أسرار استهداف "أنونيموس" للحكومة السعودية

أنونيموس هي مجموعة قرصنة الكترونية عالمية هاجمت المواقع السعودية الحكومية، ناشط في المجموعة كشف أن الهجوم هو محاولة للضغط على الرياض لإطلاق سراح علي النمر من الإعدام كما جاء في مقابلة حصرية مع DW .

في وقت يواجه فيه علي النمر تنفيذ حكم الإعدام بحقه، استهدفت مجموعة من قراصنة الانترنت مواقع سعودية حكومية، في محاولة للضغط على الرياض لإطلاق سراحه. وأعتقل النمر من قبل أجهزة الأمن السعودية لمشاركته في احتجاجات "الربيع العربي" في عام 2012 وكان عمره 17 عاما، وحكم عليه بالإعدام في أيار/ مايو 2014. وتم رفض استئناف الحكم الصادر ضده بالرغم من دعوات منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية أخرى لإطلاق سراحه. مصير النمر معلق اليوم بقرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي يجب أن يصادق على الحكم. وقررت أنونيموس أن تضغط على الحكومة السعودية بطريقتها وتهاجم مواقع سعودية حكومة.

DW: كم عدد الأشخاص المشاركين في هذه العملية؟

يتراوح العدد بين 40-60 عضوا رئيسيا، ولكن هنالك أيضا أعضاء لا أعرفهم يهاجمون المواقع الالكترونية. فعندما هاجمنا موقع السفارة الأمريكية في الرياض والذي استمر لمدة 18 ساعة، ظهر لنا العديد من الأسماء التي لا نعرفها على نظام التراسل الفوري((IRC.

كيف يمكن تنسيق إجراءات الهجوم الخاصة بكم، إذا لم يتسنى لكم الالتقاء مسبقا؟

معظم الهجمات تتم عبر نظام التراسل الفوري ((IRC، حيث نقوم بعمل قائمة هناك، ونبحث عن معلومات عن مدى الحماية المتوفرة للموقع، بحيث نبحث إن كانت القائمة المعدة صحيحة أم لا. فإذا ظهرت الإعدادات أنها سليمة تماما وآمنة، فهذا يعني أن الهاكرز قادمون، وأقوم بالتنسيق معهم، ويكون لدينا عادة قوائم توضح المواقع المراد استهدافها، يقوم باعداها أحد الأعضاء. ثم نقوم بفحص الموقع الذي نريد مهاجمته ونبحث عن الثغرات الأمنية به، ثم نهاجمه من خلال هذه الثغرات.

كيف تختارون أهدافكم؟

معظم الوقت يستطيع أي شخص أن يختار أي هدف بشكل عشوائي، لكنه يجب أن يكون هذا الشخص موجودا لدينا على القائمة.

 هل تستطيع أن تشرح لنا ما هيأنونيموسوما هو الدافع من وراء تشكيلها، كيف تستطيع أن تعرفها للأشخاص الذين يجهلون ما هي؟

أنونيموس هي فكرة وليست مجموعة، لا يوجد بها عضوية، أي شخص قادر على أن يكون جزء منها. نحن نقف في وجه الحكومات ونبين لهم ماذا نريد. الصورة التي تجول في أذهان الكثيرين عنأنونيموسأنها مجموعة غير منظمة من الهاكرز، يقاتلون من أجل الحرية المعلوماتية أو قضايا الانترنت. ولكن يبدو أن حالة المعتقل النمر تختلف عن ما ذكر.

لقد كان لدينا دائما اهتمامات سياسية، حيث شكلنا حملة في عام 2011 هاجمنا بها مواقع تونسية حكومية،من أجل إسقاط الحكومة التونسية، كما اخترقنا موقع رئيس الوزراء وقمنا بعمل حائط ناري، من أجل منع الدخول إلى الموقع. أيضا هاجمنا عدة مواقع حكومية في الولايات المتحدة وكندا ردا على القانون المرتقب الذي يمس بالخصوصية على الانترنت.

