احتدام القتال بمدينة تعز وجبهات متفرقة من المحافظة، جدد رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح، الدعوة إلى خروج كافة المليشيات والمقاتلين من تعز، بما فيها "القوات الغازية"، واستعادة السلطات المحلية والأجهزة الأمنية وظائفها ومسئولياتها، بالتوازي مع حوار محلي لإزالة أسباب الاقتتال والنزاع.

ودعا صالح، مشائخ وأعيان ومثقفي تعز ورجال الأعمال، إلى توحيد الجهود والتضافر "لإيقاف الاقتتال العبثي".

وقال الرئيس السابق - رئيس المؤتمر الشعبي: "دعونا منذ أول وهلة إلى ضرورة إبعاد محافظة تعز عن الصراعات والقتل والاحتراب الذي تخطط له القوى المتآمرة على تعز خاصة واليمن بشكل عام، ويعمل طرفا الصراع على تنفيذ هذا المخطط".

وتواصلت مواجهات متقطعة في أحياء ومربعات من مدينة تعز، واشتباكات عنيفة في الراهدة، ويستمر التوتر في الوازعية التي شهدت معارك عنيفة وقصفاً جوياً خلال الأسبوع الماضي بصفة خاصة، وامتداداً إلى ذباب والمخا وباب المندب التي تعرضت لغارات جوية مكثفة، يوم الأحد، ضمن الدعم والإسناد الذي توفره قوات التحالف السعودي وعلى الأرض باشتراك قوات سعودية وسودانية ومقاتلين أجانب.

وينظر إلى معركة تعز باعتبارها "الفاصلة" قبيل انعقاد جولة محادثات يمنية برعاية الأمم المتحدة في جنيف، من المفترض أن تتم قبل نهاية شهر نوفمبر الجاري، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص. لكن أهمية وخطورة تعز تتجاوز الاعتبارات الآنية والحسابات السياسية المستجدة.

في هذا السياق قال الرئيس صالح، إن "تعز ليست المساحة الجغرافية فقط، بل إنها الثروة البشرية الكبيرة لليمن الموحد، وتعز موجودة في كل محافظات ومديريات وعزل وقرى الجمهورية اليمنية بأكملها."

وفي كلمة خصصها إلى أبناء محافظة تعز "خاصة" وكل اليمنيين، يوم الأحد 22 نوفمبر تشرين الثاني 2015، أهاب صالح بهم أن لا يتركوا تعز "تُدمر ويُقتل أبناؤها من النساء والأطفال والشيوخ والعجزة وخيرة شبابها، ليس لشيء ودون ذنبٍ يذكر سوى إشباع لرغبات ونزوات المتصارعين وتجار الحروب والمأجورين بالمال والسلاح الذين لا يحلو لهم العيش إلاّ على جماجم وأشلاء ودماء الأبرياء من الناس الآمنين الذين ينشدون الأمن والاستقرار والسلام والحياة الكريمة".

وقال: "أدعو كل الخيرين من أبناء محافظة تعز بأن يدركوا أن عليهم مسئولية دينية ووطنية وأخلاقية تُحتم عليهم بذل كل جهودهم وتسخير كل إمكاناتهم لوقف نزيف الدم، وأن يجلسوا على طاولة حوار لبحث كل قضايا الخلاف فيما بينهم، والاتفاق على إزالة كل أسباب الاقتتال والتناحر ليعود لتعز رونقها وجمالها ومدّنيتها ولِتظل حالمة كما عهدنا وعهد كل اليمنيين بها.
وأن يتم خروج كل الميليشيات من كل الأطراف، بما في ذلك القوات الغازية، من هذه المحافظة المسالمة، على أن تتحمل السلطة المحلية ورجال الأمن والجيش مسئولية زمام الأمور وتسيير شئون المحافظة".