صالح يرفض «الإعلان الدستوري».. ويضع الخطوط العريضة لحل أزمات اليمن (حوار)

أكد الرئيس السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، الزعيم علي عبدالله صالح، رفضه الإعلان الدستوري الصادر عن أنصار الله، مجدداً نفيه تقديم أي مساعدات للجماعة لدخولها صنعاء، معتبراً أن ذلك دعاية ومعلومات غير صحيحة ينشرها خصوم المؤتمر، من الأحزاب والسياسيين.

وقال صالح، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن تلك دعاية ومعلومات غير صحيحة ينشرها خصوم المؤتمر السياسيون من مختلف الأحزاب، مثل الإخوان المسلمين، والحزب الاشتراكي الذي له خصومة مع المؤتمر منذ عام 94م ومثل الناصري الذين لهم خصومة مع المؤتمر منذ عام 78م الذين حاولوا القيام بعملية انقلابيه في ذلك الوقت.

وأضاف: "هؤلاء يسربون معلومات إلى الشارع وإلى السفارات.. والسفارات تنقل تلك المعلومات إلى بلدانها وتصبح هذه الإشاعة على أنها أخبار صحيحة، وهذه هي المشكلة، ونحن نعتب على كثير من الأنظمة سواءً كانت دولاً شقيقة أو صديقة؛ لعدم الدقة في أجهزتها الاستخباراتية وأن تحلل ما مدى صحة هذه المعلومات هل هو عمل دعائي أو أنها معلومات صحيحة.

ونوه الرئيس السابق إلى أن البرلمان هو المؤسسة الوحيدة الذى لا يزال يتمتع بالشرعية، وفي حالة أن يحل البرلمان معناه افتك العقد بين الشمال والجنوب.

وأرجع صالح سيطرة الحوثيين إلى غياب الدولة وضعف الأداء السياسي للرئيس المؤقت الانتقالي عبدربه منصور هادي، مرجعاً الأمور أنها كانت مسهلة لسيطرتهم.

وكشف عن وجود جهود تبذلها قيادات المؤتمر الشعبي العام، وبعض التيارات الأخرى، من أجل خروج البلد من الأزمة القائمة، وعدم انزلاق الوضع نحو الحرب الأهلية.

وقال: "هناك حوار في موفنبيك على أساس إقناع الحوثيين بإلغاء الإعلان الدستوري وعلى وجه الخصوص ما يخص البرلمان بالذات وأنه من الممكن إيجاد غرفة ثانيه وهو مجلس الشورى، وأن تمثل الأحزاب غير الممثلة في مجلس النواب في مجلس الشورى".

وأكد، أن ترشيح نجله الأكبر السفير أحمد علي عبدالله صالح لقيادة البلد "أمر غير وارد".

ولفت إلى أن أكبر خطر تواجهه اليمن في الوقت الراهن الجانبان الأمني والاقتصادي وأن هذه آفتان كبيرتان.

واتهم صالح أجهزة استخباراتية بالضلوع "فيما يسمى الربيع العربي وأن هذه الأجهزة التي دعمت الربيع العربي كانت تريد التغيير ربما إلى الأفضل، لكن طلع التغيير إلى الأسوأ، محملاً إيها مسؤولية ظهور داعش وظهور المتشددين".

وأردف: "كنت محقاً عندما تنازلت عن السلطة؛ لأن الوضع في الوقت الحاضر وفي هذه الأيام لم يأتِ بالأحسن وإنما يأتي بالأسوأ منذ 2011 كل عام أسوأ من العام الذي قبله".. متسائلاً حول ما يحدث في اليمن وليبيا هل هو جيد؟

كما أكد الرئيس السابق، أن الولايات المتحدة تستطيع مساعدة اليمن إذا تحركت في المجال التنموي يمكن يساعد ويخفف أيضاً من الإرهاب؛ لأنه عندما تتوافر فرص العمل، الناس سيبحثون على العمل والمأكل والمشرب بدل البحث عن العنف.

وبشأن العمليات التي تقوم بها أمريكا بالضرب بالطائرات بدون طيار هل ضررها أكثر من نفعها فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب قال: ما في شك فيه جوانب كانت تحقق أهدافاً ولكن الأخطاء أكثر من تحقيق الأهداف المطلوبة.

وأشار أن عدد الإرهابيين كان أقل مما هو في الوقت الحاضر، كلما جاءت أخطاء الضربات بالطائرات بدون طيار، توسع تنظيم القاعدة، وولد ردود أفعال.

واعتبر أن خطورة القاعدة في اليمن مثلما خطورته في سوريا.. في العراق.. في أمريكا.. في فرنسا.. يشكل خطورة، لكن خطورته أكثر في اليمن؛ لأن البلد بلد فقير، وبلد نامٍ ولها مضاعفات أكثر مما هي موجودة في الدول الغنية.

ونفى رئيس المؤتمر أن يكون على تواصل مع زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، مضيفاً: "أنتم تراقبون التلفونات، شوفوا إذا فيه عندكم الأجهزة، راجعوا الأجهزة عند الـ"سي أي إيه".. وشدد على وجوب استمرار الحوار مع الجماعة؛ لأن فيهم ناساً عقلاء وفيهم متطرفين مثل الأحزاب الأخرى.

وأكد على ضرورة وجود "جهد دولي وبرنامج متكامل يشبه برنامج نهاية الحرب العالمية الثانية في المانيا وخطة مارشال تتبناه كل الدول التي تتوافر لديها إمكانات بالمال وبالمهندسين والمواد العينية من معدات وآليات لفتح الطرق وإيجاد فرص العمل".