موقف رسمي أول للمؤتمر الشعبي العام من أحداث تعز

دانت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، بأشد العبارات، جريمة التنكيل والصلب التي طالت أسرى ومعتقلين بصورة وحشية بشعة في مدينة تعز.

وأكدت الأمانة العامة في بيان لها - تلقت "خبر" للأنباء نسخة منه - أن هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية تعكس مدى الحقد والانتقام والكراهية والفكر الشاذ لمن قاموا بها، وانسلاخهم عن كل القيم والأخلاق الدينية والإنسانية.

وفيما يلي تنشر "خبر" نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى :(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) صدق الله العظيم ...

تابعت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، بقلق بالغ وأسف شديد، ما شهدته مدينة تعز من ممارسات وأعمال عنف وتنكيل وحشية غير مسبوقة تنذر بخطر يهدد النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي ليس في تعز فحسب بل وفي اليمن كله.

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، تدين بأشد العبارات جريمة التنكيل والصلب التي طالت أسرى ومعتقلين بصورة وحشية بشعة تتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي حرم قتل النفس البشرية والتمثيل بها، وتتعارض مع قيم وأخلاقيات وأعراف الشعب اليمني الذي عُرف بالتسامح والتعايش، وتخالف مبادئ حقوق الإنسان، وتمثل انتهاكاً صارخاً لها.

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام تؤكد أن هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية تعكس مدى الحقد والانتقام والكراهية والفكر الشاذ لمن قاموا بها، وانسلاخهم عن كل القيم والأخلاق الدينية والإنسانية، وتؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن المليشيات المتطرفة التي قامت بهذه الجرائم هي نتاج فكر وأيديولوجيات إرهابية متطرفة نزعت منها الرحمة وبات يستهويها مناظر الدماء والأشلاء، وتتلذذ بصور الذبح والسحل والتنكيل بالناس.

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام سبق وحذرت مراراً وتكراراً من مخاطر الانزلاق إلى أتون الفتنة المناطقية والمذهبية التي يراد لليمنيين الانجرار اليها من قبل عدوان ال سعود الذين يغذون ثقافة الكراهية والانتقام، ويحرضون على الفتنة، ويدعمون بالمال والسلاح المليشيات المتطرفة بغية تحقيق أهدافهم في زعزعة أمن واستقرار ووحدة الوطن ونسيجه الاجتماعي وسلمه الأهلي استكمالاً لما يقومون به من عدوان بربري همجي يستهدف اليمن ارضاً وإنساناً.

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام وهي تحذر من خطورة هذه الأعمال الإجرامية على الوحدة الوطنية، فإنها تؤكد أن هذه الجرائم لا تعبر عن أبناء محافظة تعز ولا عن ثقافتهم وأخلاقهم ووطنيتهم، فأبناء تعز كغيرهم من أبناء اليمن كان لهم شرف الدفاع عن ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وإعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو 1990م، وأسهموا بادوار مشهودة في حركة النضال الوطني على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، ويرفضون مثل هذه الاعمال الوحشية التي يسعى مرتكبوها الى تشويه الصورة الناصعة لتعز المدينة والتاريخ، ولأخلاق وثقافة وتسامح تعز الانسان.

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام وهي تجدد إدانتها واستنكارها الشديدين للجرائم الوحشية التي شهدتها مدينة تعز، فإنها تطالب بمحاكمة من ارتكبوها ومن يقفون وراءها من المليشيات المتطرفة المدعومة من العدوان السعودي، وتدعو كل القوى السياسية والوطنية ومنظمات المجتمع المدني إلى رفض واستنكار هذه الأعمال والوقوف ضدها بحزم، وتحذر من مخاطر هذه الجرائم التي يراد بها جر البلاد الى فتنة مدمرة تنتج احقاداً وثارات تأكل الأخضر واليابس سيكتوي بنارها الجميع دون استثناء وفي مقدمتهم تلك المليشيات التي تنفذ هذه الجرائم خدمة للعدوان وبغية في الحصول على المال المدنس.

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام تجدد دعوة المؤتمر إلى إيقاف العنف والاقتتال الداخلي بين أبناء الوطن، وتكرر دعوتها لكل الأطراف والقوى السياسية الى العودة الى طاولة الحوار والشروع في مصالحة وطنية لا تستثني أحداً بما يسهم في الحفاظ على الوحدة الوطنية وما تبقى من مقدرات الدولة ومقومات الحياة، كما تحيي كافة ابناء الشعب اليمني الصامد والصابر وتدعوهم الى المزيد من التلاحم ورص الصفوف ونبذ العنف والإرهاب والتطرف وتفويت الفرصة على العدوان ومرتزقته.

صادر عن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام
صنعاء – الثلاثاء الموافق 18-8-2015م