رأي في الأزمة اليمنية: «ماذا يريد اللقاء المشترك؟» (مصحــح)

[ أحمد الكحلاني، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام في اليمن (المكتب السياسي)، المقال التالي نشره في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" Ahmed Alkohlani، فجر الخميس، 12 فبراير / شباط - 2015 ]

ماذا يريد اللقاء المشترك؟
سؤال محير!!!

منذ بداية الحوار في موفمبيك من أجل ملء الفراغ الدستوري، لا أحد يعرف ماذا يريد الأخوة في اللقاء المشترك، المكون من خمسه أحزاب، يوماً يقدمون رؤية واحدة باسم المشترك، وعندما يتم البدء في مناقشتها يتباينون ويطلب بعضهم فرصة لليوم التالي كي يقدم كل منهم رؤية منفردة، وبعد أن يقدم كل منهم رؤيته المنفردة ويبدأ مناقشتها، فجأة ينسحب أحدهم لسبب أو لآخر كان يمكن احتواؤه، ثم يطلب زملاؤه الآخرون في المشترك مغادرة الاجتماع لإقناع زميلهم المنسحب؛ لأنه لايمكن أن يناقشوا في ظل انسحاب أحدهم.
وهكذا يتسببون في تعطيل الجلسات أو توقف الحوار يوماً أو يومين، وأحياناً أكثر!

عندما يعودون يفاجئون الجميع بتقديم رؤية مشتركة جديدة باسمهم جميعاً تختلف عن الرؤية التي سبق أن قدموها، وما إن ينتهوا من قراءتها حتى تتباين آراؤهم ويعلن البعض منهم الخروج من تلك الرؤية، حتى إن الأخ حسن زيد كلّفوه في إحدى الجلسات أن يقرأ رؤيتهم الجديدة التى جاءوا بها، وما إن انتهى من قراءتها حتى أعلن، مباشرة، أنه ليس مع تلك الرؤية التي قرأها. ثم إن آخرين من المشترك نفسه تبعوه وقالوا إنهم ليسوا مع تلك الرؤية.

وعندما يأخذ موضوع ما نقاشاً طويلاً يقدم بن عمر في اليوم التالي مقترحاً توفيقياً.. وما إن يبدأ نقاشه، يقدم الإخوان في المشترك رؤية جديدة باسمهم حول الموضوع حتى يخرجوا المتحاورين من نقاش تلك الرؤية التوفيقية، حتى وصل الأمر أنه في جلسة واحدة قدموا رؤيتين: رؤية قدموها في بداية الجلسة، وبعد نقاش استمر طويلاً رفعت الجلسة للاستراحة.. بعدها استغرب الجميع عندما قاموا بتقديم رؤية جديدة تختلف عن الرؤية السابقة التي لم يمر عليها أكثر من ساعة ثم يتباينون فيها... وهكذا.

بينما المكونات السياسية الأخرى قدمت كل منها رؤية واحدة في بدايةً الحوار يتم النقاش حولها كما هو الحال في أي حوار.
هذا هو واقع الحال مع الأخوة أحزاب اللقاء المشترك، كأننا نتحاور في ظروف عادية جداً وليس في ظروف استثنائية وفي حالة فراغ دستوري لمؤسسة الرئاسة والحكومة والبرلمان!!

هل هذا حوار بين نخب سياسية ينتظرهم خمسة وعشرون مليوناً، على أحر من الجمر، ويحسبون الساعات والدقائق ما الذي يمكن أن يخرجوا به عن نتائج حواراتهم؟
أليس هذا تعطيلاً واضحاً؟ وتضييعاً للوقت وتمييعاً للحوار؟!!

أليس هذا هو ما دفع أنصار الله أن يصدروا أعلاناً دستورياً من طرف واحد، والآن وباستمرارهم بإضاعة الوقت وتباينهم بين وقت وآخر والذي قد يكون واقع الحال أو أنه توزيع أدوار بينهم في نهايته قد يدفع أنصار الله لاتخاذ خطوات أخرى قد يصبح بعدها المشهد السياسي أكثر تعقيداً؟!!
هل هذا الذي يريدون؟

هل يريد الأخوان في اللقاء المشترك أن تذهب الأمور إلى أسوأ مما هى عليه الآن؟؟ ألا يكفي ما عملوه في البلد منذ عام ٢٠٠٦ عندما شاركوا في انتخابات رئاسية ومحلية واعترفوا بنتائجها ثم انقلبوا عليها؟
أو ما عملوه من بعد ٢٠١١ عندما اختطفوا ثورة الشباب وأوصلوها إلى ما وصلت إليه؟!!