علي ناصر : الوحدة مرجعية لحل مشاكل البلاد ..

قال الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد أنه " لا يمكن لأحد أن يفسر المشكلة اليمنية شمالا وجنوباً سواء قبل العام 90م أم بعده دون أن يذكر الوحدة بوصفها العنوان الأبرز والأهم والحاكم لكل تعقيدات الأزمة المقيمة في اليمن. وأعرب في اللقاء الذي عقد اليوم بدبي بين قيادات جنوبية والمبعوث الاممي جمال بن عمر، عن أمله بالخروج بتوافق على رؤية موحدة خلاصتها الأولى والأخيرة هي تحقيق الخير للشعب والوطن وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة لكي تنعم بالأمن والسلام وللوطن التقدم والارتقاء أسوة بباقي دول العالم والاجتماع على شعور مشترك بقضيتنا وبما تحمله من مأساة تتطلب صحوة الضمير والعمل بمصداقية لإنقاذ البلاد. كما عبر علي ناصر عن أمله في فتح ثغرة للنور بجدار أزمة الثقة المستعصية بين مختلف الفرقاء ولن يتأتى ذلك إلا بإبداء حسن النوايا بالأفعال وليس الأقوال وبالضمانات وليس العقوبات ، مشيرا الى ان الأقوال سئمها شعب الجنوب وان العقوبات واقعة عليه منذ زمن طويل ، وانه وحده من دفع أثمان باهضة لأخطاء لا ناقة له فيها ولا جمل. ولفت إلى أن اللقاء يكتسب أهمية بالغة .. مؤكداً على أهمية إدراك أن توقف جهود إشراك الجميع في الحوار الوطني لن يكون في مصلحة الحوار. وأضاف : لطالما أكدنا أن الحوار هو الوسيلة المثلى لحل المشاكل وفك عقد الأزمات فيما لو اتخذ مساراته الحقيقية وتوفرت شروطه وآلياته بحسب موضوعاته وتساوت أطرافه وعُزلت عنه مصادر ومراكز القوة والنفوذ ، وكان جاداً وعادلاً ومنصفاً لا يستقوي فيه طرف على طرف بل يمضي في جو من الندية والإيمان بحق الآخر في التعبير عن قضيته بالطريقة التي يراها مناسبة حتى التوصل إلى قواسم مشتركة. وشدد على أهمية رؤية النقاط العشرين التي أقرتها اللجنة الفنية للحوار واقعاً ملموساً ، كما كان لزاماً البدء بخطوات اجرائية عملية فورية كمرحلة أولى لإزالة آثار حرب عام 1994م على الجنوب وغيره من القضايا التي سبق أن تقدمنا برؤية تفصيلية حيالها ونطرحها في وثيقة مرفقة في هذا اللقاء . وذكر بأنه يجب أن يتفهم الجميع محليين ودوليين أن سياسة فرض الأمر الواقع بأي قوة كانت غير ذي جدوى كما أن التعاطي السلبي من أي طرف أياً كان موقعه في مرحلة بهذه الحساسية ينقلنا من الخطأ إلى الخطيئة ، وفي الوقت الذي نقدر فيه جهود الدول الراعية للتسوية السياسية والحوار الوطني نأمل أن تسهم في التوصل إلى ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار وإن كان أمراً لاحقاً لقضايا التهيئة للحوار من أساسه. واختتم ناصر كلمته بالقول أن حل القضية الجنوبية لم يعد حاجة وطنية بل ضرورة إقليمية دولية وعليه يجب أن تدرك كافة الأطراف أن هذا الحل لن يرى النور دون استشعار أهمية الحوار الجنوبي الجنوبي ومن ثم الحوار مع الأطراف المعنية وأن تتم هاتين العمليتين على أساسين : هما أن الجنوب ليس حزباً بل شعب ووطن ، وأن تقرير مصير الجنوب لن يمر إلا بالجنوبيين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبتعاون الأشقاء والأصدقاء ، كما لا يجب على أحد أن ينسى بأننا نعيش جميعاً في محيط واحد تؤثر كل طقوسه على كل قاطنيه. وبدأت صباح اليوم جلسات لقاء دبي الذي شارك فيه عدد من القيادات والشخصيات الجنوبية المتواجدة في الخارج مع المبعوث الأممي جمال بن عمر، في حين تعذر حضور قيادات الداخل بينهم رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي السلمي حسن باعوم لعدم استكمال اجراءات سفرهم الى دبي. وحضر الجلسة من القيادات الجنوبية الرئيسان علي ناصر محمد والمهندس حيدر ابوبكر العطاس والسلطان عبدالله عيسى بن عفرير ورئيس وأمين عام حزب رابطة ابناء اليمن (راي) عبدالرحمن الجفري ومحسن بن فريد وعلوي الجفري ومستشار الرئيس اليمني سالم صالح وجابر محمد وصالح حسين صالح القاضي وعمر العطاس وجهاد عباس وصالح عبيد أحمد وصالح بن عليان المهري وعلي عمر كفاين وعبدالحافظ الصلاحي ومساعد محمد محسن، في حين تغيب عن الاجتماع موفدا نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض واللذان رفضا الحضور. وقال المبعوث الأممي جمال بن عمر أن الأمم المتحدة مع الحوار ولا تدعو لأي خيار آخر .. لافتاً إلى ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول وقوفه مع الفيدرالية ، مشيراً إلى أن الجنوب عانى الكثير من المشاكل .. مطالباً الجميع بتحمل المسؤولية للوصول إلى الحل الذي يقرره الشعب. وأضاف أن اليمنيين يقررون مستقبلهم والشعب في الجنوب يقرر مصيره بنفسه ولكن عبر الحوار، داعياً إلى نبذ العنف. فيما قدم رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (راي) عبدالرحمن الجفري مداخلة تطرق فيها إلى ما جرى ويجري من قتلٍ للعزّل وقمعٍ واعتقالاتٍ للشعب في الجنوب، وصل حد انتهاك حرمات البيوت وقتل أهلها بدم بارد أمام أسرهم وأطفالهم. وقال الجفري " أن كل أمرٌ مدانٌ بأوضح العبارات وأشدّها طبقاً لكل الشرائع السماوية والمواثيق والقوانين المحلية والدولية .. لافتاً إلى أنه مازال عددٌ منهم يقبعون في الزنازين والمعتقلات ظلماً وعدواناً بناءً على وهمٍ لدى تلك السلطات أن هذا سيُخضع شعبنا لآلة القتل والقمع؛ في حين، أن هذا يزيد شعبنا إصراراً على النضال الشعبي السلمي حتى تتحقق كامل أهدافه ". وعبر الجفري عن اسفه للصمت غير المفهوم من قِبَل المجتمع الدولي تجاه ما يتعرض له شعب الجنوب من اعتقالات وقتل، وآخرها ما حدث في 19 و20 و21 فبراير الماضي وما يحدث حتى يومنا هذا من قتل وتنكيل واعتقالات دون أي مصوغ قانوني أو أخلاقي. في حين أشاد بالجهد الصادق والمخلص الذي يبذله بن عمر ودول الخليج والأصدقاء في الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي من أجل حقن الدماء بين القوى المتصارعة في صنعاء. وطالب الجفري بمبادرة خاصة لحل القضية الجنوبية عبر آليات وإشراف إقليمي ودولي لاتخاذ الإجراءات الضرورية التي تحقق خيارات وتطلعات شعب الجنوب نحو الحرية والاستقلال وإقامة دولته الجنوبية الفدرالية المستقلة.. مؤكداً أن شعب الجنوب اليوم في حاجة ماسة إلى موقف إقليمي ودولي يمنع استمرار قمعه وقتله واستنزاف ونهب ثرواته. واكد أن حل القضية الجنوبية بما يحقق خيارات شعب الجنوب هو المدخل للأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة مما يؤمن مصالح شعبنا ويضمن تأمين وتحقيق مصالح الآخرين المشروعة. من جانبه قال رئيس أول حكومة لدولة الوحدة المهندس حيدر أبوبكر العطاس : " نحن لا نريد صدقات من اخواننا في الشمال بتعاطفهم مع القضية الجنوبية " ، لافتاً إلى أنهم كانوا يطاردونهم من عاصمة إلى عاصمة ليقيموا اتفاقيات ووقعوا بخط أيديهم على وثيقة تقر بالفيدرالية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره في 13 يونيو عام 2010م وانقلبوا عليها بعد شهر عندما وقعوا مع علي عبد الله صالح يوم 17 يوليو 2010. وأشار إلى أن الموقعين هم أحزاب اللقاء المشترك ومن بينهم الإصلاح ورئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوه .. مضيفاً أنه بعد عام 2011م لم يجد لا من السلطة الحالية أو أحزاب اللقاء المشترك أو الأخوة في الشمال أي مبادرة تجاه قضيتنا الجنوبية العادلة. وأوضح بأن الأشقاء الخليجيين ابلغوهم أن المبادرة أتت لحل الخلاف بين علي عبد الله صالح وعلي محسن الاحمر. فيما تحدث مستشار الرئيس سالم صالح في اللقاء وقال : اليوم أنا اجزم أن كل الجنوبيين من الأخ عبد ربه منصور هادي إلى أي جنوبي سواء كان بيننا أم في الجنوب سيقول لك أن الظلم واقع على الشعب في الجنوب ، هؤلاء الذين أمامك كانوا قيادات لم يبق لهم لا منزل ولا أرض في الجنوب. وأضاف : لدينا دعوات إلى الحوار الوطني ولكن لن نحضر لأنه لم تتخذ أي خطوة جادة تجاه الجنوب سواء التي ذكرها الاخوة أو النقاط العشرين ونحن مع الحراك السلمي الديمقراطي وندين العنف. وتحدث الحاضرون عن القضية الجنوبية، وأكدوا في مداخلاتهم على ضرورة ايجاد حل عادل للقضية الجنوبية .. مطالبين الأمم المتحدة بتحمل مسئولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه قضية شعب الجنوب.