الحوثيون يستقدمون تعزيزات ويستحدثون أنفاقاً عسكرية.. هل تستعد الحديدة لمعركة مصيرية؟
تشهد محافظة الحديدة ومناطق الساحل الغربي توترا متصاعدا، حيث كثفت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران من استعداداتها العسكرية، وسط استنفار غير مسبوق وتخندق واسع النطاق.
ففي هجوم عنيف شنته المليشيا يوم الخميس الماضي على منطقة الحيمة بمديرية التحيتا، سقطت طفلة ضحية لهذا العدوان، وأصيب عدد من المدنيين، ما يشير إلى عزم المليشيا تأجيج صراع جديد يهدد حياة المدنيين ويعمّق معاناتهم.
وفي تصعيد ميداني متزامن، شنت المليشيا هجمات مكثفة على مواقع القوات الحكومية والقوات المشتركة في جبهات البرح والكدحة بمحافظة تعز، مما أثار استنكار المجتمع المحلي وعزز الشكوك حول نوايا الحوثيين في توسيع رقعة النزاع في الحديدة تحت شعار "الدفاع عن غزة".
ويرى احد المراقبين في تصريح لوكالة خبر، أن تصريحات زعيم المليشيا، الارهابي عبدالملك الحوثي، بشأن الاستعداد لمواجهة ما أسماه "التصعيد الأمريكي" تلمّح إلى تحضير حوثي لمعركة جديدة في الساحل الغربي، مستغلة بذلك مشاعر الشعب اليمني الدينية واحتياجاتهم الاقتصادية في ظل تدهور أوضاعهم المعيشية.
وخلال الأسبوعين الماضيين، قامت المليشيا بسحب المئات من العناصر من نقاط تفتيشها في صنعاء وإب وذمار، ودفعت بهم لتعزيز جبهاتها في الحديدة، مستخدمةً تكتيك المسيرات الراجلة في خطوة تعكس تحضيرها المكثف.
وعلى وقع هذه التحركات، أصدرت قيادة الحوثي أمراً للتجار بسرعة إخلاء حاوياتهم من ميناء الحديدة، متوعدة المخالفين بإجراءات وعقوبات قاسية.
في حين تقول مصادر خاصة، أن هذه التوجيهات تأتي وسط مؤشرات بتحويل الميناء إلى غرفة عمليات عسكرية للحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله اللبناني.
ولم تتوقف المليشيا عند هذا الحد، إذ عمدت إلى تهجير مئات الأسر من منطقة منظر بمديرية الحوك - الحديدة، ضمن تحركاتها بتحويل المنطقة إلى مخابئ وتحصينات عسكرية.
هذا التكتيك يأتي بالتوازي مع نقلها لمعدات عسكرية ثقيلة، بينها مدرعات ومجنزرات، إلى مواقع متقدمة على جبهات الساحل الغربي، استعداداً لهجوم موسّع على ما يبدو.
ومن ضمن استعداداتها العسكرية، عملت على حفر أنفاق وخنادق جديدة في أنحاء متفرقة من الحديدة، حتى انها أصبحت مسارات سرية تساعد عناصرها في التنقل بسرية وإخفاء الأسلحة الثقيلة والصواريخ.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن الحوثيين استحدثوا أنفاقاً ممتدة عبر خطوط التماس في جبهات حيس والخوخة وجبل راس، وهو ما يُعَدّ انتهاكاً متصاعداً للهدنة الأممية تحت أنظار المبعوثين الأممي والأمريكي لليمن، وبعثة "أونمها" الذين يكتفون كالعادة بالمشاهدة والصمت.
وبحسب التقارير، تم رصد حفر أنفاق مائية من داخل المدينة وصولاً إلى السواحل، ما يسمح للمليشيا بنقل المعدات العسكرية والقوارب الصغيرة بشكل غير مرئي.
وتزامن ذلك مع مناورة عسكرية وصفتها المليشيا بأنها "شكلية"، استخدمت فيها الكثبان الرملية الممتدة من شمال قرية منظر حتى مطار الحديدة فيما سموه محاكاة احباط هجوم من الجهة الجنوبية لمدينة الحديدة ومدينة الصالح في شمال شرق المدينة.
كما استخدم الحوثي طوربيدات بحرية، أعلن عنها الحرس الإيراني في عام 2022م واستخدم مركبات تحمل شعارات الأمم المتحدة لمحاكاة عمليات الإنزال البحري، مما أثار موجة انتقادات واسعة حول استخدامهم لرموز الأمم المتحدة في تجاربهم العسكرية.
تسعى مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، إلى استخدام الأنفاق بشكل استراتيجي ضمن خططها لمباغتة القوات المشتركة، مستفيدةً من أنفاقها للالتفاف والتسلل في محاولات متكررة للسيطرة على مناطق استراتيجية على الساحل الغربي.
وفي السياق ذاته، دفعت المليشيا بعربات عسكرية وناقلات جند، حاملةً معها تعزيزات بشرية كبيرة إلى جبهات الحديدة، لتزيد بذلك من سخونة المشهد وتؤكد نيتها في التصعيد العسكري، في ظل حالة سخط مجتمعي واسع تجاه هذا التحرك، واكتفت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بالدفاع والتصدي للهجمات الحوثية الإيرانية منذ سنوات.