اليمن: بان «القلق» خفض سقف مطالبه في الرياض والمبعوث يصدِّر حديث السلام بمعطيات «أمل يائس»

* مؤخراً، خفض بان سقف الدعوات من وقف الحرب والضربات، إلى الحرص على تجنب المدنيين أكثر، خلال اجتماعه للملك السعودي في العاصمة الرياض.

يأمل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، أن تنعقد جولة جديدة من المحادثات اليمنية خلال الشهر الحالي، نوفمبر تشرين الأول 2015، برعاية المنظمة الدولية ومبعوثها الخاص. غير أن الانعقاد الفعلي من عدمه يتساويان ويتوازيان بالنظر إلى تلازم التعبير عن الأمل والقلق في تصريحات متكررة وتعليقات أعطاها، خلال الأسابيع الأخيرة، السيد بان ومصادر المنظمة الدولية ومبتعثها الوسيط إلى اليمن.

- المؤتمر وأنصار الله تسلما مسودة إطار وموضوعات محادثات جنيف.. وموقف أول للجماعة

السيد بان، الذي لطالما عبّر عن القلق إزاء الأزمة الإنسانية في اليمن، بينما المعاناة الإنسانية تصاعدت على مدى ثمانية أشهر وتستمر، يحرص مؤخراً على إقران القلق بـ«أمل» في استئناف محادثات سلام يمنية في مهب المجهول، وطي ملفات مبعوثه الخاص، اسماعيل ولد الشيخ، الذي يعمل بطريقة «مريحة» للغاية ولا يبدو في عجلة من أمره.

حرب.. وحصار.. وإعصار

لكن الحرب تستمر، بلا هوادة، في طحن اليمنيين ومدنهم ومنازلهم، والضربات الجوية تتواصل على مرأى ومسمع من الأمين العام «القلق» لا أكثر.

المعاناة البشرية والإنسانية لملايين اليمنيين تستمر في التفاقم، وأضيفت إليها معاناة كارثتي إعصارين مداريين خلّفا آلاف المشردين، وظروفاً قاسية في قرى مغمورة، ومزارع جرفتها السيول، ومصادر عيش دمرتها الأمواج الإعصارية.

في الجانب الآخر يستمر الحصار المضروب حول سواحل اليمن، منذ أشهر ثمانية، في خنق معاش اليمنيين وموارد الغذاء والدواء والوقود.

مقابل كل هذا تورد أنباء الأمم المتحدة، الأربعاء، أن السيد بان وخلال تحدثه مع ملك الرياض في لقاء حث على أخذ «الحذر» أكثر من استهداف المدنيين، وليس على الحرب أن تتوقف تبعاً لهذا(..) في خفض شديد لمستويات الدعوات الصادرة عن أمين عام الأمم المتحدة والتي كانت إلى أسبوع خلا، فقط، تطالب بوقف جميع العمليات بما فيها الضربات الجوية.

أمل يائس..

وإلى هذا، أمل الأمين العام أن تعقد جولة محادثات في نوفمبر دون تزمين ملزم. ما يعطي ويعيد تكريس معطيات أمل يائس في أحسن أو أسوأ الأحوال/ سوءاً.

الاحتمالات متأرجحة، في ظل تصلب المواقف والاشتراطات التعجيزية التي نسفت كافة المواعيد والإعلانات السابقة عن الأمم المتحدة والمبعوث الخاص باستئناف المحادثات تارة في جنيف، وأخرى في مسقط، ومؤخراً وضع ولد الشيخ الخيارين معاً في تصريحات لم تخلُ من الشكوك.

في الرياض: تخفيض حاد للمطالب الأممية

في آخر حديث أوردته الأمم المتحدة للأمين العام، يوم الأربعاء 11 أكتوبر، حيث «تناولت محادثات الأمين العام مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الأوضاع في سوريا واليمن، واتفقا على الحاجة لإنهاء الصراع في الدولتين».

وطغى على اللقاء حديث مؤتمر المناخ المقرر نهاية الجاري في العاصمة الفرنسية باريس «وأعرب بان عن تقديره للتأكيدات التي تلقاها من العاهل السعودي ووزير خارجيته بشأن عزم البلاد على العمل لإنجاح التوصل إلى اتفاق حول تغير المناخ في المؤتمر».

وبشأن اليمن «أبدى بان، أمله في أن تلتزم جميع أطراف الصراع بأقصى درجات الحذر كيلا تتسبب في وقوع ضحايا بين المدنيين، وأن تعقد المحادثات اليمنية خلال الشهر الحالي».