الغارديان: الدول التي تغذي حرب إسرائيل على غزة متواطئة في جرائم حرب خطيرة

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن أبحاثا جديدة تشير إلى أن الدبابات والطائرات النفاثة والجرافات الإسرائيلية التي تقصف غزة وتدمر المنازل في الضفة الغربية المحتلة يتم تزويدها بالوقود من قبل عدد متزايد من الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف ومكافحة الإبادة الجماعية، ويحذر خبراء قانونيون من أن ذلك قد يجعلها "متواطئة في جرائم خطيرة ضد الشعب الفلسطيني".

وتضيف أن ما يقرب من 80 في المئة من وقود الطائرات والديزل ومنتجات البترول المكررة الأخرى التي زودت بها الولايات المتحدة إسرائيل على مدى الأشهر التسعة الماضية كان بعد قرار محكمة العدل الدولية في 26 يناير/ كانون الثاني "منع إسرائيل من أعمال الإبادة الجماعية في غزة".

ووفقا للبحث الجديد الذي كُلفت به منظمة Oil Change International غير الربحية، واطلعت عليه حصريا صحيفة الغارديان، فإن كل من أذربيجان وكازاخستان والغابون ونيجيريا والبرازيل ومؤخرا جمهورية الكونغو وإيطاليا - زودت إسرائيل بـ 4.1 مليون طن من النفط الخام، "شُحن ما يقرب من نصفها بعد حكم محكمة العدل الدولية".

ورداً على النتائج الجديدة، توضح الصحيفة أن خبراء الأمم المتحدة وغيرهم من خبراء القانون الدولي دعوا إلى فرض حظر على الطاقة "لمنع المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني" - والتحقيق في أي نفط ووقود يتم شحنه إلى إسرائيل تم استخدامه للمساعدة في "أعمال الإبادة الجماعية المزعومة وغيرها من الجرائم الدولية الخطيرة".

وتنقل الصحيفة عن فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة قولها بأنه "بعد حكم محكمة العدل الدولية في 26 يناير/ كانون الثاني، لا يمكن للدول أن تدعي أنها لم تكن تعرف ما كانت تخاطر بالمشاركة فيه"، مضيفة أنه بموجب القانون الدولي، تتحمل الدول التزامات بمنع الإبادة الجماعية واحترام وضمان احترام اتفاقيات جنيف.

وبحسب التقرير فإن الولايات المتحدة هي أكبر مورد للوقود والأسلحة لإسرائيل، ونسبت الصحيفة إلى البيت الأبيض القول إن سياسة واشنطن "لم تتغير".

فيما تعد البرازيل، حيث الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من أشد منتقدي إسرائيل، مسؤولة عن 9 في المئة من إجمالي النفط الخام المورد إلى إسرائيل في الأشهر التسعة الماضية. سحب لولا، سفير البرازيل لدى إسرائيل، لكنه لم يصدر حظرا على صادرات النفط.

ويوضح التقرير أن الدول الأفريقية زودت إسرائيل بنحو 37 في المئة من إجمالي النفط الخام، وهي الغابون ونيجيريا وجمهورية الكونغو. فيما زودت شركات من دول أوروبية مثل إيطاليا واليونان وألبانيا إسرائيل بنفط خام ومنتجات بترولية مكررة منذ صدور حكم محكمة العدل الدولية.

وفي الشهر الماضي، تلقت إسرائيل أيضا نفطا خاما من إيطاليا ـ وهي من كبار مستوردي النفط. وقال متحدث باسم الحكومة الإيطالية إن الحكومة "ليس لديها أي معلومات" عن الشحنات الأخيرة. وفي المقابل، يقول التقرير إن كولومبيا علقت الأسبوع الماضي، صادرات الفحم إلى إسرائيل "لمنع ووقف أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".