الأوبزيرفر البريطانية: "سفاح داعش" متورط بهجمات لندن

تواجه أجهزة المخابرات والسلطات الأمنية البريطانية انتقادات متزايدة بشأن "التساهل" مع سفاح داعش، بدعوى أنها كانت تعرف باتجاهاته من قبل، ولم تتخذ من الإجراءات ما يحول دون ذهابه إلى سوريا والانضمام لجماعة إرهابية.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن من بات يعرف بلقب "سفاح داعش"، محمد الموازي، تمكن من الفرار من بريطانيا، رغم أنه كان عضواً في خلية إرهابية عرفت بصلتها بهجمات 21 يوليو 2005 في لندن.

ووفقاً لما نقلته "الأوبزيرفر" البريطانية، فإن أحد أعضاء شبكة الموازي أجرى مكالمة هاتفية مع عثمان حسين في اليوم الذي وقعت فيه الهجمات، التي استهدفت وسائل المواصلات في لندن.

وعثمان حسين، المسجون مدى الحياة بسبب تلك الهجمات، هو من وضع متفجرات في محطة قطار الأنفاق "شيبارد بوش".

وتثير ما توصلت إليه صحيفة ""الأوبزيرفر"، من خلال وثائق المحكمة، أسئلة بشأن الكيفية التي تمكن بها الموازي من تجنب المراقبة والفرار من البلاد عام 2013 باستخدام أوراق مزورة، ومن ثم الظهور في سوريا بعد ذلك بنحو عام، ليصبح أحد أكبر الإرهابيين المطلوبين عالمياً.

ومع أن الموازي لم يكن موضع اهتمام الاستخبارات البريطانية الداخلية بوصفه عضواً في "خلية جهادية" أنشئت عام 2007 لتجنيد مقاتلين لصالح حركة الشباب الصومالية فحسب، فإن أحد أعضاء شبكته كان على صلة بواحدة من أشهر الهجمات التي تعرضت لها لندن في تاريخها.

وكانت هجمات الحادي والعشرين من يوليو الفاشلة وقعت في أعقاب قيام 4 أشخاص بتفجير أنفسهم في قطارات الأنفاق في لندن، ما أدى إلى مقتل 52 شخصاً وجرح ما يزيد على 700 آخرين، في أسوأ هجمات إرهابية على الأراضي البريطانية.

وطالبت وزيرة الداخلية في حكومة الظل البريطانية، إيفيت كوبر، بإجراء مراجعة شاملة لمعرفة ما إذا كان قرار الحكومة الائتلافية بتخفيف قوانين مكافحة الإرهاب قد لعب دوراً في حصول الموازي على فرصة السفر إلى سوريا، والتحول إلى أحد أبرز شخصيات "تنظيم الدولة".

ووفقاً للصحيفة فإن أعضاء شبكة الموزاي الثلاثة خضعوا عام 2011 لأوامر رقابية من قبل حكومة حزب العمال، بالعيش خارج مدينة لندن، لكن الحكومة الائتلافية اللاحقة تخلت عن هذه الأوامر، وتم إخضاع الشبان الثلاثة في الخلية لإجراءات التحقيقات ومكافحة الإرهاب، الأمر الذي سمح لهم بالعودة إلى لندن والاتصال بالموازي.

وقالت كوبر: "نريد أن نعرف ما إذا كان قرار وزيرة الداخلية تيريزا ماي بتجاهل كل تحذيراتنا وإضعاف سلطات مكافحة الإرهاب قد يسرت الانضمام لتنظيم الدولة والتجنيد فيها".