إسبانيا: ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات إلى أكثر من 150 قتيلا وتواصل البحث عن مفقودين
سيارات مكدسة في الطرقات إثر فيضانات جارفة شهدتها منطقة فالنسيا جنوب شرق إسبانيا. 30 أكتوبر 2024 © وكالة أسوشيتد برس
ارتفعت حصيلة الضحايا إثر الفيضانات الجارفة التي شهدتها جنوب شرق إسبانيا إلى 158 قتيلا فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين بين الأنقاض. وتعدّ هذه الفيضانات الأسوأ التي شهدتها إسبانيا منذ أكثر من خمسين عاما.
لا تزال منطقة فالنسيا جنوب شرق إسبانيا الخميس تحت تحذير أصدرته مصالح الأرصاد الجوية غداة فيضانات وسيول جارفة شهدتها خلال اليومين الأخيرين وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 158 شخصا، وفق ما أفاد بيان رسمي لخدمات الطوارئ الخميس.
وتعد هذه الفيضانات الأسوأ التي تشهدها إسبانيا منذ أكثر من خمسين عاما.
ولم تعلن السلطات المحلية عدد المفقودين لحد الآن لكن وزيرة الدفاع مارجاريتا روبليس قالت في وقت متأخر من مساء الأربعاء إن عدد الوفيات مرشح للزيادة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية فرق الإنقاذ وهي تمشط حطام المركبات التي غمرها الطين قرب طرق أو حقول اجتاحتها السيول واستخدم البعض معدات ثقيلة لإزاحة الحطام من الشوارع.
وفي بلدة أوتيل الريفية التي لحقت بها أضرار جسيمة والواقعة على بعد نحو 85 كيلومترا عن مدينة بلنسية، فاض نهر ماجرو عن ضفتيه وبلغ منسوب المياه ثلاثة أمتار لتغرق المنازل التي يتألف أغلبها من طابق واحد.
وقال رئيس بلدية أوتيل إن ستة على الأقل لاقوا حتفهم في المدينة التي يقطنها نحو 12 ألف شخص أغلبهم مسنون أو معاقون لم يتمكنوا من الوصول إلى بر آمن.
وبدأ سكان في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس في استخدام مضخات مياه في عمليات تطهير المناطق المتضررة.
وتشهد منطقة فالنسيا وساحل البحر الأبيض المتوسط الإسباني بشكل عام في فصل الخريف الظاهرة الجوية المسماة "غوتا فريا" ("النقطة الباردة") وهو منخفض جوي منعزل على ارتفاعات عالية يتسبب بهطول أمطار مفاجئة وعنيفة جدا تستمر أحيانا لعدة أيام.
ويحذر العلماء من أن الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر والعواصف صارت أكثر تواترا وأطول أمدا وأكثر شدة بسبب تغير المناخ.
يؤكد جيس نيومان، أستاذ الهيدرولوجيا في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة، في رسالة عقب فيها على ما جرى "هذه الفيضانات المفاجئة في إسبانيا هي تذكير رهيب آخر بتغير المناخ وطبيعته الفوضوية".
وحذر من أن هذه الكوارث يمكن أن "تؤثر على أي شخص في أي مكان ... يجدر بنا أن نفكر جديا في تحسين تصميم مدننا وبلداتنا".