صحيفة: نبيل العربي عاتب.. عتبه في غير محله

قالت صحيفة رأي اليوم اللندنية، إن السيد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية “عاتب” ويشعر بالأسف، لأنه لم يتلق أي دعوة للمشاركة في مؤتمر فيينا، بشقيه الرباعي والموسع، الذي انعقد يومي الخميس والجمعة الماضيين لمناقشة الأزمة السورية، وتساءل قائلاً في مؤتمر صحافي عقده مع السيدة فيرديكا موغريني، وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي: “لا ادري لماذا لم تتم دعوة الجامعة العربية لاجتماع فيينا رغم دور الجامعة المحوري في هذه القضية”.

وأضافت رأي اليوم في افتتاحيتها: “عتب” السيد العربي في غير محله؛ لانه يدرك جيداً ان الجامعة العربية همشت نفسها كلياً، فيما يتعلق بالازمة السورية، منذ ان قررت تجميد عضوية “سورية” فيها، وانحازت الى جانب طرف ضد آخر في الازمة، نتيجة لضغوط حكومات خليجية، سيطرت على آلية صنع القرار في مؤسسة الجامعة والمؤتمرات المنبثقة عنها، بما في ذلك مؤتمر القمة العربي.

ان يقول السيد العربي “ان القضية السورية هي الشغل الشاغل للجامعة العربية، وخلال السنوات الاخيرة”، فهذا صحيح، ولكنه دور اتسم بسوء التقدير، عندما سعت منذ بداية الازمة الى التدخل العسكري الخارجي، ومحاولة توفير غطاء اممي له عبر استصدار قرار عن مجلس الامن على غرار ما فعلت في ليبيا.

وتابعت: السيد العربي حاول ان يصحح هذا الموقف الخاطيء لجامعته عندما اعرب عن استعداده للقاء السيد وليد المعلم، وزير الخارجية السوري في اي مكان وزمان يختاره تماهيا مع موقف الحكومة المصرية الجديدة، وانسجاما مع علاقاتها الطبيعية مع النظام السوري، ولكنه عاد وتراجع عن هذا الموقف مع اول “تأنيب” من قبل بعض الحكومات الخليجية.

مؤكدة، أربع سنوات وجامعة الدول العربية بعيدة عن الأزمة السورية، ومقعد سورية فيها فارغ تماماً، على عكس الامم المتحدة التي ظلت ملتزمة بتمثيل سورية فيها، وارسلت اكثر من ثلاثة مبعوثين في محاولات حقيقية لايجاد مخارج سياسية من هذه الازمة، رغم الصعوبات الكثيرة والكبيرة في طريق هذه المخارج.

وأشارت إلى أن السيد نبيل العربي لعب دورا كبيرا في تهميش الجامعة العربية، وابعدها بالكامل عن معظم القضايا العربية الحساسة، بانحيازه الى طرف ضد الآخر، ومتبنيا التدخلات العسكرية الاجنبية في الازمات العربية، الامر الذي ادى الى تعقيد هذه الازمات، وتفتيت دول عربية، وزعزعة استقرار اخرى. وعلى اي حال، فان الجامعة العربية لم تكن الوحيدة التي غُيبت عن اجتماع فيينا، وانما جرى تغييب طرفي الصراع فيها، اي الحكومة والمعارضة، وربما يجد السيد العربي بعض العزاء في هذا التغييب.

واختتمت رأي اليوم افتتاحيتها بالقول: عندما تغيب الجامعة وطرفا الصراع في الازمة السورية، ويكون دور معظم الحكومات العربية وممثليها في اجتماعات فيينا اشبه بالكومبارس، او “شاهد الزور”، وتصبح الدولتان العظمييان هما من يملكان القرار الفاعل والمؤثر في الشؤون العربية، فهذا يعني تهميش امه بأسرها، وليس الجامعة العربية فقط.