تقرير يحذر: قطع الدعم الأمريكي لأوكرانيا قد يقلب الموازين لصالح روسيا ويهدد دول الناتو

حذر معهد دراسة الحرب الأمريكي من أن وقف المساعدات العسكرية والمالية الأمريكية لأوكرانيا، كما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يمنح روسيا تفوقاً كبيراً في ساحة المعركة ويقرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق النصر في حربه ضد كييف.

كما أشار المعهد إلى أن هذا القرار قد يشجع بوتين على توسيع نطاق استخدام القوة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، بما في ذلك التهديد المباشر لدول البلطيق الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

جاء ذلك في تحليل نشره المعهد يوم السبت، حيث أشار إلى أن قطع الدعم الأمريكي لأوكرانيا "يقلب موازين الحرب لصالح روسيا"، مما يزيد من احتمالات انتصار موسكو في الصراع الدائر منذ سنوات. وأضاف المعهد أن بوتين قد يصبح أكثر جرأة في استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهدافه التوسعية، بما في ذلك السيطرة على دول أخرى من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، مثل ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، وهي دول أعضاء في حلف الناتو تقع في منطقة البلطيق.

تهديدات متزايدة لدول الناتو

وحذر المعهد من أن انسحاب الدعم الأمريكي لأوكرانيا لن يؤثر فقط على كييف، بل قد يضعف أيضاً موقف الولايات المتحدة وحلف الناتو في مواجهة التهديدات الروسية. وأشار إلى أن روسيا، بالتعاون مع حلفائها مثل إيران وكوريا الشمالية والصين، تشكل تحالفاً يهدف إلى تقويض النفوذ الأمريكي وحلفائها على مستوى العالم. وقال المعهد: "هذه الدول تختبر حالياً مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ."

وأضاف أن تقليص المساعدات لأوكرانيا قد يُرسل رسالة خاطئة إلى الحلفاء والخصوم على حد سواء، مفادها أن الولايات المتحدة قد تتراجع عن التزاماتها الأمنية الدولية، مما قد يشجع روسيا على اتخاذ خطوات أكثر عدوانية في المنطقة.

تداعيات استراتيجية على أوكرانيا وحلف الناتو

وأكد المعهد أن الدعم العسكري والمالي الأمريكي لأوكرانيا كان عاملاً حاسماً في تمكين كييف من الصمود في وجه العدوان الروسي. وقال إن وقف هذا الدعم سيؤدي إلى تفوق روسي كبير على الأرض، مما قد يدفع بوتين إلى تعزيز هجماته لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، والتي قد تشمل السيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية أو حتى التهديد المباشر لدول الناتو.

كما أشار المعهد إلى أن دول البلطيق، وهي ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، قد تكون الأكثر عرضة للتهديدات الروسية في حال نجاح بوتين في أوكرانيا. وتعد هذه الدول، التي انضمت إلى حلف الناتو في عام 2004، من أكثر الأعضاء تحفظاً تجاه التوسع الروسي، نظراً لتاريخها الطويل مع الاتحاد السوفيتي.

تأثيرات على النفوذ الأمريكي العالمي

وحذر المعهد من أن تقليص الدعم لأوكرانيا لن يؤثر فقط على الصراع في أوروبا الشرقية، بل قد يضعف أيضاً النفوذ الأمريكي على المستوى العالمي. وأشار إلى أن روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين تعمل على تشكيل تحالف يهدف إلى تقويض الهيمنة الأمريكية، وأن أي تراجع للولايات المتحدة في دعم حلفائها قد يعزز من ثقة هذه الدول في مواصلة سياساتها التوسعية.

وخلص المعهد إلى أن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا ليس فقط مسألة تتعلق بمساعدة كييف، بل هو اختبار لالتزام الولايات المتحدة بحماية حلفائها والحفاظ على الاستقرار العالمي في مواجهة التهديدات المتزايدة من قبل القوى المعادية.

جاءت هذه التحذيرات في أعقاب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد فيها بوقف المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا إذا لم تلتزم كييف بمطالب واشنطن. وقد أثارت هذه التصريحات قلقاً واسعاً بين الحلفاء الأوروبيين، الذين يعتبرون الدعم الأمريكي عنصراً أساسياً في مواجهة التوسع الروسي.

ويأتي هذا التهديد في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وكييف توترات غير مسبوقة، خاصة بعد المشادة الكلامية العلنية بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، والتي أدت إلى تعليق توقيع اتفاقية مهمة بين البلدين.