أوروبا تُجدد دعمها لزيلينسكي بعد مواجهته مع ترامب: "لن نتركك وحيداً"

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل مؤتمر صحافي في كييف. 4 نوفمبر 2023 - Reuters

سارع زعماء أوروبيون ودول غربية إلى تأكيد التزامهم بدعم أوكرانيا، رغم التصريحات الاستفزازية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، والتي هدد فيها بوقف المساعدات الأمريكية ما لم توافق كييف على هدنة مع روسيا.

واصطف الزعماء خلف أوكرانيا وأشادوا برئيسها "المحاصر"، وجاءت التصريحات واحدة تلو الأخرى؛ من فرنسا وألمانيا وبولندا وإسبانيا والدنمارك وهولندا والبرتغال وجمهورية التشيك والنرويج وفنلندا وكرواتيا وإستونيا ولاتفيا وسلوفينيا وبلجيكا وليتوانيا ولوكسمبورج وإيرلندا. وأضاف زعماء كندا وأستراليا ونيوزيلندا أصواتهم إلى أصوات الأوروبيين.

وحتى مع ابتعاد زعماء الغرب بشكل عام عن انتقاد ترمب صراحة، الذي أخبر زيلينسكي أنه "ليس في وضع جيد" وهدد بغضب بسحب الدعم الأميركي لأوكرانيا ما لم يوافق على اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا، وجه العديد من القادة في أوروبا عبارات التشجيع والدعم مباشرة إلى زيلينسكي.
"أوروبا تقف معك"

وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على منصة "إكس"، في إشارة إلى زيلينسكي: "كرامتك اليوم هي تكريم لشجاعة الشعب الأوكراني. كن قوياً وشجاعاً. أنت لست وحيداً أبداً، عزيزي الرئيس".

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الولايات المتحدة وأوروبا، كانتا محقتين في مساعدة أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات.

وحث ماكرون في بيان، الولايات المتحدة على البقاء إلى جانب الأوكرانيين، الذين قال إنهم "يقاتلون من أجل كرامتهم واستقلالهم وأطفالهم وأمن أوروبا".

وتحدث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي التقى ترمب في البيت الأبيض، الخميس الماضي، في واحدة من أصعب الزيارات التي يقوم بها زعيم بريطاني إلى واشنطن منذ عقود، مع كل من الرئيس الأميركي وزيلينسكي بعد المشادة الكلامية بينهما، وفقاً لمتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني.

وقالت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني، إن ستارمر "يحتفظ بدعمه الثابت لأوكرانيا، وسيعمل على إيجاد طريق نحو سلام دائم، قائم على السيادة والأمن لأوكرانيا".

من جانبه، قال فريدريش ميرتس، الذي من المقرر أن يصبح مستشار ألمانيا القادم بعد انتخابات البلاد هذا الأسبوع، في بيان موجه إلى زيلينسكي إن بلاده ستقف وراء أوكرانيا "في الأوقات الجيدة والصعبة".

وأضاف ميرتس، في إشارة على ما يبدو إلى ترمب، الذي وصف زيلينسكي بالديكتاتور، وألقى عليه باللوم في الحرب: "يجب ألا نخلط أبداً بين المعتدي والضحية في هذه الحرب الرهيبة". وقال الزعيم الألماني السابق، المستشار أولاف شولتز، إن أوكرانيا يمكن أن تعتمد على ألمانيا وبقية أوروبا.

وكتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على "إكس": "عزيزي زيلينسكي، أيها الأصدقاء الأوكرانيون الأعزاء، لستم وحدكم".

حتى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، حليفة ترمب، قالت إن "الانقسام لن يناسب أحداً"، ودعت في بيان، الزعماء في أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة إلى الاجتماع لمناقشة "التحديات الكبرى، بدءاً من أوكرانيا".

ولم يشر بيان ميلوني بشكل مباشر إلى ترمب أو زيلينسكي أو اجتماع المكتب البيضاوي الجمعة، بل أشار بشكل غير مباشر فقط إلى أولئك "الذين يرغبون في رؤية تراجع حضارتنا"، وفق البيان.

بدورها قالت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إنه أصبح من الواضح أن "العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد"، مضيفة أن الأوروبيين يجب أن "يقبلوا هذا التحدي".

وأضافت على منصة "إكس": "أوكرانيا هي أوروبا، نحن نقف إلى جانب أوكرانيا. سنكثف دعمنا لأوكرانيا حتى تتمكن من الاستمرار في محاربة المعتدي".

في المقابل، بدا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، القومي اليميني، الذي كان على خلاف طويل الأمد مع دول أوروبا، مصطفاً إلى جانب ترمب، قائلاً "الرجال الأقوياء يصنعون السلام، والرجال الضعفاء يصنعون الحرب". ولم يذكر أوكرانيا أو زيلينسكي في منشوره على منصة "إكس".

وغادر زيلينسكي البيت الأبيض في وقت مبكر من الجمعة، دون أن يشارك في مؤتمر صحافي مخطط له. وأوضح ترمب موقفه بعد الاجتماع في منشور على Truth Social، قائلاً إن الزعيم الأوكراني "ليس مستعداً للسلام"، واتهمه بعدم احترام الولايات المتحدة. وأضاف ترمب "يمكنه العودة عندما يكون مستعداً للسلام".