موسم الحج ينجو من فتنة إيرانية تخريبية

لأن موسم الحج واحدة من المناسبات التي حاولت إيران مرات وما زالت تحاول استغلالها لإثارة الفتنة، فقد حددت حج هذا الموسم ليكون إناء ومسرحاً لواحدة من تلك المحاولات الشريرة، فبدات منذ وقت سابق للموسم بالتمهيد لعمل تريد تنفيذه خلال المشاعر، فظهر ذلك تصريحا وتلميحا في خطاب سابق لخامنئي وتصريحات إيرانيين وأتباع لإيران، يتم فيها انتقاد مواقف العرب والمسلمين تجاه أحداث غزة، وتدعو لاتخاذ مواقف شعبية يجب أن تنطلق من داخل المشاعر المقدسة، لتصل إلى كل العرب والمسلمين، وذلك بإعلان موقف شعبي تجاه الأحداث وموقف من الأنظمة المتخاذلة، كما يصفها الإيرانيون، ولأن إيران كما أسلفنا لا تظهر رسميا في مثل تلك المواقف والمواجهات، فقد أوعزت لبعض من أذيالها وللفيف من شعبها الذي حضر موسم الحج بتنسيق واضح ومرتب، لإثارة جلبة وفتنة تسمع بها الأرجاء، وتساهم بأي قدر ممكن في إفشال موسم الحج ووضع السلطات السعودية في موقف خانق ومحرج لا تحسد عليه..!!

وما كان تصرف القيادي الحوثي يحيى الرزامي الذي هتف في المشاعر المقدسة بشعار الخميني المسمى شعار البراءة أو الصرخة التي تتخذ منها جماعة الحوثيين في اليمن شعاراً أساسياً للحركة، إلا واحدا من تلك المحاولات التي يقصد منها إثارة الجلبة والفوضى في المشاعر المقدسة.. غير أن حكمة قوات الأمن السعودية وذكاء تصرفها ورد فعلها، الذي لم يكن منفعلاً كما كان يراد له، أفشل الخطة الإيرانية التي تستهدف الحج، حتى أن تلك القوات تعاملت مع تصرف الرزامي وعشرات وربما مئات من الحجاج الإيرانيين (معظمهم من النساء..!!) بمنتهى الروية والحكمة، وأصدرت خلال ذلك بيانا عاما، ليس موجها لايران ولا للايرانيين وإنما لعامة الحجاج احتوى على تحذير شديد اللهجة من إثارة الشغب أو استخدام الهتافات السياسية المحرضة والمثيرة للفتن..

لقد تميز موقف وتعامل قوات الأمن السعودي بكثير من الحكمة والذكاء، فقوض عملية تخريبية كان الإيرانيون يسعون لتنفيذها في المشاعر المقدسة، وكان التحذير قد نم عن جدية واضحة وأوصل رسالة، مفادها لن نصمت إزاء أي عمل تخريبي وسنحاسب كل (من يقف وراءه).. تسلمت إيران الرسالة الموجهة لها رغم عموميتها، فما كان منها إلا أن تتراجع عن تصعيد خبيث كانت تقف وراءه وتغذيه، ليظهر السفير الإيراني داعيا الحجاج الإيرانيين إلى التزام القوانين وعدم إثارة الجلبة والمشكلات، ويليه خامنئي بخطاب تراجعي يشير إلى أن الموقف من أحداث غزة والتبرؤ من الكفار والمشركين لا داعي لأن يكون خلال موسم الحج تحديدا، وإنما يجب أن يكون في كل مكان وزمان غير مكان وزمان الحج..!! وهكذا أفشل الأمن السعودي واحدة من مؤامرات إيران التي تستهدف البلدان والشعوب العربية، والتي تستعد كالعادة للتضحية فيها بأذرعها وبمواطنيها الأبرياء..

إلا أن الموقف لم ينته هنا، فحين يئست إيران من تنفيذ عمليتها التخريبية في المشاعر المقدسة، أمالت خطابها، وليس بشكل مباشر أيضا وإنما عبر أتباعها، إلى محاولة إثبات فشل السعودية في إدارة الحج، فنظمت حملات إعلامية موسعة على مواقع ومنصات السوشيال ميديا لتظهر وتدعي وتبتكر حوادث ومشكلات، يجري الطبيعي منها عادة في مواسم مختلفة نظرا للازدحام وارتفاع الفئة العمرية لمعظم الحجاج، أي حوادث عادية لا تبرر ذلك السعار الذي أظهرته وما تزال تظهره تلك الحملة..!! وعمدت بشكل واضح التحريض إلى مقارنة شعائر الحج بطقوس حج الشيعة إلى كربلاء وغيرها من الفعاليات والتهاريج المبتدعة، التي يحج إليها الشيعة وتمارس فيها طقوسا غريبة عن الإسلام والمسلمين، وكأنما تقارن بين شعائر دينين مختلفين، وتحاول أن تضع تلك الفعاليات الخرافية، التي تعني فئة ضئيلة وضالة، في مرتبة واحدة مع شعائر الحج المقدسة التي يعترف ويدين بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها..!!