روسيا ترسل أنظمة دفاع جوي إلى سوريا لحماية طائراتها

قال رئيس القوات الجوية الفضائية الروسية فيكتور بوندريف إن بلاده أرسلت إلى سوريا أنظمة دفاع جوي وصاروخي لحماية قواتها هناك ومنع احتمال خطف طائرات حربية، والرد في الوقت المناسب.

وقال بوندريف الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني في مقابلة مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية: "لقد درسنا جميع التهديدات المحتملة، وقد أرسلنا إلى هناك (سوريا) ليس فقط الطائرات الهجومية، وقاذفات القنابل، والحوامات، وإنما أرسلنا أنظمة صواريخ مضادة للطائرات أيضا، لاستعمالها في حالات "القوة القاهرة"، على سبيل المثال إمكانية اختطاف طائرة عسكرية من دول مجاورة لسورية والقيام بضربات جوية ضدنا، ولذلك يجب أن نكون مستعدين لاحتمالات كهذه".

وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن مقاتلة روسية اضطرت لدخول المجال الجوي التركي الشهر الماضي تفاديا لاستهدافها، وقال "كانت طائرتنا هناك تقوم بمهمة قتالية في شمال سوريا في ظروف السحب الكثيفة. وعندما اقتربت المقاتلة من الحدود التركية أشارت الأجهزة إلى أن وسائل دفاع جوي على الأرض تحاول اعتراض الطائرة الحربية، لذلك اضطر طيارنا إلى القيام بمناورة مضادة للصواريخ على مدى ثوان معدودة ودخل الأجواء التركية قليلا، إلا أننا اعترفنا بذلك بصراحة".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت في هذا السياق سابقا أن مقاتلة روسية من نوع "سو-30" قد دخلت الأجواء التركية في 3 أكتوبر/تشرين الأول لفترة وجيزة بسبب الظروف الجوية السيئة، بينما أكد الكرملين أن موسكو قدمت توضيحات كاملة حول هذا الحادث.

من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن موسكو أبلغت أنقرة بأن الحادث وقع عن طريق الخطأ ولن يتكرر، مؤكدا أن ذلك لن يؤدي إلى توتر العلاقات بين البلدين.

من جهة أخرى، أكد بوندريف أن مجموعة الطائرات الروسية في سوريا تضم أكثر من 50 مقاتلة ومروحية، مشيرا إلى أنه عدد كاف وأنه لا توجد الآن حاجة إلى مزيد من الطائرات.

وأشار إلى عدم وجود أي خسائر في صفوف القوات الجوية الروسية في سوريا خلال عملياتها التي دخلت شهرها الثاني، واصفا تقارير بعض وسائل الإعلام الغربية حول "إسقاط طائرات ومروحيات روسية في سوريا" بأنها كاذبة تماما.

وأكد رئيس القوات الجوية الفضائية الروسية عدم وجود أي حالة استهداف منشآت مدنية نتيجة الضربات الروسية في سوريا، مشيرا إلى أن "الكذب هو السلاح الإعلامي للأمريكيين ومعاونيهم" لأنهم يريدون تشويه سمعة العملية الروسية في سوريا بأي وسائل ممكنة.

وقال إن العملية الجوية في سوريا تجري بشفافية كاملة ويتم إبلاغ المجتمع الدولي بنتائجها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن واشنطن على سبيل المثال، لا تعرض نتائج عمل الطيارين الأمريكيين في أفغانستان، متسائلا "وماذا يمكن لهم أن يعرضوا؟ كيف قصفوا عن طريق "الخطأ" حفلة زفاف أفغانية أو مستشفى"؟

وعلى حد قوله، فإن الطيارين الروس في سوريا يحصلون على معطيات حول مواقع "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية من مصادر عديدة.

وقال: "أولا، هذا الفضاء طبعا، وثانيا – الطائرات دون طيار، وثالثا – استطلاع الطيران. كما نتلقى معلومات عاجلة من المخابرات. ولذلك فإننا ندرس كل هدف وكل مهمة مطروحة بالتنسيق مع القيادة المحلية وجنرالات القوات المسلحة السورية، ثم نتخذ قرارا بشأن كل موقع".

وأشار إلى أن قيادة مجموعة الطائرات الروسية مستعدة للكشف عن "إحداثيات أي هدف وأي منشأة ضربناها. وعلى فكرة، فإن مجرمين من داعش يجمعون الأطفال وينقلونهم إلى معسكر للانتحاريين والمخربين لبدء تدريبهم. إنهم يستخدمون الأطفال كدروع".