في خطوة دفاعية متطورة.. البحرية الأمريكية تختبر بنجاح سلاح ليزر لتدمير الطائرات المسيرة

جانب من اختبار سلاح الليزر ضد طائرة بدون طيار من طراز HELIOS. - eurasiantimes.com

أعلنت البحرية الأمريكية عن نجاح أول اختبار لنظام سلاح ليزر عالي الطاقة مُثبت على المدمرة "يو إس إس بريبل" (DDG-88)، والذي استهدف تدمير طائرة مسيرة خلال تجربةٍ تكتيكية تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية الحديثة. وجاء هذا الاختبار ضمن تقرير مدير الاختبار التشغيلي والتقييم السنوي (DOTE) الصادر عن البنتاجون للسنة المالية 2024، وفقاً لما نقلته مصادر إعلامية منها موقع "يورآسيان تايمز".

تم تصميم النظام، المُسمى "HELIOS" (الليزر عالي الطاقة مع جهاز الإبهار البصري المتكامل والمراقبة)، ليكون جزءاً من منظومة دفاع متعددة الطبقات ضد التهديدات الجوية الصغيرة مثل الطائرات المسيرة والذخائر المتسكعة. وأكدت وزارة الطاقة الأمريكية أن الهدف الرئيسي من التجربة كان تقييم أداء السلاح ومدى فعالية قدراته التشغيلية، خاصةً في ظل الانتشار الواسع للطائرات المسيرة ذات الاستخدامات العسكرية.
النشر الاستراتيجي في المحيطين الهندي والهادئ

جُهزت المدمرة "بريبل"، المنضوية تحت الأسطول السابع الأمريكي في قاعدة "يوكوسوكا" اليابانية منذ أكتوبر 2023، بتقنية HELIOS كجزء من تعزيز الوجود البحري الأمريكي في منطقة تُعتبر بؤرةً للتوترات الجيوسياسية. وتُعد "بريبل" الوحيدة بين 73 مدمرة من فئة "آرلي بيرك" التي تحمل هذا السلاح المتطور، مما يؤكد تحوُّل البحرية الأمريكية نحو أسلحة الطاقة الموجهة كخيارٍ استراتيجي فعال.

أهمية أسلحة الليزر في المواجهات الحديثة

برزت تقنيات الليزر كحلٍّ اقتصادي وعملي لمواجهة التهديدات منخفضة التكلفة، مثل الطائرات المسيرة الانتحارية التي استُخدمت مؤخراً في هجمات البحر الأحمر. وعلى عكس الصواريخ الاعتراضية التقليدية التي تصل تكلفة الواحد منها إلى ملايين الدولارات، تُقدَّم أسلحة الليزر كبديل سريع ودقيق، حيث تعتمد على تسخين هيكل الهدف عبر حزمة فوتونات مركزة تؤدي إلى تدميره خلال ثوانٍ، دون إصدار أصوات أو شظايا.

التكامل مع الأنظمة القتالية

يتميز نظام HELIOS بقدرته على التكامل مع النظام القتالي "آيجيس" (Aegis)، مما يسمح بإدارة الاشتباكات بشكلٍ متقدم عبر منظومة دفاع متكاملة. وأشارت "جانين ماثيوز"، مسؤولة في شركة "لوكهيد مارتن" المطورة للسلاح، إلى أن النظام لا يقتصر على تدمير الأهداف، بل يمكن استخدامه أيضاً في عمليات التشويش البصري وتعمية أجهزة الاستشعار المعادية، فضلاً عن مهام الاستطلاع والمراقبة.

التحديات والقيود

رغم المزايا العديدة، تواجه أسلحة الليزر تحديات تقنية، مثل الاعتماد على ظروف جوية مستقرة وتأثر المدى بجودة الرؤية، إضافةً إلى حساسية المكونات الإلكترونية التي تتطلب تطويراً مستمراً. إلا أن الخبراء يرون أن هذه التحديات لا تقلل من القيمة الاستراتيجية للسلاح، خاصة مع تزايد الحاجة إلى حلول سريعة ضد هجمات الطائرات المسيرة.

المنافسة العالمية: الصين تدخل السباق

لا تقتصر الجهود على الولايات المتحدة، حيث تعمل الصين بشكلٍ متوازٍ على تطوير أسلحة ليزر عالية الطاقة، وفقاً لصورٍ تسريبية ظهرت العام الماضي لسفينة هجومية من طراز "Type 071" مزودة بمنظومة ليزر. وتشير التكهنات إلى أن الصين قد تعمم هذه التقنيات على سفنها الحربية الكبيرة مثل "Type 075" و"Type 055"، في إطار سباق تسلح تكنولوجي غير معلن.

يُعتبر اختبار HELIOS خطوةً نحو إعادة تعريف مفاهيم الدفاع الجوي، حيث تُظهر الأسلحة الموجهة بالطاقة قدرة على تغيير قواعد الاشتباك، مع تقليل الخسائر البشرية نظراً لدقتها. ومع تحوُّل الحروب إلى الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، يُتوقع أن تصبح أنظمة الليزر ركيزة أساسية في الاستراتيجيات العسكرية العالمية خلال العقود المقبلة.