حركة اللاجئين لم تخلق الإرهاب ويجب أن لا يلاموا

> أكد المفوض السامي لشؤون اللاجئين، المنتهية ولايته، أنطونيو غوتيرش أن اللاجئين يجب أن لا يلاموا على الهجمات الإرهابية التي حصلت في باريس وبيروت وأي مكان آخر، وذلك خلال زيارته لمركز لاستقبال اللاجئين في بلدة "برسيفو" في صربيا على الحدود مع جمهورية مقدونيا اليوغسلافية سابقا.

تعد بلدة " برسيفو" الصربية حاليا نقطة الدخول الرئيسية لطالبي اللجوء، إلى بلد يعد الأول حاليا في استقبال اللاجئين في دول غربي البلقان، حيث تم تسجيل أكثر من أربعمائة ألف لاجئ فيها منذ بداية العام.

وقام أنطونيو غوتيرش المفوض السامي لشؤون اللاجئين بزيارة إلى تلك البلدة، برفقة رئيس وزراء صربيا، الكسندر فوسيتش، حيث أثنى على جهود صربيا في استقبال اللاجئين:
"حتى مع أن صربيا ليست عضوا بعد في الاتحاد الأوروبي، إلا أنها أعطت درسا لبعض أعضاء الاتحاد على الطريقة المثلى التي تتعامل بها في إدارة هذه الأزمة، وأود أن أعرب لرئيس الوزراء عن عميق تقديرنا وإعجابنا وامتناننا."

وأكد غوتيرش على أن اتهام اللاجئين بأنهم جلبوا الإرهاب هو " هراء مطلق"، بعد أن أكدت تقارير رسمية بأن بصمات أحد المشتبهين بتورطهم في هجمات باريس الأخيرة، قد طابقت رجلا سوريا كان قد دخل اليونان كطالب لجوء، وقال:
"إننا نشهد سلسلة رهيبة من الهجمات الإرهابية في أنحاء مختلفة من العالم، والتي تسبب ألما هائلا ومعاناة هائلة للأبرياء، ويجب أن تدان. ولكن من المهم أيضا، أن نقول إن حركة اللاجئين ليست هي التي خلقت الإرهاب. إن الإرهاب، جنبا إلى جنب مع الاستبداد والحرب، هو الذي أدى إلى تحركات اللاجئين".

وأشار غوتيرش إلى أنه من الواضح أن استراتيجية "داعش" لا تهدف فقط إلى دفع الأوربيين لاتخاذ مواقف معادية ضد اللاجئين فقط، بل ولبث الشقاق بين المواطنين والمجتمعات داخل الدول، وأيضا بين الدول وبعضها داخل الاتحاد الأوروبي.

وتعليقا على كون جواز سفر الشخص الذي مر بصربيا قد وجد في أحد الأماكن التي وقعت بها التفجيرات الإرهابية في الثالث عشر من نوفمبر في باريس، حذر غوتيرش من أن ذلك جزء من استراتيجية الإرهابيين لإذكاء العداء تجاه اللاجئين وزيادة الضغط على الدول الأوروبية لتحكم إغلاق حدودها.

وحث غوتيرش الحكومات الأوروبية على عدم القيام بأية تحركات من جانب واحد في أعقاب الهجمات الأخيرة، مجددا موقف منظمته بضرورة التحقق من اللاجئين والمهاجرين جيدا عند دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي. وقال:
" لقد كنا مصرين على ضرورة أن تكون أوروبا متحدة وتخلق الظروف لتوفير قدرات استقبال ضخمة عند نقطة الدخول، حيث يمكن التحقق من الوافدين جميعا، وتحديدهم، ويتم التفتيش الأمني، وبعد ذلك يمكن توزيع الأشخاص بشكل منظم".

ويصل إلى بلدة " برسيفو" ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف شخص كل يوم، حيث يتجه اللاجئون بعد تسجيلهم إلى شمال غرب صربيا ليتجهوا بعد ذلك إلى كرواتيا وغيرها من الدول.

ووفقا للمفوضية، بلغت نسبة طالبي اللجوء إلى أوروبا في شهر أكتوبر وحده أكثر من تسعين في المائة جاءت من خمس دول هي الأكثر تصديرا للاجئين، تتضمن سوريا وأفغانستان والعراق.