مراقبون: المشروع الإيراني في اليمن يوشك على الانهيار
أصبح تحرير العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المحافظات من أيدي مليشيا الحوثي (المصنفة على قائمة الإرهاب) أقرب من أي وقت مضى، بعد أحداث لبنان وهروب بشار الأسد وسقوط نظامه، في ظل الانهيار المتسارع للمليشيا الإيرانية في المنطقة.
وقال مراقبون لوكالة خبر، إن الفرصة أصبحت سانحة أمام القوات المشتركة والحكومية والمقاومة الشعبية لاستعادة الدولة ومؤسساتها والقضاء على مليشيا الحوثي والمشروع الإيراني الذي انهارت أركانه في كل من لبنان وسوريا وهو على وشك الانهيار في اليمن.
ودعوا الأحزاب السياسية اليمنية والمكونات العسكرية إلى اغتنام الفرصة التي قد لا تتكرر والتحرك نحو العاصمة صنعاء التي أصبحت أقرب من أي وقت مضى، ونبذ الخلافات والانقسام، وتغليب مصلحة الشعب اليمني والوطن فوق كل اعتبار، معتبرين أن استعادة الدولة من مليشيا الحوثي أولوية قصوى يجب أن يلتف حولها الجميع.
وقالوا إن المليشيا الحوثية أضعف وأجبن مما نتوقع، فهناك رفض شعبي داخلي في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها ينتظر المساندة فقط كي ينقض على مشروعها.
ورأى المراقبون، بأن مليشيا الحوثي تشعر بالخوف مما جرى لنظيراتها في سورية، والشعب اليمني ينتظر التحرك ولعل أكبر الفرص للتحرير هو الوقت الحالي.
وحذروا من تأخر الوقت في التحرير، فقد يتم امتصاص الصدمة، والاستعداد أكثر، ويتم التشبيك في أوساط المجتمع، ويقلل من فرص النجاح، وما تكون كلفته اليوم بسيطة تكون في الغد مضاعفة.
وشددوا على أن أي تأخير يعني بأن يتحول الحوثي واليمن إلى ملاذ أخير لعصابات الخميني في المنطقة، فسيهربون إلى اليمن من سوريا ولبنان ويقاتلون في أرضنا عن حصنهم الأخير.
واعتبر المراقبون، أن السقوط المدوي لأذرع إيران لا يمثل فقط نهاية حقبة قاتمة في تاريخ سوريا، بل هو إيذان بانهيار ما تبقى من أدوات إيران التي عبثت بأمن المنطقة واستقرارها، وتتجه الأنظار الآن نحو صنعاء، حيث يستعد اليمنيون، بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم، لاقتلاع الحوثي من جذوره، واستعادة وطنهم من قبضة المشروع الإيراني الذي أرهق المنطقة طويلاً.
وقالوا إنه إزاء التطورات الحاصلة في سوريا يهمنا كيمنيين التركيز على قضيتنا العادلة في مواجهة الفئة الباغية التي حاولنا مرارا وتكرارا تقبل فكرة التعايش معها والتفاوض معها لتجاوز الصراع والانطلاق لبناء مستقبل كريم لنا جميعاً إلا أنها رفضت وأمعنت في جرائمها وعدوانها السافر على أرواح وممتلكات اليمنيين وفضلت البقاء كأداة للمشروع الإيراني في جنوب الجزيرة العربية تتلقى التعليمات والتدريبات من وكيل المشروع الإيراني في المنطقة العربية في لبنان.
ووفقا للمراقبين، فإن إيران التي انسحبت من لبنان وتركت سوريا التي كنت معبراً لها إلى لبنان لا يمكن أن تتمسك باليمن وهذا جزء من المعادلة التي يجب فهمها، فالمطلوب من كل يمني الوعي بحقيقة الصراع مع هذه المليشيا الإرهابية وأن الخلاص منها ممكن بوعينا وتكاتفنا وتحالفاتنا.
وذكروا بأن أبواق مليشيا الحوثي الإيرانية ستحاول التشدق بفلسطين وإطلاق اتهامات التخوين لكل من يعارضها وهذا كله لم يعد مهما فقد سقطت الأقنعة، وانتهاكات المليشيا بحق اليمنيين واضحة وبينة لا تحتاج إلى أدلة وإثباتات، وعلينا التذكير بكل مظاهر التعسف والظلم التي ارتكبتها المليشيا خلال عشر سنوات عجاف.
ومع التطورات التي تشهدها الساحة السورية، ونجاح المعارضة في تحرير البلاد من قبضة نظام الأسد المدعوم من إيران، تظهر انعكاسات مهمة على مشروع مليشيا الحوثي في اليمن باعتبارها جزءاً من المشروع الإيراني الإقليمي.
وتظهر هذه التأثيرات على مشروع الحوثيين في اهتزاز صورة إيران كمحور قوة، فالانتكاسات التي تعرض لها النظام السوري تضعف الهيمنة الإيرانية في المنطقة، مما ينعكس على معنويات كل أذرع إيران.
كذلك زيادة الضغوط الإقليمية والدولية، فنجاح المعارضة السورية يعزز مطالب دعم التحالفات ضد المليشيا الإيرانية في اليمن وسوريا معاً، وهذا يضع الحوثيين في موقف أصعب.
ويخشى الحوثيون أن يؤثر هذا الملف على معنويات مقاتليهم، فهزائم إيران في سوريا تقلل من الحماس والدافع لدى المقاتلين الحوثيين الذين يعتمدون على دعم إيران كرمز قوة إقليمي.
كما يخشون خسارة المصداقية أمام أنصارهم، فارتباط الحوثيين بمشروع إيران قد يُنظر إليه كخاسر، سينعكس سلباً على ثقتهم بين أتباعهم، وأكبر ما يخشونه وهو المؤكد، تنامي المعارضة الداخلية، لأن تصاعد نجاح الثورات في المنطقة سيشجع اليمنيين على التحرك ضدهم بشكل أكبر.
المراقبون ذكروا بأن النظام السوري أرسل خبراء تابعين له إلى اليمن ليدربوا قادة حوثيين، كما أرسل الحوثيون بعض أفرادهم للتدريب عنده، وصارت مليشيا الحوثي تمارس نفس خطواته في الإخفاء القسري في السجون والتعذيب، وفي نشر الرعب والخوف بين الناس لمن ينتقدهم، وانتهكوا كل الأعراف اليمنية في التعامل مع النساء، فحدث من إجرامهم بحق النساء ما لم يحدث في التاريخ اليمني.