الريال اليمني يواصل تسجيل الخسائر وسط فشل حكومي ذريع
يواصل الريال اليمني تسجيل خسائر مدوية في تداولات السوق المصرفي أمام العملات الأجنبية، اليوم الأربعاء، وسط فشل حكومي ذريع في إدارة الأزمة الاقتصادية.
مصادر مصرفية أفادت وكالة خبر، بأن قيمة شراء الدولار الأمريكي في تداولات اليوم، بلغت 2024 ريالاً و2035 ريالاً للبيع، فيما بلغت قيمة شراء الريال السعودي 530 ريالاً و532 ريالاً للبيع.
وأكدت المصادر، أن التهاوي المتسارع للعملة الوطنية يعود إلى غياب الرؤية الاقتصادية للحكومة، لاتخاذ التدابير الجادة في مواجهة الأزمة.
ومع أن الحكومة اليمنية عقدت اليومين الماضيين سلسلة اجتماعات، قالت إنها تسعى من خلالها إلى اتخاذ تدابير عاجلة للحد من حالة انهيار العملة، غير أنها التدابير التي انحصرت في بيع البنك المركزي بعدن عشرات ملايين الدولارات في مزادات، لم تنجح في إحراز أي نتائج ملموسة.
وشددت مصادر اقتصادية على ضرورة توحيد الوعاء الإيرادي إلى حسابات خاصة في البنك المركزي اليمني، وإعادة تصدير النفط والغاز، مشددة على أهمية توحيد صرف مرتبات مسؤولي الحكومة الموجودين في الخارج بالعملة المحلية أو ما يعادلها وفق القانون اليمني.
وتوقف تصدير النفط والغاز في البلاد منذ أواخر العام 2022، على خلفية هجمات إرهابية شنتها طائرات مسيرة حوثية على منشآت النفط في شبوة وحضرموت الواقعتين تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
ومنذ ذلك الحين تقف الحكومة الشرعية مكتوفة الأيدي، في الوقت الذي قدمت تنازلات جمّة للمليشيا تمثلت في رفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة، ومطار صنعاء، فضلاً عن تراجع البنك المركزي عن قرارات له في مايو الماضي قضت بنقل مقار 6 بنوك أهلية من صنعاء إلى عدن، أعقبها قرارات لوزارة النقل قضت بنقل المقر الرئيسي لشركة الخطوط الجوية اليمنية ومواردها إلى عدن.
واتهمت المصادر، الحكومة اليمنية بالفشل الذريع في إدارة الأزمة الاقتصادية، غير مستبعدة تخادمات خفية بين نافذين فيها ومليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً.
وكانت أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (ألفاو)، في نشرتها الصادرة أواخر سبتمبر الماضي، أن الريال اليمني فقد 26 بالمئة من قيمته خلال عام في مناطق سيطرة الحكومة، محذرة من تراجع أكثر للعملة في عموم البلاد جراء الأزمة المصرفية المستمرة.
وذكرت المنظمة أن "العملة المحلية (الريال اليمني) في مناطق سيطرة الحكومة واصلت اتجاهها التنازلي مقابل الدولار الأمريكي، حيث انخفضت بنسبة 2 في المائة على أساس شهري، لتصل إلى أدنى مستوى تاريخي عند 1,904 ريالات يمنية/ 1 دولار أمريكي في أغسطس 2024".
وانعكست الخسائر المتتالية للعملة، على أسعار المواد الغذائية وبقية السلع، حيث بلغت الزيادة في أسعارها 15 ضعف ما كانت عليه قبل انقلاب مليشيا الحوثي في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، واندلاع الحرب في البلاد.
وتشير تقارير دولية وأممية أن ثلثي سكان البلاد البالغ أكثر من 30 مليوناً بحاجة إلى مساعدات إنسانية.