الدولار يتخطى حاجز 1900.. اقتصاديون وصحفيون يمنيون يقرعون ناقوس الخطر ويحذرون من ثورة جياع
قرع خبراء اقتصاديون وصحفيون ناقوس الخطر، وحذروا الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، من فوضى وثورة جياع، إثر استمرار انهيار الريال اليمني، وتخطي قيمة الدولار الواحد حاجز 1900 ريال، في أكبر انهيار اقتصادي تشهده البلاد منذ اندلاع الحرب.
مصادر اقتصادية أكدت لوكالة خبر، أن الريال اليمني يتعرض لأكبر خسائر منذ اندلاع الحرب في البلاد إثر الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، والسيطرة على العاصمة صنعاء وبدء التوسع باتجاه بقية المحافظات.
وأوضحت، أن قيمة شراء وبيع، الدولار الواحد في مدينة عدن وبقية المناطق المحررة، بلغت اليوم الإثنين، 1913 و1921 ريالاً، والريال السعودي 499.50 و500.50 ريالاً.
عصابات مافيا
الانهيار المستمر، قرع ناقوس الخطر، محذراً الحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً) من ثورة جياع وفوضى عارمة، نتيجة تعاطيها السلبي مع الأزمة منذ بداية الحرب، وإدارتها الدولة على طريقة عصابات المافيا، حد تعبير الصحفي وليد العمري.
يأتي هذا الاتهام وسط سلسلة فضائح فساد طفت على سطح إدارة الحكومة للبلاد بينها عمولات وموازنات تشغيلية وهمية، ودفع مبالغ خيالية بالعملة الصعبة تحت مسمى مرتبات و"إعاشة" للمسؤولين والإعلاميين والسياسيين والناشطين وحتى الفنانين المتواجدين خارج البلاد، وعقد صفقات نفطية كبرى قبل توقف التصدير أواخر العام 2022، وبيعها للحوثيين وشركات تهريب، ونهب مليارات الدولارات من الودائع السعودية والإماراتية من البنك المركزي بطرق احتيالية.
بالإضافة إلى ذلك، أقدم نافذون أغلبهم من حزب الإصلاح الذي سيطر على الحكومة الشرعية عقب انتقالها إلى الرياض إثر انقلاب سبتمبر 2014، على تعيين مقربين وأصدقاء في السفارات والقنصليات واستحداث ملحقيات ومناصب، واحتكار غالبية البعثات في وزارة التعليم العالي، في أفظع جرائم الفساد، وسط استغلال مخجل لحالة الحرب التي تشهدها البلاد وغياب الرقابة الحكومية عقب تجريفها الممنهج.
ثورة جياع
رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، فتحي بن لزرق، أكد أن الوضع الاقتصادي بات كارثياً ومخيفاً، إثر استمرار انهيار قيمة العملة. في إشارة إلى ثورة جياع باتت قاب قوسين.
وأضاف، في مقطع فيديو نشره مساء اليوم الإثنين على حسابه في فيسبوك: إذا استمر انهيار العملة بهذا الشكل، سيخرج 80 بالمئة من المواطنين إلى الشوارع للتسول، وأكل بعضهم، بعد أن تحملوا تفاقم الأزمة الاقتصادية المستمرة طيلة عشر سنوات مضت.
وشدد بن لزرق، في تسجيله التحذيري الموجه إلى الجهات الحكومية المعنية، على ضرورة التحرك العاجل لمعالجة أزمة انهيار العملة.
وتشهد العملة المحلية انهيارا يومياً، منذ أشهر تزامناً مع ارتفاع مستمر بأسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، تجاوزت نسبة الزيادة فيها 1500 بالمئة مقارنة بفترة ما قبل الحرب.
وتسبب هذا الانهيار بتفاقم الوضع الاقتصادي في عموم البلاد، حيث تؤكد تقارير رصد اقتصادية أن نحو ثلث السكان يعتمدون على التسول في الشوارع وأمام الأسواق والبنوك وشركات الصرافة والمشافي وامثالها، في توفير قيمة وجبات الطعام، حيث يبيتون وهم في الغالب لا يملكون وجبة إفطار اليوم التالي.
ووفقاً لذات التقارير، يعتمد البعض الآخر من السكان على دعم المنظمات الدولية والحوالات الخارجية من أقاربهم أو أصدقائهم، والعمل بالأجر اليومي، حيث والمرتبات الحكومية بالنسبة للموظفين المتواجدين في المناطق المحررة، باتت تتراوح بين (30 و40) دولاراً، مقارنة بـ(270 إلى 360) دولاراً فترة ما قبل الحرب.
وإثر هذه الانهيارات ارتفعت حوادث الانتحار، وحالات المرضى النفسيين نتيجة الضغوط المعيشية، في حين ضربت الأوبئة والأمراض البلاد، وعمت الفوضى المعيشية جميع الأسر اليمنية.