محمد عايش: تحويل صنعاء إلى "غزة" ثانية... فمن سيكون "أبو مازن" يمنياً؟

الخطة:
أن تنجح السعودية في السيطرة على محيط عدن (العند، لحج، أبين) لتبدأ بنقل مركز السلطة من صنعاء إلى هناك، وتحويل الشمال، أو الجزء الأكبر منه، إلى "غزة" أخرى، محاصراً ومعزولاً عن العالم، وهذا يعني أن تكون سلطة "أنصار الله"، في صنعاء، كسلطة "حماس" تقريباً.

نقل حركة الملاحة (الجوية والبحرية) إلى عدن، بالتزامن مع مسعى المملكة المستميت للسيطرة على محيط المدينة، هو بمثابة ترتيبات أولى في هذا المسار الذي تريد فرضه كأمر واقع.

مقابل "حماس" صنعاء، سيكون "هادي" (أو بحاح) في موقع "أبو مازن" و"الضفة"، حيث، ورغم اعتراف العالم كله بسلطة أبو مازن، إلا أن كامل الموقف السيادي لسلطته تتحكم به سلطة "الاحتلال"، بما هي القوة المتحكمة ببر وبحر وجو "الكانتون" المسمى "ضفة" (ضفة هادي هنا هي: عدن أبين المهرة لحج الضالع، مع استمرار محاولة الوصول لتعز).

ما دام وقد وضعت السعودية يدها على "خليج عدن"، وبقوات عسكرية مباشرة، فإنها لن ترفعها عنها بمحض إرادتها أبداً، فالوصول إلى خليج عدن لطالما ظل حلماً معروفاً لدى المملكة منذ كانت المملكة، وقبل حتى أن يكشف ويكلكس مؤخراً عن اللجنة التي شكلها الأمير نائف ومهمتها بحث كيفية الوصول لتحقيق هذا الحلم.

الإبقاء على حضرموت تحت سيطرة القاعدة، كسلطة أمر واقع مقابلة لسلطة أنصار الله في صنعاء وهادي في عدن، هو خيار استراتيجي بالنسبة للملكة، فبواسطة الإبقاء على حضرموت شبه مستقلة تستطيع (الرياض) منع "الجنوبيين" من الوصول إلى أي توحيد كامل يتخلق معه خيار طبيعي يطالب بإنهاء "خدمات" المملكة (ووجودها) في الجنوب.

المهم نحن بإزاء يمن مختلف تماماً عن اليمن الذي نعرفه، ما لم تتدخل عوامل أخرى تعيق هذا التطور، كأن يكون لدى الجيش وأنصار الله ما يستطيعان به قلب المعادلة ولو جزئياً.