السفير الأمريكي لدى اليمن يستبعد تطبيق خارطة السلام بالنظر لنوايا مليشيا الحوثي

استبعد السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاغن إمكانية تطبيق خارطة السلام التي قدمتها السعودية للأمم المتحدة، على المدى القريب، بالنظر لنوايا الحوثي ودوافعه، وتعقيدات هذا الصراع، "ولذا يجب علينا عدم التسرع، وان لا نبنى احتمالات غير واقعية".

وفي مداخلة له في ندوة أقامها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قال فاغن، إن هناك عدة سيناريوهات محتملة بإمكانها أن تفشل أي مساعٍ للسلام، مشيراً إلى أنه لا توجد ضمانة أن خارطة الطريق ستكون مثالية في الواقع.

وبينما تساءل فاغن "ماذا لو سيطر الحوثيون على كامل اليمن، وهذا برأيي سيكون كارثياً لليمن والمنطقة؟"، أجاب بالقول: "هذا سيعنى أن اليمن ستكون دولة معزولة بدون أي تنمية، ليكون وضعها مشابها للصومال".

وأضاف: "مع الهجمات الأخيرة في البحر الأحمر، وجب علينا أن نتعامل مع الصراع في المنطقة من زواية أكبر، نحن لا نريد أن يتوسع الصراع في المنطقة او أن تعود الحرب لليمن بأي شكل كان، سياستنا قائمة على خفض التصعيد في المنطقة عموماً واليمن جزء منها".

ورداً على سؤال ماهية شكل السلام الدائم الذي تطمح إليه واشنطن، قال فاغن إن "رؤيتنا للسلام النهائي لم تتغير. بالطبع، يصعب رؤية تلك النهاية المثالية اليوم، نريد أن نرى اليمن يسير على طريق السلام والتنمية الاقتصادية المستدامة، وأن لا يشكل تهديدًا خطيرًا للمنطقة أو المجتمع الدولي".

وكشف أن الحكومة اليمنية لن توقع اتفاقية سلام يكون للحوثيين اليد العليا، من خلال استمرار حصولهم على الأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، مؤكدا "هذا الأمر مستحيل، لن نستطيع تحقيق سلام حقيقي بهذه المعادلة".

لكنه قال يجب على المجتمع الدولي مواصلة دعم الحكومة اليمنية، وتعزيز مؤسسات الدولة، ودور المجتمع المدني. وهذه عوامل يمكن أن تساعد في دفع عملية السلام في اليمن من خلال حوار يمني يمني، وفقا لفاغن.

وأشار إلى أن هناك انفراجة من الممكن من خلالها تحقيق السلام، من خلال التنازلات السياسية التي يجب على جميع الأطراف تقديمها، لتحسين الوضع المعيشي لليمنيين، من خلال تفعيل وإنعاش الاقتصاد اليمني، وتفعيل دور المجتمع المدني، وتصدير الغاز، هذه عوامل يمكن من خلالها الوصول لما نطمح إليه من خارطة السلام.