إنتفاضة 2 ديسمبر شعلة جديدة على طريق الحرية

حسين بن سعد العبيدي

يطل الثاني من ديسمبر من جديد وتحمل هذه الحادثة في طياتها الذكريات الجارحة ، فمازالت تنقل مشاعر الامال والألم، والتي عصفت بالوطن في 2 ديسمبر 2017م ، وقتها احتضن الشعب اليمني زعيمه الصالح أربعون عاماً، فان الامال لاتنسى من ذاكرة الشعب ،حين تحمل الامال الكبيرة لاستعادة احترامه وكرامته ، الحديث عن الزعيم الفذ علي عبدالله صالح والامين عارف الزوكا ، وكذلك السفير احمد علي عبدالله صالح وإخوته وانصاره ، هناك إيمان كبير بالقضاء والقدر لإن ما حدث شكل صدمة للكثير وزاد في تشعب الصراع وغياب الحلول السياسية.

والمحزن أن جسد البطل العربي الحميري ،غادرنا في ليلة ظلماء وافتقدانه كالبدر ، ولكننا نعيش مع روحه الكريمة في كل وقت ،وفي كل خاطرة من خواطر حياتنا اليومية، بينما توقف الخصوم الذين كانوا يستخدمون النكت وروح وعبارات الشماته ، فهم توقفوا وانتقلوا إلى حالة الاكتئاب المستدام.

هم يدركون أن  الزمان كيف يخلق العظماء وكيف يغادرون في شمم وكبرياء.
فيا سماء رددي زحف الشروق السرمدي…
فها هنا قوافل تحمي العرين تهتدي ساحقة للمعتدي…
أصبنا بفراق الزعيم ونحن حزينون لكن لدينا الأمل بنجله ومازلنا منتظرون ، وأيدينا ترتفع جاهزةً لإعادة البناء بمؤازرة شعبنا الصبور، الذي يستطيع تجاوز الآلم والانطلاق نحو المجد والعليا.
 
أكتسبت انتفاضة الثاني من ديسمبر شعلة انتصار وشموخها الموعود الذي تحكمه قواعد التاريخ ، وتبرهن للشعب اليمني الكريم بان زمام المبادرة لا تزال بيد الوطنيين الصابرين وأغلبية الشعب اليمني المجاهد الذكي ، وهي من تدرك اين بداء الخلل !
واين سيرمم ؟ 
وكيف سيتعافى الوطن من جراحه الغائرة ؟ 
ولن نهمل ما يقوم به كوادر القادة المحنكون ، من شباب وحكماء تنظيم الوطن المؤتمر الشعبي العام ، الذين استطاعوا في هذه المرحلة شديدة الحساسية والخطورة.!
كيف يقنعوا الشركاء والأعداء بان السفير احمد علي عبدالله صالح، رجل المرحلة القادمة عن قرب وفي القريب العاجل.

ولن يغامر حكام العهد الحالي من اللعب بالنار ، او محاولة السباحة ضد التيار وفي عمق البحر ، فلا زالوا بعيدين عن النظر بواقعية نحو تحديات الحاضر والمستقبل.
 
مرور اثنا عشر عاماً من تجربة اللا دولة التي شغلت نفسها بالتفرد، لجمع الموارد المالية الشرعية وغير الشرعية ، وربما وصولوا إلى الاستنتاج المفاجئ والختامي ، بان ليس كل ما يلمع ذهباً ، وان هذه السنوات التي مرّت كابوساً، بعيداً عن الرواتب والحوافز ، وبعيداً عن التكريم ، وبعيداً عن التنمية ، وبعيداً عن السياسة والدبلوماسية، وبعيداً عن السلوك الحضاري المقتول ، وبعيداً عن تجسيد مبدأ التشاور والحوار الناضج ، وبعيداً عن منصة الامن العشوائي ، وبعيداً عن مدونات التجارب القديمة المهترئة التي ضررها اكبر من نفعها ، وبعيداً عن التغيير الوهمي نحو الأفضل.
 
في المؤتمر الشعبي العام هناك من يملك القدرة والخبرة الممتدة لعشرات السنين، للترميم السريع  واستعادة المجد و التنمية ، وصيانة هذا الموروث من جديد ، سواءً استجاب قادة السلاح والحرب او تركوا المؤتمر يديروا الوطن لعشر سنوات بديلة ،يتم فيها بناء اسس الدولة الجديدة ، وتثبيت دعائم جسورها الثابته.
 
فمرحباً بك يا قائدنا المحنك ومرحباً بكم يا رعيل المؤتمر وقياداته الصامدة والمحتسبه ،والمراهِنة على انتصار الوطن واكتساب الحب والإيمان من جديد ، ومرحباً بكل من وصل إلى كل الأيمان والقناعة بان الوطن أغلى وفوق كل المسميات والجراح ، وان الوطن عزيز وغالي من السهل التسامح معه ، ومن الصعب العداء له.
 
المجد والخلود للوطن والحب لكل الشرفاء الذين يؤمنون بتربته الوطن الطاهرة ، وعاشت اليمن حرة عظيمة وعصية على كل متأمر شرير ، وعاشت اليمن منصوره على اعداء الداخل والخارج ،تحت مظلة الوحدة وعلمها الجمهوري المرفوع عالياً ،فوق الشهب من العهد البعيد ، وعاشت اليمن تحت مظلة الخير والتنمية والسؤدد.

 *رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية.
1 ديسمبر 2023.