ابتزاز ومقايضة.. كيف تستغل مليشيا الحوثي التعليم والمساعدات لتحشيد السكان في صنعاء؟

في إطار تحضيراتها للاحتفال بفعالية المولد النبوي، الذي تتخذ منه أجندة سياسية أبرزها الولاء لزعيمها، تواصل مليشيا الحوثي تحشيد المواطنين إلى ميدان السبعين بصنعاء.

وتشير مصادر محلية إلى أن المليشيا تستخدم وسائل غير مشروعة لاستغلال السكان والطلاب، من خلال الابتزاز والمقايضة، بغية حشد أكبر عدد من الحضور.

ووفقًا للمصادر، تقوم مليشيا الحوثي باستغلال مديري المدارس وعقال الحارات لضمان مشاركة واسعة في هذه المناسبة، حيث يتم إغراء الطلاب وأولياء أمورهم بمنح درجات إضافية مقابل المشاركة، كما يتم توزيع أسطوانات الغاز المنزلي والمساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية وهيئة الزكاة الحوثية كنوع من المقايضة.

يُطلب من المواطنين المشاركة في التجمعات، حيث يضمنون بذلك الحصول على هذه الخدمات الأساسية التي أصبحت نادرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وبحسب المصادر فإن الابتزاز وصل إلى حد تقديم "عروض خاصة" للطلاب والطالبات، تتضمن منح درجات إضافية أو النجاح في الامتحانات، مقابل المشاركة في الوقفات وحضور الفعاليات في المناسبات الطائفية لمليشيا الحوثي.

هذه السياسة التي تتبعها مليشيا الحوثي تمثل عبثًا واضحًا في قطاع التعليم، وتحويل العملية التعليمية إلى وسيلة لتحقيق أهداف سياسية.

يأتي ذلك في الوقت الذي، تستمر فيه المليشيا بنشر مقاطع فيديو دعائية تتهم فيها منظمات دولية بالعمل على تدمير التعليم في اليمن، في حين أن الحوثيين أنفسهم يقومون بعمليات ممنهجة في تدمير التعليم بدءاً بتغيير المناهج وانتهاءً بوضع الدرجات للطلاب الحاضرين مناسباتها الطائفية في عبث متزايد ومستمر.

ولاقت هذه التصرفات استياءً واسعًا بين المواطنين في صنعاء، الذين يرون بأم أعينهم كيف يتم استغلال الطلاب والسكان في وقت يعانون فيه من الأزمات المتتالية بسبب الحرب المستمرة، وفقدان الخدمات الأساسية.

وعمدت مليشيا الحوثي خلال السنوات الماضية إلى استغلال مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي لإظهار قوتها في العاصمة المختطفة صنعاء، حيث يتم تحشيد الآلاف من المواطنين إلى ميدان السبعين تحت تهديد فقدان الخدمات أو المكاسب البسيطة التي يعتمد عليها السكان للبقاء.