في ذكرى تأسيس المؤتمر ال 42.. سلام على الأرض والشهداء

في الذكرى ال 42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام نقف اجلالا واكبار على أرواح شهداء سبتمبر العظيم واكتوبر الخالد وشهداء اليمن ممن سقطوا ضحايا وهم يواجهون قوى التخلف والرجعية دعاة الظلام والمذهبية الضيقة والمشاريع الصغيرة، عديمي الضمير والانسانية، من لا يهمهم كيف يعيش اليمني رافعا رأسه كريما عزيزا متعلما رافضا لكل أشكال الجهل والتخلف والانقياد، معتزا بوطنه وهويته، حريصا على كل قطرة دم تسيل وعلى كل روح تزهق.

في هذه الذكرى وكثير من المناسبات التي صنعها اليمني كما صنع تاريخه عبر القرون الماضية نحاول النهوض من بين براثين الطائفية المقيتة والصراعات الفارغة، ومشاريع التمزيق والفرقة ودعوات التشطير والتشظي، حتى نثبت للعالم وللأجيال القادمة أننا قادرون على تجاوز كافة العقبات والسمو على كل الجراحات من أجل وطن تسوده المحبة والألفة والانسجام، فالطموحات كبيرة والواقع بلغ ذروته من غبن السلطات وضيمها، الصورة قاتمة ولا بد من ازاحة كل هذه العتمة.

اليمنيون أسرة واحدة ما لم تنخر فيهم دعوات الارتهان للماضي ومحاكمة كل الأحداث التي لم تعد تشبه أحد، أسرة واحدة في اللغة والدين والعرف وكثير من العادات والتقاليد والخصال الحميدة والصفات النبيلة، أسرة واحدة جبلت على التعافي والتناسب والتصاهر والانصهار، جبلت على الوفاء والمروءة والكرم وحسن التعامل وتبادل المعروف وجبر الخواطر ونجدة المظلوم، هذا هو اليمن الذي يشبهنا وما سواه دخيل علينا، أرق العيون وأقلقل السكينة العامة وهز الوجدان والأفئدة وعمق الجراح وفتح أبواب الثارات والأحقاد والضغينة.

في هذه الذكرى لا بد أن نرفض كل مناطقية ضيقة وكل طبقية خبيثة وكل تسلسل عنصري، ولا بد أن نكون نحن بهويتنا وتطلعاتنا بنخوتنا وحفاظنا على بعض، بكرامتنا وديمقراطيتنا بشغفنا للانعتاق من التجهيل والخرافة والأساطير الجوفاء والقصص التي لا تشبهنا والأحداث التي تجاوزناها بشموخ، عمقنا الحضاري أبطالنا الشهداء وتراثنا العتيق وجبالنا الشماء وأوديتنا الخضراء وسهولنا وقيعاننا الشاسعة، ومروجنا الندية وجغرافيتنا الصلبة وصخورنا الصماء وبحارنا المترامية.

يمنيون أقحاح نساء ورجال شباب وشيوخ وأطفال، عروبتنا عزتنا وفلسطين أرضنا وقضيتنا الأزلية العادلة، ترابها وقدسها وكامل أراضيها لن تكون إلا فلسطينية مهما قتل الأعداء ومهما شردوا ومهما دمروا ومهما سحقوا وقصفوا، ستقتص عدالة السماء منهم ورجال الأرض الأبطال الصامدين الميامين، وسيلعنهم التاريخ وكتابه، وسيدفع العالم الصامت والأنظمة الداعمة الفاتورة باهظة اليوم أو غدا.

في هذه الذكرى سننشد السلام والحوار وعمليات التسوية داخليًا لكن لا يجب مصافحة أيادي القتلة مهما كان الأمر، سنسعى للتسوية من أجل شعبنا وأمتنا وشهدائنا، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال مصافحة القتلة من عربدوا في البلاد وأذاقوا شعبها الويلات، من قتلوا رئيس البلاد ورفيقه، من أسسوا لبنيان مهزوز ونظام فاشل، ودمروا المؤسسات وأساءوا لسمعة البلد وانسانها العظيم، تلك الأيادي التي تلطخت بدماء الأبرياء والعزل، الأيادي التي زرعت ملايين الألغام وقنصت وفجرت ونهبت.

هي وصية لكل من فقد عزيز كبيرا كان أم صغير من أعلى الهرم حتى أبسط جندي وشهيد، إياكم أن تصافحوهم يوما حاوروهم بكل الأشكال المتاحة لكن لا عناق ولا أحضان ولا مصافحة، لا أياد مرتعشة ولا رهانات خاسرة كونوا أنتم شامخين أحرار، الندية عز والكبر في وجوههم بطولة، وتعريتهم شموخ، وايقافهم عند حدهم خلاصة قول وفعل.

في هذه الذكرى يجب ألا ننسى المؤسسين لحزب المؤتمر الشعبي العام من الشخصيات الاجتماعية والوجهاء من المثقفين والمفكرين والسياسيين من كل أطياف المجتمع وتياراته، من كان لهم الأثر الأكبر في صياغة الميثاق الوطني والبرنامج العام للحزب وتقديم الرؤى والمشورات والمشاركة الفعلية في تحقيق المنجزات واستدامت التوافق والقفز على الجروح وتجاوز المعضلات والسياجات، وترك أثر وبصمة كأنها نقش سبئ لا يَمَّحِي أبدًا.

في هذه الذكرى تحية اجلال واكبار لشهيد الوطن الرئيس الأسبق الشهيد علي عبد الله صالح ورفيقه الأمين العام عارف عوض الزوكا والشهيد عبد العزيز عبد الغني والشهيد اللواء عبد القادر هلال والشهيد حميد القشيبي وكل شهداء جامع دار الرئاسة والصالة الكبرى وشهداء رداع البيضاء وحجة وتعز وإب وريمة وصعدة وعمران وعدن وأبين ومأرب وشبوة والجوف ولحج والمحويت وحضرموت وذمار والحديدة ولا عزاء للمليشيا وآلة قمعها وأدوات رخصها ومشاريعها الطائفية.