سقوط قتلى بينهم سياح إسبان إثر إطلاق نار وسط أفغانستان

قتل ثلاثة أفغان وثلاثة سياح إسبان فيما أصيب آخرون ينحدرون من النرويج وأستراليا وليتوانيا وإسبانيا الجمعة، إثر إطلاق نار دام في باميان وسط البلاد حسبما أعلنت طالبان السبت مشيرة إلى نقل جثث الضحايا والمصابين إلى كابول. إثر الحادثة، أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن "صدمته" جراء "اغتيال" السياح، مؤكدا أنه يقوم "بمتابعة الوضع عن قرب".

أعلنت سلطات حكومة طالبان السبت عن نقل جثث ثلاثة أفغان وثلاثة سياح إسبان إضافة إلى عدد من المصابين نحو العاصمة كابول، غداة تعرضهم لإطلاق نار دام في باميان وسط البلاد.

في السياق، صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية عبد المتين قاني بأن الضحايا كانوا يتجولون في بازار المدينة الجبلية عندما تعرّضوا لإطلاق نار الجمعة.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس السبت بأن ثلاثة من مواطنيه قتلوا، وهم "ضمن مجموعة من ستة إسبان تأثروا بهذا الهجوم"، مشيرا إلى أن أحد الإسبان أصيب بجروح وخضع لجراحة في العاصمة الأفغانية.

جرحى من النرويج وأستراليا وليتوانيا وإسبانيا

كما قال قاني إن "المعلومات الجديدة تشير إلى أن ثلاثة مواطنين أفغان قُتلوا في الهجوم أحدهم كان مجاهدا (في طالبان) فيما كان اثنان مدنيين". وكان نفس المتحدث أفاد الجمعة بمقتل أفغاني وثلاثة أجانب، وإصابة أربعة أجانب وثلاثة أفغان في إطلاق نار في باميان، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه. وأوضح أن الأجانب "كانوا سياحا".

وقال المتحدث باسم الداخلية الأفغانية أيضا إن "من بين المصابين الثمانية، ثمة مسنة أجنبية في حال غير مستقرة"، مشيرا لوجود "نساء بين القتلى والجرحى"، من دون تقديم تفاصيل إضافية بهذا الشأن.

وينحدر الجرحى من النرويج وأستراليا وليتوانيا وإسبانيا، وفق مصادر طبية.

وأوضح قاني السبت بأن "كل الجثث تم نقلها إلى كابول وتتواجد حاليا في قسم الطب الشرعي".

من جهته، أشار وزير الخارجية الإسباني في تصريحات لقناة "تي في إي" العامة إلى أن جثامين مواطنيه الثلاثة "ستعاد بالتأكيد إلى إسبانيا الأحد".

أول هجوم ضد السياح منذ عودة طالبان للحكم

ويرجح أن الهجوم الذي وقع الجمعة هو الأول الذي يطال سياحا أجانب منذ عودة حركة طالبان للحكم في صيف 2021 إثر انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.

وأكد قاني أن "سبعة مشتبه بهم تم توقيهم، بينهم شخص أصيب"، مشيرا إلى أن "التحقيق متواصل والإمارة الإسلامية تنظر في هذه القضية بجدية". ولم يحدد المتحدث ما إذا كان إطلاق النار قد نفّذه شخص واحد أو أكثر.

كما لم يستبعد الوزير الإسباني ألباريس بدوره وجود أكثر من مهاجم عندما كانت مجموعة السياح الإسبان "تقوم بالتبضع في سوق بوادي باميان". ونقل الوزير عن رواية أحد الشهود أن "مسلحا ظهر في المكان وخرج مما وصف بأنه زقاق، قام هذا الشخص بإطلاق النار ما تسبب بحال من الفوضى".

وتابع في تصريحاته لقناة "تي في إي"، "بعد ذلك، من المحتمل أن يكون أشخاص آخرون قد قاموا بإطلاق الرصاص"، مشيرا إلى أن أسلوب التنفيذ يؤشر إلى وجود "هجوم"، لكنه امتنع عن إطلاق تكهنات إضافية بشأن الحادث. وأكد أن مدريد "تعمل عبر وحدة الطوارئ القنصلية، لتوضيح كل الملابسات، لمساعدة الأشخاص المتضررين والتواصل مع عائلاتهم".

وأعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الجمعة عن "صدمته" جراء "اغتيال" هؤلاء السياح، مؤكدا أنه يقوم "بمتابعة الوضع عن قرب".

ضربة للسياحة في أفقر دول العالم

وتعتبر باميان الواقعة على مسافة نحو 180 كلم من كابول، وحيث فجّرت طالبان تماثيل بوذا في 2001، الوجهة السياحية الأولى في أفغانستان. وهي معروفة ببحيراتها وجبالها، أبرز المناطق السياحية في البلاد. وينتمي غالبية سكانها لطائفة الهزارة الشيعية التي لطالما استهدفها تنظيم "الدولة الإسلامية" بهجمات وتفجيرات دامية.

وشجبت سلطات طالبان هجوم الجمعة. وقال قاني في هذا الصدد: "تدين الإمارة الإسلامية بشدة هذه الجريمة وتعرب عن أسفها العميق لعائلات الضحايا وتؤكد أنها ستعثر على كل المجرمين وتعاقبهم".

وباتت الهجمات الدامية ضد الأجانب في أفغانستان نادرة منذ عودة طالبان إلى السلطة في منتصف أغسطس/آب 2021.

ويخشى أن يؤثر الهجوم سلبا على السياحة في أفغانستان التي استقبلت خلال العام الماضي 5200 شخص، بزيادة سنوية قدرها 120 بالمئة. وتأمل سلطات كابول في تعزيز هذا القطاع في بلاد تعد من الأكثر فقرا في العالم، وتعاني نقصا في البنى التحتية والمواقع الثقافية بسبب الدمار والنهب اللذين لحقا بها بسبب الحروب المتواصلة على مدى عقود.

وتساهم ضيافة الأفغان وجمال الطبيعة في البلاد بجذب مجموعات من السياح.