النزيف اليومي يستمر في مأرب.. ومأساة "الجثث المرمية" تتفاقم

واصلت مقاتلات العدوان السعودي غاراتها، الأربعاء 12 أغسطس/ آب 2015، على مدينة مأرب بالتزامن مع مواجهات بين مجاميع من اللجان الشعبية للحوثيين ووحدات عسكرية من جهة، ومسلحين قبليين موالين لهادي من جهة أخرى بعدة جبهات بالمحافظة.

وقال مصدر قبلي لوكالة خبر، إن المقاتلات السعودية استهدفت بخمس غارات مناطق الجدعان، وغارتين منطقة الفاو، مشيراً ان الغارات ادت الى سقوط شهداء وجرحى.

واضاف: تزامنت الغارات مع مواجهات عنيفة بين مجاميع اللجان الشعبية للحوثيين ووحدات عسكرية من جهة، ومسلحين قبليين موالين لهادي من جهة أخرى في منطقة الفاو وامتدت الى الجفينة والسائلة، موضحاً ان 6 مدنيين استشهدوا بمدينة صراوح جراء قصف المدينة بصواريخ كاتيوشا.
ولفت ان عشرات الجثث من قتلى الطرفين لا تزال ملقية في وادي السائلة، منذ اكثر من 18 يوماً.

وكان قُتل 8 أشخاص، وأصيب 7 آخرون، على الأقل، الثلاثاء 11 أغسطس / آب 2015م، في المعارك العنيفة، بين مجاميع من اللجان الشعبية للحوثيين ووحدات عسكرية من جهة، ومسلحين وقبليين موالين لهادي من جهة أخرى، في حين نفذ طيران تحالف العدوان بقيادة السعودية غارات استهدفت مناطق مختلفة بمحافظة مأرب (شرق اليمن).

وأوضح مصدر محلي لوكالة "خبر"، أن مواجهات متواصلة دارت بين الطرفين في منطقة مخدرة وحزم الجدعان الرابط بين مخدرة ووادي الطُريق، ما أدّى إلى سقوط أكثر من 8 قتلى، 5 منهم من القبائل و3 من الحوثيين، وإصابة 7 آخرين.

وخلف القتال المستمر في مأرب للشهر الرابع على التوالي المئات من القتلى وأعداداً كبيرة من الجرحى، علاوة على المشردين والنازحين ومعاناة السكان، إلا أن مأساة إضافية تتصل مباشرة بالمواجهات المسلحة في ساحات وجبهات القتال، حيث عشرات الجثث تبقى مرمية ويصعب على أي طرف ثالث أو وسيط محايد الوصول إليها ونقلها للدفن.

وقال مصدر قبلي لـ"خبر" للأنباء، إن عشرات الجثث ما زالت عالقة في أماكنها منذ أسابيع، والعديد منها قد تعفنت وتفحمت؛ نظراً لعدم المقدرة على انتشالها جراء المواجهات.

وتعتبر مناطق المواجهات أكثر بؤساً ومأساة من المقابر.. فرائحة الموتى في كل مكان تقشعر لها الأبدان وإن لم تسلم جثث المقاتلين من معاودة طيران العدوان السعودي استهدافها مجدداً، فإنها لن تسلم من تعرضها لنهش الكلاب الضالة وسط إهمال الطرفين وضع هدنة إنسانية لنقل الجثث إلى ثلاجات المستشفيات.