ميركل: لن يكون هنالك اتفاق مع اليونان بأي ثمن

قرر وزراء مالية اليورو ترك القرارات المركزية لحل أزمة الديون اليونانية لزعماء دول المجموعة. جاء ذلك في تصريحات ليروين ديسلبلويم رئيس مجموعة اليورو اليوم الأحد (12 يوليو تموز2015) قبيل بدء القمة الاستثنائية لزعماء اليورو في بروكسل لبحث الأزمة اليونانية. وأضاف ديسلبلويم: "هناك سلسلة من القضايا المهمة لا تزال مفتوحة".
 
ووسط أجواء خلافية بين الدول الأعضاء انطلقت في بروكسيل أعمال قمة منطقة اليورو اليوم الأحد. وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قد أعلن إلغاء اجتماع كان مقررا لقادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي. توسك شدد على أن الأولوية الآن لاجتماع قادة دول منطقة اليورو التي انطلقت قبل قليل "ويستمر حتى انتهاء المحادثات حول اليونان".
 
وقبيل بدء القمة، قالت المستشارة أنغيلا ميركل بأنه يكون هناك اتفاق مع اليونان "بأي ثمن"، وأضافت "سيكون لدينا الآن محادثات صعبة وليس هنالك اتفاق بأي ثمن". وقالت ميركل التي تتبنى مع وزير ماليتها فولفانغ شويبله مواقف متشددة إن"القيمة الأهم المتمثلة بالثقة والقدرة على الوفاء (بالالتزامات) فقدت" مع اليونانيين، متوقعة حصول "مفاوضات شاقة".
 
أما الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند فأعلن من جانبه أن قمة قادة منطقة اليورو ستقرر الأحد "ما اذا كانت اليونان ستبقى غدا في منطقة اليورو"، وذلك لدى وصوله إلى قمة "الفرصة الأخيرة" في بروكسل لإنقاذ اليونان ماليا. وأضاف أن "فرنسا ستبذل كل ما هو ممكن لإيجاد اتفاق يتيح بقاء اليونان في منطقة اليورو"، رافضا الخيار الذي اقترحته ألمانيا والقاضي بخروج مؤقت لأثينا من منطقة العملة الموحدة.
 
انتقادات حادة من روما لبرلين
 
وذكرت صحيفة "إلماساجيرو" الإيطالية الصادرة اليوم الأحد أن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي انتقد بشدة موقف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير ماليتها فولفغانغ شويبله من اليونان. ونقلت هذه الصحيفة عن رينزي قوله : "إيطاليا لا ترغب في خروج اليونان من اليورو؛ ولألمانيا أقول: هذا يكفي الآن". كما نقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة الإيطالية قوله :"بعد المقترحات التي أعدها رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس والتي تتوافق مع التعليمات الأوروبية، يتعين علينا أن نصل إلى اتفاق، وليس من المتصور إذلال شريك أوروبي بعد أن سلمت اليونان بكل شيء".
 
غير أن الحكومة الإيطالية لم تصدر أي تأكيد رسمي لهذه التصريحات بعد. وفي مقابلة مع قناة الجزيرة أكد رينزي أن اليونان مكون ثابت لأوروبا مشيرا إلى أن أوروبا لا يمكن أن تتكون من إجراءات تقشفية. وتابع رينزي :" بعض الزملاء يقولون إنه من الممكن لكل دولة أن تجري استفتاء ثم تقول إنها لا تريد أن تسدد ديونها". وأضاف "وأنا أعتقد أن بمقدورنا أن نمنع ذلك من خلال استثمارنا في الاقتصاد اليوناني". في الوقت نفسه، تحدث رينزي عن ضرورة أن تنفذ اليونان الإصلاحات اللازمة.
 
ومن جهته قال رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس أنه "مستعد لتسوية نزيهة" بشأن حزمة المساعدات لبلاده. وأضاف لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة في قمة منطقة اليورو "نحن مدينون لشعوب أوروبا، الذين يريدون أن تكون أوروبا متحدة وغير منقسمة. يمكن أن نتوصل إلى اتفاق الليلة إذا رغبت جميع الأطراف في ذلك".
 
اليونان عليها أن تفعل المزيد
 
قالت مسودة بيان لوزراء مالية منطقة اليورو اليوم الأحد إن اليونان لن تتمكن من البدء في مفاوضات حول برنامج ثالث للإنقاذ إذا لم تجر تغييرات تتعلق بضريبة المبيعات ونظام المعاشات وتعزيز استقلالية مكتب الإحصاءات. ولم تشمل الشروط التي تضمنتها المسودة قيام وزراء مالية مجموعة اليورو باتخاذ قرار بشأن حزمة التمويل التالية لليونان خلال اجتماعهم اليوم الأحد نظرا لأن تلك الشروط يجب أن يوافق عليها البرلمان اليوناني.
 
وقالت المسودة التي أطلعت عليها رويترز "خلصت مجموعة اليورو إلى أنه لا يوجد أساس بعد للبدء في مفاوضات حول برنامج جديد." ولبدء تلك المحادثات فإن الوزراء يريدون أولا أن تقوم اليونان بتحسين ضريبة القيمة المضافة ونظام المعاشات وتوسيع القاعدة الضريبية لتعزيز الإيرادات ودعم استقلالية مكتب الإحصاءات اليوناني.
 
وقالت الوثيقة "بعد التنفيذ القانوني للإجراءات المذكورة أعلاه فإن المفاوضات حول مذكرة التفاهم يمكن أن تبدأ بناء على استكمال الإجراءات القانونية." ومن المقرر عرض المسودة على قادة منطقة اليورو في اجتماعهم في بروكسل في وقت لاحق اليوم.
 
*( د ب أ، رويترز، أ ف ب)