البوندسليغا.. أكثر من فوز ـ مونشنغلادباخ ينتفض بعد رحيل فافر

لم يكن أحد يتوقع أن الحزن، الذي بدا على لاعبي فريق بروسيا مونشنغلادباخ عند عرض صور مدربه المستقيل لوسيان فافر على شاشة الملعب، الأربعاء (24 سبتمبر/أيلول 2015) قبيل انطلاق المباراة على بروسيا بارك أمام أوغسبورغ، سرعان ما سيتحول إلى شعلة حماسة متوهجة تترجم إلى أربعة أهداف في مرمى الضيوف حتى قبيل انتهاء الشوط الأول.

اعتقد الكثيرون أن محنة مونشنغلادباخ، الذي واجه الخسارة الخامسة على التوالي منذ انطلاق الموسم الحالي، ستشتد بذهاب المدرب السويسري. بيد أن ما حدث هو أن الفريق ركض وراء فرصة التهديف منذ الدقيقة الثانية عبر محاولة فاشلة للاعب خط الوسط السوري محمود داهود، قبل أن ينجح بعد خمس دقائق فابيان جونسون في تسجيل الهدف الأول.

وما بين الدقيقة 17 والدقيقة 21، أي في أربع دقائق رفع مونشنغلادباخ رصيده من الأهداف إلى أربعة، عبر غرانيت كساكا ولارس شتيندل ومحمود داوود، الذي أحرز أول هدف شخصي له في منافسات البوندسليغا.

الأمر الذي يعني أن الفريق سجل عند كل دقيقة وعشرين ثانية هدفا، ما يذكر بروبرت ليفاندوفسكي صاحب خمسة أهداف في تسع دقائق في مباراة بايرن ميونيخ أمام فولفسبورغ. كذلك، المهاجم البرازيلي رافائيل، الذي كان يتردد أنه لا يمكنه اللعب إلا بقيادة لوسيان فافر صنع أهداف الفريق الأربعة، وساهم إلى حد كبير في انتفاضته، وسط ذهول الجميع. وحتى المدير الرياضي للنادي ماكس إيبرل نفسه، صرح أمام الصحفيين قائلا إن "ما حدث أمر لا يصدق".

لمسات المدرب الجديد

وبغض النظر عن عدد الدقائق، التي احتاجها الفريق لضمان الفوز الأول له هذا الموسم، فإن الأهم النتيجة الثقيلة التي فاز بها (4-2)، والتي ستمكنه من استعادة الثقة لطي صفحة خيبة الأسابيع الأولى والتخلص من المقارنة المفروضة بين أدائه اليوم وإنجازاته في الأمس القريب.

وقد سارع المدرب الحالي أندريه شوبرت، الذي عيّن خلفا لفافر مؤقتا إلى التأكيد أن إنجاز الأربعاء تحقق بفضل جهود اللاعبين "فقط"، مضيفا "لقد قاموا بجهود كبيرة، لعبوا بقوة وحماسة لا نظير لهما". وأوضح أن اللاعبين مارسوا "انتقادا ذاتيا وموضوعيا"، جعلهم يفكرون بـ "الحلول".

وفي الحقيقة كان هذا تواضع فقط من المدرب الجديد، لأن لمسته أمام أوغسبورغ كانت واضحة جدا، حدد ملامحها الصحفي الألماني دانييل تيفيلايت في مقاله بموقع "شبيغل أونلاين". وأشار إلى أن شوبيرت "خلق توازنا حقيقيا بين القدرة على الاستماع للاعبيه، وبين الإعداد الفني والخطاب العاطفي وبين الإبقاء على مبادئ (سلفه) فافر".

وبات السؤال المسيطر في بروسيا بارك الآن حول مدى قدرة مونشنغلادباخ على الحفاظ على إنجاز الأمس، خاصة يوم السبت القادم حين يواجه شتوتغارت ضمن منافسات المرحلة السابعة، أم أن مونشنغلادباخ سيعيد تجربة دورتموند العام الماضي منهيا الشطر الأول من الموسم في المراكز الأخيرة في ترتيب فرق الدوري؟

بعض المؤشرات في مباراة الأربعاء تشير إلى أن مونشنغلادباخ على الطريق الصحيح، بدليل أنه بقي ثابتا حتى حين استطاع أوغسبورغ العودة إلى مجريات اللعب وتقليص الفارق بهدفين. في الشوط الثاني، كان من الوارد جدا أن يتراجع أداء الفريق أمام محاولات هجومية متكررة لأوغسبورغ، لكنه في الحقيقة ظل صامدا وثبت على حرفيته بوضوح.

وكان مهاجم الفريق باتريك هيرمان محقا عندما قال: "أخيرا شاهدنا بروسيا مونشنغلادباخ بحلته الموسم الماضي". والمؤسف أن ذلك حدث مباشرة بعد ذهاب لوسيان فافر، وهو المدرب نفسه الذي أنقذ الفريق من الهبوط عام 2011،. ليس هذا فحسب، بل قاده أيضا إلى المركز الرابع واللعب لأول مرة في دور التصفيات المؤهلة لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.