قمة أوروبية في باريس لبحث "أمن القارة" ومسألة أوكرانيا
أعلنت فرنسا استضافة قمة لزعماء أوروبيين، الاثنين، في باريس، لبحث تعزيز "الأمن الأوروبي" وسبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك في ظل مخاوف متزايدة من النهج الأحادي للرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الصراع الدائر منذ فبراير 2022.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيجمع قادة دول أوروبية رئيسية، بينهم المستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، بالإضافة إلى رؤساء حكومات بريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك.
وأشار بارو إلى أن القمة تهدف إلى تحديد آليات دعم أوكرانيا فورياً، ووضع ضمانات أمنية طويلة الأمد لها، وتعزيز الأمن الجماعي للقارة، مشدداً على أن "الأوروبيين هم من سيقدمون هذه الضمانات وسيكونون جزءاً من أي حل دائم". وجاءت القمة بعد أيام من تصريح مبعوث ترمب إلى أوكرانيا كيث كيلوج بأن "أوروبا لن يكون لها مقعد على طاولة مفاوضات السلام"، ما أثار تساؤلات حول دور القارة في المرحلة المقبلة.
من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إلى إنشاء "جيش أوروبي" موحد، معرباً عن شكوكه في قدرة الولايات المتحدة على توفير الحماية للقارة في ظل سياسات ترمب. وفي سياق متصل، اتفقت دول مجموعة السبع، بما فيها الولايات المتحدة، على بيان مشترك السبت، تعهدت فيه بالعمل معاً لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا مع ضمانات أمنية قوية، رغم التوترات حول الدور الأوروبي.
وفي واشنطن، تواصل إدارة ترمب جهودها لدفع موسكو وكييف إلى مفاوضات مباشرة، وسط غموض يحيط بخطتها وانتقادات من الحلفاء. من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الأيام المقبلة ستكشف مدى جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه السلام، مشيراً إلى اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف تم خلاله بحث إزالة "عوائق" فرضتها الإدارة الأميركية السابقة.
يأتي الاجتماع الأوروبي في باريس بينما تحاول القارة تعزيز وحدة مواقفها، في ظل تحولات جيوسياسية تفرض إعادة تقييم الاعتماد التقليدي على الحماية الأميركية، خاصة مع تصاعد الدعوات لاستقلالية أمنية أوروبية في ضوء التحديات الراهنة.