هناك مئات من الذين يتعرضون للسجن من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم لأسباب سياسية، لماذا تم تناول قضية علي النمر من قبل أنونيموس على وجه الخصوص؟

أعتقد لأنه شاب صغير، وكل ما فعله كان احتجاجات ضد الحكومة، ونحن كليا ضد الحكومة، فهو فعل لنا معروفا،ونحن نرد له هذا المعروف ألان. كما ان موضوعه تصدر وسائل الإعلام الاجتماعية في ذلك الوقت، وفكرنا أنه يمكن أن نفعل شيئا، السعودية وافقت على أن تكون عضوا في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إلا أنهم يقطعون الرؤوس ويعدمون الناس ، فكيف تكون حقا عضوه في الأمم المتحدة. في هذا العام فقط تم إعدام 127 شخصا. هذه ليست عدالة.

 هل يعرف علي أو أحد من عائلته ما تقومون به من أجل مساعدته؟

أعتقد أنهم يعرفون، وهم يعرفون حول الدعم الموجود له على الانترنت.

كيف كان شعورك وأنت ترى هذا الكم الكبير من التغطية الإعلامية التي تكلمت عنه؟

نحن سعداء من هذه التغطية،لأن هذا يعني أن هناك فرصة أكبر من أجل أن يبقى علي سالما،وهو شيء جيد لنا، لأنه إذا تم إنقاذ علي فهذا يمكننا من العودة للتركيز على أمور أخرى، وحكومات أخرى، فنحن نؤمن أننا فعلا قادرون على التغيير.

هل لك أن تخبرنا كيف يمكنكم الضغط على الحكومات؟

أنها ليست وسيلة جديدة، فهي موجودة منذ سنوات، كما كان الحال في تونس، حيث اتخذنا قرار مهاجمة الحكومة تقديرا للشعب التونسي. ونشرنا عن ماهية الطرق الممكنة من أجل التغلب على مشكلة الغاز المسيل للدموع، وبينا كيفية إيجاد أقنعة واقية من الغازات. حاليا يقوم بعض الأعضاء بتفعيل هذه المعلومات وإعادة نشرها داخل السعودية، لمساعدة الناس على الاحتجاجات ضد الحكومة، وأنونيموس هي أيضا داخل هذه الاحتجاجات. وفي حزمة المعلومات المرسلة لدينا دليل حماية من الأسلحة الكيميائية، ومعلومات عن كيفية مواجهة الجدران النارية على الانترنت، ومعلومات عن كيفية العيش ضمن الاحتجاجات، وكتيبات عن الإسعافات الأولية،و كيفية تجاوز الرقابة والتتبع، وحزم للأمن ألمعلوماتي، ويتم نشر المعلومات عادة عبر شبكات الفيسبوك والتويتر.

 ماذا سيكون فعلكم إذا إعدام علي في الفترة المقبلة؟

لن يتم إعدام علي في الفترة المقبلة، ونحن سوف نعمل على التأكد من ذلك.

وإذا حدث ذلك ؟

سنحرص أن نفعل شيئا يجعل الملك سلمان نادما طيلة حياته.

هل يمكن أن توضح كيف من الممكن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية من أجل تنسيق الجهود الخاصة بكم؟

التغريد على التويتر هي من ضمن الأمور المفضلة، بحيث يتم نشر الهاشتاغ على الشبكة، ويلتقط أعضاء آخرون لا أعرفهم المعلومات، ويقومون بنشرها والقيام بالهجوم. كما أنه يوجد أعضاء آخرون، لا يقومون بأي نشاط سوى المساعدة في نشر المعلومات التي نرسلها.

أنت تدير حساب توتر الخاص بأنونيموس بنفسك، هل يعني هذا انك نقطة الوصل بين الأعضاء في العملية؟

لا، حساب التويتر الخاص بأنونيموس يديره عشرات الأعضاء الذين يمتلكون إمكانية الدخول إلى الموقع، أنا أقوم بنشر الهاتشتاغ الخاص بهم وذلك لدعم العملية.

فقط للتوضيح: هل يمكنك أن تخبرنا عن السبب في أنك تحمي هويتك الشخصية وتستخدم جهازا لتغيير الصوت؟

لأننا في أنونيموس، لا نعتقد في أهمية الأسماء، نحن لا نقول من نحن، ونحن لا نخبر أحدا أية معلومات، ولا نريد أن نُعرَف. شخصيا أنا لم أقم بأي عمل غير قانوني، وعملي ينحصر في دعمهم. ولا يوجد شيء غير قانوني بصرف النظر عن الهجمات.