هذا ما قاله أوباما عن إيران والسعودية ودول الخليج وداعش واليمن والحوثيين و"الشتاء العربي" (ترجمة)

دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأسبوع الماضي، حلفاء أميركا العرب لبدء "حوار عملي" مع إيران للحد من الانقسامات الطائفية ومواجهة التهديدات المشتركة والإرهاب..

وقال أوباما: من الواضح أن المنطقة بحاجة إلى نهج جديد وموقف تجاه الأمن الإقليمي

إلى حلفائنا في الخليج

وفي حوار أوباما مع توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي، قال: أعتقد أنه عندما تحدثت إلى حلفائنا في الخليج، عندما كنا في قمة كامب ديفيد، كانوا واضحين جداً، وقالوا نحن نرى أنفسنا دولاً عربية، وليست سنة وشيعة، وأعتقد أنهم كانوا صادقين. وكثير منهم يقول إن المواطنين الشيعة هم مواطنين مثل باقي المواطنين ويتم التعامل معهم بإنصاف، ولكن ما أعتقد أنه لا يمكن إنكاره هو أن القوى الطائفية التي انتشرت في المنطقة تزيد من شراسة ودمار ما يحدث في بعض الدول مثل سوريا واليمن، وما يحدث بالتأكيد في العراق، وأن أفضل فرصة لدينا للحد من نطاق تلك الصراعات هو دخول السعودية والدول السنية الأخرى أو الدول العربية في محادثة عملية مع إيران تنص على أن "الصراع الذي نساعد على تأجيجه الآن يمكن أن يحرقنا جميعاً".

يجب أن لا نسمح لهم إيقاعنا في الفخ

وأضاف: يجب أن تستمع أمريكا إلى حلفائنا العرب السنة.. ولكن، أيضاً، يجب ألا تقع في فخ السماح لهم بإلقاء اللوم على إيران بسبب المشاكل التي يعانون منها. لقد كان المواطنون في بعض دول الخليج العربية مشاركين بشكل كبير في الحركات الجهادية المتطرفة التي أدت إلى زعزعة الاستقرار.

وتابع: لا أحد لديه مصلحة في رؤية تنظيم داعش يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي بين دمشق وبغداد. هذا ليس في صالح إيران. إنه يجعل من الصعب للغاية بالنسبة لها أن تحافظ على وجود منطقة عازلة، التي لطالما كانت حافزاً كبيراً بالنسبة لها منذ الحرب العراقية الإيرانية. كما أنه ليس في صالح السعودية، فهذا يتركها عرضة للخطر من جميع النواحي، وحقيقة الأمر والأهم من ذلك هو أن هذا ليس في صالح الشعب هناك.

الشتاء العربي

أنت تشاهد التقارير الإخبارية التي سبقت الربيع العربي، ولكن بالتأكيد منذ أن تحول الربيع العربي إلى شتاء عربي، أصبحت تبكي على الأطفال في هذه المنطقة، ليس فقط المشردين في سوريا، وليس فقط الذين يعانون حالياً من الأوضاع الإنسانية في اليمن، ولكن على الشباب الإيراني العادي أو الشباب السعودي والشباب الكويتي الذين يسألون أنفسهم لماذا لا نمتلك نفس الإمكانات التي يحلم بها بعض الأطفال في فنلندا، وسنغافورة، والصين، وأندونيسيا والولايات المتحدة؟
لماذا لا نرى هذا الاحتمال نفسه، هذا الشعور بالأمل؟ وأعتقد أن هذا هو ما يجب أن يركز عليه القادة في المنطقة..

اليمن.. الحوثيون

في بعض الحالات، أعتقد أن هناك مبالغة كبيرة بشأن التدخل الإيراني، مثل الحوثيين في اليمن. عندما نرى أجهزتنا الاستخباراتية، لا نشعر بأن إيران كانت تفكر استراتيجياً في حشد الحوثيين في صنعاء. لقد كان مجرد مؤشر على ضعف الحكومة في اليمن، وتسعى إيران الآن إلى استغلاله.

في كثير من الأحيان، تبدو إيران دولة انتهازية. وهذا جزء من السبب في أن حجتي إلى حلفائي في المنطقة دعونا نتوقف عن إعطاء فرص لإيران حتى لا تضرنا جميعاً، ادعموا المجتمعات الخاصة، وكونوا شموليين، وتأكدوا من أن السكان الشيعة في بلدانكم لا يشعرون بالإقصاء، وفكروا في النمو الاقتصادي، وتأكدوا من أن لدينا قدرة عسكرية أفضل للقيام بأشياء مثل المنع، وكلما قمنا بهذه الأشياء، كان هذا هو مستوى الردع الضروري لأنه من غير المحتمل أن نرى إيران تشن هجوماً مباشراً، من دولة إلى أخرى، ضد أي من حلفائنا في المنطقة، فهي تدرك أن هذا من شأنه أن يمنحنا السبب في استخدام القوة الكاملة. وكما قلت، نحن يمكننا ضرب قدرتها العسكرية بسرعة كبيرة.

قوة إقليمية

ما أود قوله لهم هو أن هذه الصفقة تمنحهم فرصة تاريخية. لقد كان اقتصادهم ينهار نتيجة العقوبات. والآن، أصبح لديهم القدرة على اتخاذ بعض الخطوات الحاسمة للتحرك باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي. إن هم بحاجة إلى اغتنام هذه الفرصة، ويحتاج قادتها إلى اغتنام هذه الفرصة أيضاً.
وحقيقة الأمر هي أن إيران ستكون، وينبغي أن تكون، قوة إقليمية. إنها بلد كبير ومتطور في المنطقة، ولا تحتاج إلى معاداة أو معارضة جيرانها من خلال سلوكها. ليس بالضرورة بالنسبة لإيران أن تشوه سمعة إسرائيل أو تهددها أو أن تنخرط في إنكار محرقة الهولوكوست أو في أي نشاط معاد للسامية.

هذا ما أود قوله للشعب الإيراني. وسيخبرنا الوقت ما إذا كان الشعب الإيراني لديه تأثير يكفي لإحداث تحول جذري في طريقة تفكير قادتهم بشأن هذه القضايا.

ترجمة خاصة لوكالة "خبر"، فارس سعيد. عن صحيفتي المونيتور ونيويورك تايمز