اللواء الصوملي يدعو لتأسيس شرعية جديدة في اليمن

أكد اللواء محمد الصوملي، أن تأسيس الهيئة الوطنية للحفاظ على الجيش والأمن، جاء رداً على محاولات تفكيك وتفتيت هاتين المؤسستين الوطنيتين، ومحاولات نزع مخالبها وتعطيلها عن أداء دورها الوطني وواجباتها الدستورية في حفظ الأمن والاستقرار، والدفاع عن وحدة الوطن وسيادته.

وأضاف الصوملي، في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها خلال انعقاد ورشة العمل الأولى للهيئة الوطنية للحفاظ على الجيش والأمن، أن تأسيس الهيئة نتيجة طبيعية للظروف القاسية التي مرت بها بلادنا، وفي مناخ اتسم بالتجاذبات السياسية والمكايدات الحزبية، والفرز المناطقي والمذهبي أثر ذلك بالفعل على المؤسسة بشقيها الدفاعي والأمني.

ولفت إلى أن القوات المسلحة والأمن شُن عليها كيل من الاتهامات وحملات التضليل بأنها مسيرة وبإرادة أشخاص، وأجندة أحزاب، وبأنها تدعم طرفاً ضد آخر، وتمارس القمع والقتل، وتصادر الحقوق وتحارب الحريات وتدافع عن الظالم وتحمي الفساد..!!

وقال في كلمته للحاضرين: لقد عايشنا كيف صارت المعسكرات والثكنات والنقاط والدوريات الأمنية والعسكرية الرقم واحد في بنك الأهداف الخاص بالجماعات والتنظيمات والخلايا الإرهابية.

وأضاف: وفي العام المنصرم لم يكن يمر يوم إلا وتلك الأهداف في مرمى النيران وبالقذائف والمفخخات والعبوات الناسفة والكمائن والهجمات المباغتة، وكانت أخبار القتل والتدمير والتخريب وحفلات الذبح والتنكيل، وجبة يومية يقطر لها القلب دماً ويندى لها الجبين.. ناهيكم عن الاغتيالات التي استهدفت، بكاتمات الصوت ورشاشات الحقد، خيرة الضباط والكفاءات الوطنية وتركت في نفوس اليمنيين الشرفاء جروحاً لا تندمل وتصميماً على تجاوز هذه الظروف وإعادة الأمور إلى نصابها قبل فوات الأوان.

وتابع: بل وشهدت الأيام الأولى من هذا العام جرائم يندى لها الجبين، بدءاً بحادث الاستهداف للمركز الثقافي بمحافظة إب، وهي خيانة. واستهداف الكتيبة أثناء تحركها في مأرب. وأخيراً، استهداف المتقدمين لكلية الشرطة ومازالت الدماء لم تجف، ناهيكم عن الحوادث إلى استهداف أفراد هنا أو هناك.. ولو أننا توقفنا قليلاً عند هذه الحقائق المؤلمة والأرقام المرعبة، لأدركنا حجم الخطر وفداحة الخسائر وعواقب الصمت.

وأكد الصوملي، أن مسؤولية الهيئة كبيرة بحجم الوطن، والتحديات جسيمة بحجم الشر في هذا العالم وأننا منذ اليوم الأول الذي أشهرنا به الهيئة قوبلنا بسوء الفهم حيناً وبسوء الظن أحياناً كثيرة، وكان علينا في كل لحظة أن نوضح المفاهيم الملتبسة والأفكار الخاطئة ليعرف الجميع أننا لا نقود مشروعاً انقلابياً، كما زعمت بعض أبواق الإعلام، وليس لنا مطمع في مكاسب شخصية، ولسنا مسيرين من جماعة أو حزب، ولم نطرح الهيئة بشخصيتها الاعتبارية وبقيادتها العسكرية والأمنية بديلاً عن المؤسسات الرسمية المتمثلة بوزارتي الدفاع والداخلية ووحداتها ودوائرها وأجهزتها المختلفة، بل إن أهدافنا كانت واضحة داعمة ومساندة ورديفة للمؤسستين الأمنية والعسكرية.

وجدد التأكيد على أن الهيئة تشكلت نتيجة وعي بمخاطر وظروف وضروريات المرحلة وأن قيادتها وأعضاءها هم من أبناء الجيش والأمن، وكانت دوافعهم وستظل وطنية محضة وإرادتهم مستقلة لا تقبل الإملاءات والشروط، ولن ترتهن للصفقات، ولن تضعف أمام أساليب المساومة والابتزاز.

ودعا، إلى البدء في العمل بروح الفريق الواحد، لأن الشعب يعلق على الهيئة آمالاً كبيرة في وضح حد للنزيف المتواصل، وإيقاف الحروب العبثية والعنف، ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه والكشف عن داعميه بالمال والسلاح وبالتواطؤ والصمت وبالتضليل الإعلامي، والفتاوى التي تبيح الدماء المحرمة، وتشرع القتل، وتشوه الدين، وتحرف تعاليمه، وتزرع الشقاق والأحقاد في النفوس.

وناشد اللواء محمد الصوملي، في ختام كلمته، كل القوى الوطنية باسمه ونيابة عن زملائه واخوته في المؤسستين العسكرية والأمنية، إلى عدم ادخار أي جهد لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة وإنجاز ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية بما لا ينتقص من مكانة قواتنا المسلحة والأمن ومنتسبيها، ومراجعة كل ما من شأنه الحفاظ على تمكينها من أداء المهام المناطة بها بكل قوة واقتدار، في ظل تشريع يحفظ لها ذلك كله، كي نؤسس لشرعية جديدة قائمة على الإرادة الشعبية، ونخرج من هذا النفق المظلم، ونتفرغ للبناء، من أجل مستقبل أبنائنا، وعزة ورفعة وطننا الغالي.