سيدي الرئيس
*فتحي بن لزرق
أكتب لك رسالتي هذه من عدن المنطفئة…
عدن التي تشتاق إليك، وكل ما فيها يحنّ إلى عهدك.
لقد قطعوا الرواتب التي كنت تصرفها في اليوم السادس والعشرين من كل شهر.
المياه لم تعد تصل إلى كل منزل، لقد تحوّلت إلى زائر شهري، لا يأتي إلا مرة واحدة في الشهر لكل بيت.
أما الجوع، فقد أصبح زائرًا ومقيمًا، يتجول في الحارات والأحياء والمنازل، ويستوطن كل موقد.
سيدي الرئيس،
أكتب لك هذه اللحظة من داخل غرفة مظلمة، فقد أعلنوا قبل ساعات عن انقطاع شامل للكهرباء.
منذ زمن، لم نعد نرى طلاب المدارس كل صباح، كما كنا نفعل في عهدك.
أنا لا أهذي، ولست مخمورًا…
لقد أخطأ أهل هذه المدينة ذات يوم، حين صدّقوا الأماني الزائفة والوعود الكاذبة، فاستبدلوا واقع الدولة بواقع بلا وجه، بلا هوية، وبلا ثمن.
زرعوا الرياح، فحصدوا العواصف.
هذه هي الحقيقة… عدن هذه اللحظة منطفئة، وكل ما فيها يحبك، ويتمنى عودة عهدك.
فهل لنا بعودة إلى عهدك؟
أم أن ما ذهب لا يعود؟