قراصنة انونيموس "يعلنون الحرب" على داعش

توعدت جماعة "انونيموس" للقرصنة الإلكترونية بتنفيذ "أكبر عملية على الإطلاق" تستهدف متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية".

وجاء "إعلان الحرب" من جانب الجماعة في أعقاب الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي.

وقال متحدث باسم الجماعة، يرتدي قناعا عليه توقيع الجماعة، في فيديو بث على موقع يوتيوب إنهم سيستخدمون معرفتهم من أجل "توحيد الإنسانية".

وحذر المتحدث باللغة الفرنسية أعضاء تنظيم "الدولة الإسلامية" قائلا "توقعونا"، مضيفا أن "جماعة انونيموس في شتى أرجاء العالم ستتعقبكم".

وكانت الجماعة قد أصدرت تهديدات مشابهة في أعقاب الهجوم على صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة الفرنسية في مطلع العام الجاري.

وزعمت الجماعة أنها منذ ذلك الوقت استطاعت تعطيل الآف الحسابات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم "الدولة الإسلامية".

الخبير التكنولوجي دان سيمونس، لدى بي بي سي كليك، وتشارلي وينتر، المحلل الأمني المتخصص في تنظيم "الدولة الإسلامية"، يلقيا بعض الضوء على الأمر.

ماذا يعني "إعلان الحرب"؟

قال دان : " هذا يعني أننا ربما سنشهد هجمات على مواقع إلكترونية لتنظيم الدولة الإسلامية وأي مواقع ذات صلة بها ومواقع التجنيد وحسابات التواصل الاجتماعي، وإذا مضت جماعة انونيموس في مواصلة طريق الاختراق الإلكتروني هذه المرة، فقد يعني ذلك تعطل الاتصالات أيضا".

وأضاف : "سوف تبلغ الجماعة أيضا شركات مواقع التواصل الاجتماعي عن حسابات متعاطفة مع تنظيم (الدولة الإسلامية)، وسوف يحضون الناس على تقديم المساعدة".

ويقول تشارلي إن الأمر برمته يتعلق بـ"إزعاج" تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأضاف : " في الماضي كان الأمر يتعلق فقط بتعطيل حسابات والكشف عن محتوياتها وتحديد عناوين البروتوكول الخاصة بأجهزة الحاسب على الإنترنت".

وقال : " هذا الاضطراب ليس تحديا يحمل مغذى. ولن يحل المشكلة. لكنه سيكون من المثير فقط معرفة قدر تأثير ذلك مقارنة بالماضي".

إلى أي مدى قد يلحق ذلك ضررا بالتنظيم؟

قال تشارلي : " لن يحل المشكلة. لكن بوصفه تأثيرا مزعجا فسوف يساعد في إغلاق بعض الآت الدعاية لتنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف : " حسابات التجنيد الكبيرة يجري إصلاحها عادة بسرعة، لكن من المهم التصدي للمساحات التي يحتكرها هؤلاء الأشخاص، فهذه الحسابات مهمة جدا لتنظيم الدولة الإسلامية".

لكن دان يعتقد أن جماعة انونيموس أمامها إمكانية إحداث المزيد من الاضطراب للتنظيم مقارنة بالماضي.

وقال : " يعتمد الأمر على الوقت المتاح لدى أفراد تنظيم الدولة الإسلامية. فهل يعتزمون بناء موقعهم الإلكتروني مرة أخرى وهل يعتزمون إنشاء حساباتهم الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي مرة أخرى؟"

ويتسائل دان : "إن كان الأمر كذلك، فمن الأكثر مرونة، هم (التنظيم) أم جماعة انونيموس؟".

وأضاف : " قالت جماعة القراصنة في بيانها إنهم سيهاجمون بشدة وسوف يهاجمون بلا نهاية. نعم، يمكنهم أن يتسببوا في الكثير من الاضطراب لمواقع التنظيم".

هل يصعّب ذلك الأشياء على أجهزة الأمن؟

يزعم دان قائلا : " سيقلق هذا الإجراء أجهزة الأمن".
وأضاف : " بإمكان أجهزة الأمن تعطيل أي موقع، لكنهم لا يفعلون ذلك. لأنهم قادرون على تعقب من يستخدمون هذه المواقع" .

وقال : " هؤلاء الناس الأشد خطورة، أي المهاجمون المحتملون، عادة يتلاعبون بهوية أجهزتهم تجنبا لاكتشافهم. وإزالة هذه المواقع الإلكترونية قد يعني ضياع فرصة تحديد المتشددين في مرحلة مبكرة" .

ولا يعتقد تشارلي أن تكون أجهزة الأمن قلقة قائلا : " من النادر جدا أن تحصل على معلومات استخباراتية لائقة بين أناس يغردون أو يتحدث بوضوح".

هل تسعى جماعة انونيموس إلى الشهرة؟

يعتقد تشارلي أن هناك "رغبة حقيقة في تدمير تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف : " رؤية إعلانهم هذه الحرب عدة مرات، يدل على أنشطة تليها".
وقال : " إنهم يجمعون الكثير من الحسابات الخطيرة ويعطلونها، لذا أعتقد أنه شئ إيجابي".