طوابير طويلة من النساء تنتظر وجبة إفطار.. صورة تختزل سياسة التجويع الحوثية في اليمن

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تقف فيها طوابير طويلة من النساء، امام مطبخ خيري لأحد فاعلي الخير خلال شهر مضان المبارك، في مدينة ذمار الخاضعة للحوثيين، في مشهد وثّق سياسة التجويع الحوثية التي فتكت باليمنيين خلال سنوات الانقلاب الذي نفذته أواخر العام 2014.

ويظهر في الصورة المئات من النساء بينهن مسنات؛ يقفن في طوابير في انتظار الحصول على وجبة افطار بطريقة وصِفت بـ"المهينة"، مما يعكس حجم تدهور الحالة المعيشية للأسر اليمنية، والتي وصلت الى أسوأ حالاتها في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.

وتداول ناشطون الصورة على نطاق واسع في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الغضب والاستياء بين أوساط الأكاديميين والطلاب والناشطين، جراء الوضع المتردي الذي وصل إليه المواطنين..

ويعاني اليمنيون من صعوبات كبيرة في توفير المواد الغذائية الأساسية، وباتت موائدهم الرمضانية شبة خالية من الطعام، بسبب عجزهم عن توفير مبالغ مالية لإعالة أسرهم اضافة لارتفاع الأسعار بشكل مبالغ به، وعدم اكتراث المليشيا الحوثية بالأوضاع الإنسانية المتواجدين في مناطق سيطرتها، وانتهاجها سياسة الإذلال والإفقار والتجويع.

مطابخ خيرية

وخلال شهر رمضان دشنت المليشيا الحوثية عشرات المطابخ الخيرية، إلا أنها استغلتها في إذلال كافة المواطنين لا سيما النساء وكبار السن، بعد ان منعت التجار من صرف الصدقات والزكوات مباشرة إلى المستحقين كما كان سابقاً، مما فاقم تلك المعاناة.

ويقف الالاف يومياً في طوابير طويلة لساعات طويلة تبدأ عقب صلاة العصر وحتى قبل الإفطار بغرض الحصول على القليل من الأرز والطبيخ وأربعة اقراص من الخبز.

5 ملايين متسول بصنعاء

وأثارت هذه الطوابير موجه غضب واسع بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الناشط ناصر علي البخيتي في منشور على منصة "فيسبوك": "في صنعاء الشوارع والمساجد واين ما توجهت والشحاتين او بلفظ الطف شويه المحتاجين تجدهم أمامك، والأغلب منهم يقول لك لم نجد الفطور او السحور".

ويضيف:" مدينه صنعاء حسب ماسمعنا أن عدد من فيها قد يصل ثمانيه ملايين ولو أفترضنا أن الفقراء فيها ٦٠% وطبعا الرقم أكبر فأننا نتكلم عن مايقارب خمسه مليون أي ثلاثة امثال سكان غزه. نحن أمام مجاعه".

وتسأل البخيتي:"اين نصرالدين عامر القيادي الحوثي الذي تساءل وقال أول رمضان هل فطرتم يا أهل غزه وليسأل هل تفطروا يا أهل صنعاء".

اما الصحفي وليد العمري فخاطب سلطة الأمر الواقع الحوثية قائلا :"لا نريد مطابخ خيرية، ولا نريد صدقات وزكاوات.. أي سلطة في العالم هي مسؤولة عن صرف الرواتب وتوفر الخدمات وضبط الأسعار ومراعاة الحقوق والحريات".

واضاف العمري: "نحن مواطنون، ولسنا شحاتين أو متسولين. لقد سئمنا حقًا من طريقة الشفقة وإسقاط العفة المعيشية للمواطنين".

راتب كل عام

ويشكو الموظفين في مؤسسسات الدولة المختطفة بيد المليشيا من حصولهم على نصف راتب مرّة كل ستة أشهر، فيما يُحرم البعض الآخر من هذا النصف بحجة تغيبهم عن الدوام، رغم انه المبلغ الذي لا يكفي لاطعام أسرهم لبضعة أيام فقط، فضلا من أنهم لا يستطيعون الحضور للدوام في مقار أعمالهم بسبب عدم امتلاكهم أجور المواصلات.

واتهموا المليشيا الحوثي بتطبيق سياسة التجويع، برفضها دفع المرتبات للموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتها، وفرض "الخُمس" على مبيعات العقارات وشرعنة قوانين نهب أموال المواطنين من البنوك بإصدار البنك المركزي بصنعاء قرار منع سحب المودعين بالبنوك اموالهم، وارتفاع أسعار المواد الغذائية لأكثر من ستة أضعاف ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب في 2015م. مشيرين إلى أن دفع المرتبات من شأنه تخفيف حدة المعاناة.

ومنذ انقلاب المليشيا الحوثية في 12 سبتمبر/ أيلول 2014م، تعيش الاف الأسر اليمنية أوضاعا إنسانية صعبة للغاية، واتساع رقعة الفقر والفاقة والجوع وازدياد البطالة بشكل غير مسبوق.