مقارنة مواقف جماعة الحوثي مع غزة .. وهل تغسل أفعالهم في اليمن ؟
لا استطيع كتابة هذا المقال باسمي.. حتى لا اتعرض للاعتقال والبطش من قبل جماعة الحوثي كوني مواطن يمني أعيش تحت سيطرة هذي الجماعة التي تعزف على وتر حرية الشعب الفلسطيني.. محاولة غسل ذاكرة اليمنيين من جرائمها باستغلال عواطفهم وحبهم لفلسطين والقدس.. وإليكم مقارنات سريعة بسيطة استكملها في مقال آخر:
- قامت جماعة الحوثي بفتح حسابات بنكية للتبرع لأبناء غزة.. لأنها تعرف حماس ومحبة الشعب اليمني إزاء فلسطين.. ولكن هذي الجماعة هي نفسها التي تقوم بنهب ومصادرة رواتب الموظفين تحت أماكن سيطرتها من العام 2016 (من يقوم بنهب رواتب أكثر من مليون موظف.. هل يعقل أن يكون أهلاً لجمع التبرعات لغزة؟ أم أنها تسويق إعلامي ؟!!
- تسخر جماعة الحوثي من الاعتقاد الباطل الذي يعتقده اليهود بأنهم شعب الله المختار.. وأنهم أبناء الله.. ولكن قيادة الجماعة بنفس الوقت يعلنوا عن أنفسهم بأنهم أبناء رسول الله وأن الله اصطفاهم ليكونوا ولاة أمر الناس.. ويرفضون الديمقراطية باعتبارهم يتوارثون الولاية بأمر الله !!
إذاً.. فما هو الفرق بين من يريد أن يسود على الآخرين بخرافة أنه ابن الله وبين من يريد نفس الهدف بخرافة أنه ابن رسول الله؟
- تطالب جماعة الحوثي من الدول المجاورة لفلسطين أن تفتح الطرقات ليتمكن المجاهدون من الذهاب إلى فلسطين.. وهذا مطلب جماهيري عام.. بينما تقوم تقوم جماعة الحوثي بقطع وإغلاق الطرقات بين المحافظات اليمنية نفسها منذ تسع سنوات .. على طريق مأرب.. طريق تعز.. طريق الضالع..
فكيف لمن يمنع الشعب اليمني من التنقل بحرية داخل بلده.. أن يسعى لفتح طريق تحرير فلسطين؟ وهو نفسه الذي يتفنن في مضاعفة معاناة شعب بأكلمه.. ويقطع عشرات الطرق الرئيسية والفرعية.. ويمنع المواطنين من التنقل بحرية كما هو مكفول في كل دساتير العالم ؟!
- تقول جماعة الحوثي أن هدفها الرئيسي التخلص من اسرائيل وإعادة الفلسطيين المهجرين في المنافي.. ولكن ما الذي عملته وتعمله جماعة الحوثي في اليمن؟ ألم تشرد وتهجر ملايين اليمنيين ؟! ولا يزالون حتى اللحظة في المنافي بين مشرد ولاجئ ونازح ؟!! بعد أن فجرت منازل الآلاف منهم وصادرت ممتلكاتهم؟!!
- تعلن جماعة الحوثي بأنها ضد قصف منازل المدنيين في غزة.. وهذا مطلب كل إنسان.. ولكن جماعة الحوثي منذ العام 2014 قامت بتفجير المئات من المنازل ولا تزال حتى اليوم تقوم بتفجير منازل اليمنيين في أبشع الجرائم والتي آخرها جريمة تفجير المنزل فوق رؤوس ساكنيه في رادع قبل أيام..
- تعلن جماعة الحوثي بأنها ستعمل على تحرير المسجد الأقصى.. ولكن نفس الجماعة قامت بتفجير عشرات المساجد بل وحولت آلاف المساجد إلى مقائل يتعاطى فيها القات والدخان من أجل سماع محاضرات قائد الجماعة ؟! وما أكثر المقاطع الموثقة عن هذه الجرائم !! ولا يخفى عليكم آخر حملة خلال الأسبوع الماضي التي قام بها اليمنيون للرد على أحد عناصر الجماعة الذي أعلن عن رغبتهم بتحويل جامع الصالح إلى مجاري.. (وهو أكبر وأبرز مساجد اليمن وتحفة إسلامية فريدة من نوعها على المستوى العالمي)
- تطالب جماعة الحوثي بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.. في الوقت الذي تمتلئ سجون الجماعة بشباب وكهول أبناء اليمن المعارضين لسياسة الجماعة القائمة على العنصرية واللصوصية والنهب والقمع.. الذي وصل حد القيام بسجن النساء والأطفال؟ فكيف لمن يسجن الأبرياء من الشباب والكهول والشيوخ والنساء والأطفال في اليمن.. أن يعمل من أجل الإفراج عن أسرى فلسطين؟!
- أدانت جماعة الحوثي قصف المدارس في غزة.. بالمقابل قامت الجماعة بتفجير مئات المدارس في اليمن وتحويلها إلى ثكنات أو مقرات لغسل الأدمغة تحت مسمى الدورات الثقافية والصيفية لطمس هوية بأكملها و الجيل تحت مسمى.. بل وصل حد تحويل بعض المدارس إلى سجون..
فكيف لمن يقوم بهذا أن ينتصر لمدارس غزة من الإجرام الصهيوني ؟ أليس إجراماً واحداً ؟
وهكذا هي مواقف جماعة الحوثي مع غزة.. محاولة للاسويق لنفسها وقد نجحت على المستوى الخارجي في ذلك.. ولكن هل تنجح في محو ذاكرة اليمنيين المكلومة بجرائم جماعة الحوثي في اليمن؟
وهل الجماعة التي تعلن بأنها ستستمر في الوقوف مع غزة حتى وقف العدوان الاسرائيلي.. هل ستقتنع بإيقاف الانتهاكات بحق الشعب اليمني.. وما سبق من مقارنات بسيطة لا تشكل سوى غيض من فيض من جرائم وإرهاب جماعة الحوثي بحق الشعب ؟!