ابراج الكهرباء وانابيب النفط معوقات تسبق الحوار الوطني

تزايدت خلال الأيام القليلة الماضية أعمال التخريب التي طالت أبراج الكهرباء وأنابيب النفط في محافظة مأرب "شرق البلاد" في مؤشر خطير يسبق الحوار الوطني المزمع انطلاقه في الـ 18 من مارس الجاري. ويرى مراقبون ان اعمال التخريب التي تشهدها محافظة مارب لابراج الكهرباء وانابيب النفط، معوقات رئيسية تهدف الى ارباك اعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي سيضم كافة القوى والاطياف السياسية والمنظمات وشريحة الشباب والمرأة. واثر هذه الأعمال التخريبية يعيش الشارع اليمني حالة من الاحتقان جراء استمرار انقطاع الخدمات الرئيسية بسبب تلك الاعتداءات التي تجري في ظل صمت حكومي مقيت،اكتفت فقط بالتنديد وتفويض وزارتي الدفاع والداخلية لتوفير الحماية لأبراج الكهرباء وأنابيب النفط ، في حين الوزارتين سجلتا عجزا واضحا في اتخاذ إجراءات تأمينية لتلك الخدمتين الحيويتين منذ مطلع العام الماضي. ويدور حديثا في الشارع المحلي حول تلك الأعمال التخريبية التي تزايدت في الأيام القليلة الماضية، خاصة مع بدء العد التنازلي لانطلاق الحوار الوطني المقرر الاثنين المقبل بصنعاء، ما دفع الكثير للاعتقاد بان تلك الأعمال ستعمل على تفريغ الحوار المرتقب من مضمونه وقد تقود إلى فشله اذا استمرت بالوتيرة الحالية. ويتساءل الكثير عن كيفية بدء حوار وطني شامل في ظل عدم التزام البعض بمبدأ تهيئة الأجواء وفرض الامن والاستقرار في كل مدن اليمن قبل الدخول في الحوار الذي ينظر اليه الجميع بأنه المرتكز الاساسي لعملية التحول في اليمن على مختلف المستويات. وعلى مدى اسبوعين متتالين تعرضت ابراج الكهرباء وانابيب النفط لاعمال تخريب في محافظة مارب ، دون ان يكون هناك رادع حقيقي يوقفها. فالأربعاء الماضي 6 مارس فجر مسلحون انبوب النفط في مديرية صرواح وتم اصلاحه من قبل فريق فني رافقه حملة امنية لحماية الفريق من المسلحين الذي حاولوا منع الفريق الفني من اصلاح الانبوب. وتبع ذلك الاعتداء تفجير آخر يوم السبت الماضي 9 مارس خلال قيام مسلحون بعملية حفر لانبوب النفط بكيلو 30 بوادي عبيدة وتفجيره،و شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد منه،حيث كشفت وزارة الداخلية امساء المتهمين في التفجير الاخيرهما (عبد الله محمد الضمن و سالم احمد الضمن) من أهالي مديرية الوادي. يوم الاحد 10 مارس تعرضت خطوط الكهرباء لاعتداء تخريبي في منطقة الدماشقة محافظة مارب ادى الى خروج المحطة الغازية عن الخدمة بسبب تعرضها لاطلاق الرصاص بشكل كثيف من قبل مسلحين. ادى ذلك الاعتداء الى دخول غالبية الاحياء السكنية في العاصمة صنعاء في ظلام دامس جراء ضرب خطوط الكهرباء القادمة من المحطة الغازية بمارب. اما يوم الاثنين11 مارس خرجت محطة مأرب الغازية للكهرباء عن الخدمة في ثاني اعتداء خلال 12 ساعة ،وطال الاعتداء البرجين 401و402، في عمل تخريبي في اقل من 12 ساعة على اعتداء منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب. ولم تتوقف تلك الاعتداء خلال الاسبوعين الماضين ففي يوم الثلاثاء 12 مارس فجر مسلحون مجهولون انبوب النفط في كيلو 98 بمنطقة حباب بمديرية صرواح محافظة مارب على خلفية مطالب لم تلبيها الحكومة حسبما ذكر المصدر لوكالة "خبر". واعلنت الحكومة في وقتاً سابق تعرض اليمن لخسائر كبيرة جراء تعرض انابيب النفط للتفجير وقدرت تلك الخسائر بـ3,1 مليار دولار. موقف الحكومة اقتصر على اصدار توجيهات امس الاربعاء 13 مارس ببقاء الفريق الفني الهندسي بمحافظة مارب تحسبا لأي اعتداء تخريبي يطال ابراج الكهرباء. والزمت الحكومة ببقاء قرابة 22 مهندساً وفنياً مع معداتهم في حالة استعداد لاي عمل تخريبي محتمل قد يطال ابراج الكهرباء. وجاء ذلك التوجيه بعد فشل الدولة في حماية ابراج الكهرباء وضبط المعتدين في ظل تزايد الاعتداءات على خطوط التيار الكهربائي في عدد مناطق ومديريات محافظة مارب. وتضع تلك الاعمال التخريبية عدة تساؤلات للرئيس هادي وحكومة الوفاق، حول امكانية الكشف عن الجهات الحقيقية التي تقف وراء تلك الاعمال ليتم طرحها في مقدمة أعمال الحوار باعتبارها قضايا تمس حياة المواطن اليمني اليومية؟ ام ان المتحاورون انفسهم يقفون وراء تلك الاعمال ويرجون منها مكسب سياسي ينتظر ان يفرزه الحوار؟