مخيتريان.. صانع ألعاب مميز ومثقف شغوف بالقراءة

يعتبر الموسم الحالي الأفضل للاعب بوروسيا دورتموند هنريك مخيتريان منذ التحاقه بالفريق الألماني قبل ثلاث سنوات. فبعد أن كان الدولي الأرميني عرضة للانتقادات في الموسم الماضي وكان قاب قوسين أو أدنى من مغادرة الفريق، أصبح اليوم أحد قطاع الغيار الأساسية في الفريق وصانع ألعابه.

وبلغ عدد الأهداف التي سجلها هذا الموسم بقميص بوروسيا دورتموند تسعة أهداف كما كان وراء ثماني تمريرات حاسمة، وهو معدل يفوق ما سجله ابن الـ26 عاماً في الموسم الماضي بأكمله (5 أهداف).

أحد الأسباب وراء هذا التألق ترجع إلى التغيير الذي طرأ على شخصية هذا اللاعب. فبعد أن كان مخيتريان يبالغ في التفكير ويحزن كلما عجز عن تقديم مستواه الجيد المعهود عنه، مما كان يؤثر على أدائه ويفقده التركيز المطلوب، أصبح اليوم يستمتع أكثر باللعب ويطلق العنان لموهبته الكروية.

والسر في ذلك حسب قوله هو "نسيان الأشياء السلبية بسرعة والتركيز على الأشياء الإيجابية". وقد وصفت صحيفة دي فيلت الألمانية التغيير الذي طرأ على الدولي الأرميني بالقول "مخيتريان يستفيق من السوداوية"، وهو اسم يطلق على مرض نفسي يكون الحزن والقلق بسببه مسيطران على صاحبه.

 توخل يعيد الثقة لمخيتريان

بيد أن الفضل الكبير في فك عقدة مخيتريان ومساعدته على تفجير موهبته هذا الموسم ترجع لمدرب دورتموند الجديد توماس توخل الذي سبق أن قال عن اللاعب "كنت دائماً من المعجبين بطريقة لعبه وبحضوره داخل الملعب"، وأضاف بالقول: "بالرغم من شخصيته السوداوية بعض الشيء، إلا أنه لاعب مبدع أيضاً".

وقبل إشرافه الرسمي على فريق دورتموند بدلاً عن يورغن كلوب، عقد توخل في أبريل/ نيسان من العام الماضي جلسة مطولة مع مخيتريان حصل فيها توافق كبير بين الطرفين. كما ازدادت ثقة الدولي الأرميني بنفسه بعد أن أكد له توخل بأنه سيعتمد عليه كلاعب محوري في الفريق وأن أسلوب اللعب الذي سيتبعه مع دورتموند والذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة ومباغتة الخصوم يتماشى مع مؤهلات الدولي الأرميني.

وقد أكد مخيتريان بعد ذلك على التأثير الإيجابي لهذا الحوار، عندما قال "المستوى الجيد الذي أقدمه الآن هو نتيجة التفاهم والارتياح المتبادل بيني وبين المدرب توخل".

ولم ينتظر صانع ألعاب دورتموند كثيراً ليبرهن على ذلك بشكل جلي على المستطيل الأخضر. ففي الدور التمهيدي للدوري الأوروبي والذي واجه فيه دورتموند فريق فولفسبيرغر النمساوي، خطف مخيتريان الأنظار وسجل هاتريك ليقدم نفسه كصانع ألعاب وهداف جديد "لأسود ويستفاليا"، ما جعل زملائه يشيدون به على غرار كابتن الفريق ماتس هوميلس الذي قال بأنه من المعجبين بمخيتريان اللاعب والإنسان. كما اعتبره توخل قدوة يُحتذى بها، ليس في طريقة لعبه فقط، بل وفي أخلاقه أيضاً.

 مبدع داخل الملعب وخارجه

وإذا كان مخيتاريان يقدم لوحات جميلة فوق أرضية الملعب من خلال إبداعاته الفنية وتمريراته المتقنة، فإن حبه للفن والإبداع ينتقل إلى خارج الملعب أيضاً. فهو يعتبر من اللاعبين المثقفين، حيث يعرف عليه حبه للقراءة والاطلاع، ويقرأ أعمال أدبية مرموقة كمؤلفات الكاتب البرازيلي باولو كويلو، علاوة على ذلك يملك إلى جانب موهبته الكروية موهبة تعلم اللغات، حيث يتكلم خمس لغات.

ويرتبط مخيتريان بعقد مع دورتموند إلى غاية 2017. وكما جرت العادة في أغلب الأندية العالمية، فسيكون لإدارة دورتموند جلسة نهاية الموسم الحالي، أي قبل عام من انتهاء عقده، للتفاوض مع اللاعب حول التجديد أو الانتقال إلى فريق آخر مقابل صفقة مهمة يستفيد منها الفريق.

وأكد المدير الرياضي في نادي دورتموند ميشائيل تسورك رغبة الفريق في التجديد مع الدولي الأرميني. لكن إمكانية النجاح في ذلك متوقفة أيضاً على رغبة اللاعب الذي قد يطمح في الانتقال إلى فريق أفضل من أجل الاقتراب من حلم ظل دائما يراوده، وهو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بعد فوزه بألقاب عديدة في أرمينيا وفي الدوري الأوكراني.

وأبدى فريق يوفنتوس الإيطالي رغبته في ضم أحسن لاعب في أرمينيا إلى صفوفه في سوق الانتقالات الشتوية حسبما أعلن وكيل أعمال اللاعب، وهو الإيطالي مينو رايولا الذي كان وراء صفقات انتقال لاعبين كبار إلى أندية عالمية مثل زلاتان ابراهيموفيتش وماريو بالوتيلي.