قاض أمريكي يأمر الحكومة بنشر صور لمعتقلين تعرضوا للتعذيب في العراق وأفغانستان

في أحدث تطور في معركة قضائية طويلة بالولايات المتحدة بين الحكومة، واتحاد الحريات المدنية الأمريكي، أمر القاضي الفدرالي ألفين هيليرشتاين الحكومة بنشر مجموعة من الصور، التي تظهر معتقلين سابقين في العراق وأفغانستان تعرضوا لمعاملة سيئة.

وفي الحكم الذي صدر في نيويورك الجمعة، أمهل القاضي الحكومة شهرين لاتخاذ قرار حول كيفية الرد على الأمر الذي أصدره قبل أن يتم نشر الصور.

وكان اتحاد الحريات المدنية الأمريكي تقدم بشكوى إلى المحكمة وقال أن نشر الصور ضروري "للنقاش الجاري في البلاد حول مساءلة الحكومة بشأن إساءة معاملة السجناء".

وعارضت الحكومة الأمريكية نشر الصور على أساس أنها يمكن أن تثير ردود فعل عنيفة وتعرض الجنود والموظفين الأمريكيين في الخارج للخطر.

وأقر الكونغرس قانونا في 2009 يعرف باسم "قانون حماية وثائق الأمن القومي" ويسمح لوزير الدفاع الأمريكي بمنع نشر وثائق يمكن لأن تعرض الأمريكيين للخطر.

إلا أن القاضي هيليرشتاين قال في حكمه الجمعة، إن الحكومة الأمريكية لم تقدم حججا كافية لمنع نشر تلك الصور بموجب ذلك القانون.

وقد يؤدي أمر المحكمة إلى نشر نحو 2000 صورة طبقا لاتحاد الحريات المدنية. ولم يعرف بعد مضمون الصور تحديداً إلا أن مرافعة تقدمت بها إلى المحكمة في وقت سابق ذكرت أن العديد من الصور تظهر "جنودا يصوبون بنادق أو مسدسات إلى رؤوس سجناء أوثقت أيديهم أو غطت وجوههم باقنعة".

ورحب نائب المدير الإداري في الاتحاد جميل جعفر بالحكم. وقال أن الصور "ضرورية للسجل العام".

وأضاف أن "منطق إدارة أوباما بمنع نشر الصور غير قانوني وخطير".

وقال أن "السماح للحكومة بحجب أي صورة يمكن أن تستفز شخصا ما في مكان ما وتدفعه للعنف، يعني منح الحكومة سلطات واسعة لحجب الأدلة على سوء تصرف رجالها".

ويتهم جنود أمركيون بممارسة التعذيب والإذلال الجنسي لسجناء عراقيين في سجن أبو غريب عندما كان تحت الإدارة الأمريكية في 2004. وتكشفت الفضيحة أول مرة عندما نشر الإعلام الأمريكي صورا تظهر الجنود وهم يعذبون السجناء.

وبين العامين 2004 و2006 دين 11 جنديا في المحاكم العسكرية بتهمة تعذيب سجناء في أبو غريب.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكولونيل مايلز كاغينز أن وزارة الدفاع "تدرس الحكم الذي أصدره القاضي وستقدم أي ردود إضافية إلى المحكمة".