المقابر في وجدان حكومات الربيع باليمن

أثار خبر إقامة مقبرة لمليون قبر بعدن سخرة اليمنيين، الذين اعتبروه الإنجاز الوحيد، للحكومة اليمنية منذ أحداث العام 2011م أو ما عرف بالربيع العربي الذي عصف ببعض البلدان العربية، ولا تزال نتائجه الكارثية حتى اللحظة.

وفي الوقت الذي لم يشهد فيه البلد منذ سنوات أي مشاريع اقتصادية أو تنموية، بل وإيقاف البرنامج الاستثماري، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وهو ما جعل من هذا الخبر طريفاً ومثيراً للسخرية.

ويعلق ناشطون ومدونون على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، أن حكومتي بحاح ومن قبله باسندوه، شغلهما الشاغل هو توفير مقابر للموتى في ظل انعدام الأمن والاستقرار واستمرار مسلسل الاغتيالات والتدهور في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية خلال 3 سنوات الماضية.

وأعلنت السلطات المحلية، تخصيص أرضية بمساحة واسعة لإنشاء مقبرة كبرى تتسع لمليون قبر في منطقة صلاح الدين التابعة لمديرية البريقة النفطية شمال غرب المحافظة، بمساهمة من شركة مصافي عدن.

وأوضح مدير عام مديرية البريقة خالد وهبي، في تصريحات له، أن "المقبرة تقدر مساحتها 4 كيلو متر مربع، وتتضمن مبنى لغسل وتكفين الموتى، وبناء مصلى خاص بها وعمل إدارة وملحقات أخرى، بالإضافة إنشاء طرق للسيارات وممرات للمشاة وكذا عمل مسطحات خضراء وشبكة إنارة".

وأثار الخبر سخرية الكثير من أبناء عدن، حيث قال أحدهم إن على السلطة المحلية في المحافظة أن تسعى أولاً إلى ايجاد الحياة والأمن ومتطلبات المواطن الاساسية وتوفير أراضٍ للأحياء للعيش بدلاً من حجز قبور واستعجال الموت لهم .

وابان شهر اغسطس عام 2013م قال رئيس حكومة الوفاق السابق محمد سالم باسندوة: إنه سيتم إنشاء مقابر جديدة في جميع محافظات الجمهورية، معرباً عن أسفه الشديد لوضع المقابر الموجودة حالياً في اليمن.

واشاد باسندوة بتضحيات الشباب الذين قدموا ارواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل الوطن والتغيير - حد وصفه .

وقال باسندوة خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الوطني للشباب - قبل ان يقاطعها احتجاجات شبابية – بانه جمع 66 مليون ريال من رجال الاعمال وسيجمع المزيد من اجل إنشاء مقابر حديثة ونموذجية لشباب ثورة فبراير تقديرا لجهودهم وتضحياتهم الجسام .

وغادر باسندوة بعد ان دخل في ملاسنة حادة مع الشباب بالصالة الرياضية المغلقة 22 مايو .

وفي فبراير الماضي، وخلال زيارته ولقائه بعدد من المسؤولين في القصر الجمهوري بتعز، قال باسندوة، إن جميع المقابر في كافة أنحاء اليمن تعاني من عدم الاهتمام والرعاية، ولا يستطيع الزائر أن يسير فيها، لافتاً إلى أنه يجب تأهيل مقابر الشهداء وغير الشهداء في جميع انحاء الجمهورية، منوهاً إلى أنه تمكن بفضل مساعدات التجار من إصلاح مقبرة الشهداء.

واضاف أنه والرئيس هادي يعتبران فدائيين في منصبيهما، منوهاً إلى أنه شارك في ما اسماها ثورة 11 فبراير.

يشار إلى أنه عندما تحدث باسندوة عن إنشاء مقابر جديدة ، رد عليه محافظ ذمار - المعين - حمود عباد "حدائق" وليست "مقابر"، لتضج القاعة بالضحك.

وضمن الزيارة التقى رئيس الوزراء السابق محمد سالم باسندوة،بعدد من الصحفيين، وأثناء حديثه، قال باسندوة إنه كان يتمنى افتتاح مقبرة للشهداء، في تعز وحضرموت، أسوة بالعاصمة صنعاء.

وضجت اصوات الصحفيين – حينها- ساخطة في القاعة، ورد عليه بعضهم "نريد تنمية لا مقابر".

وخرج في حينها عدد من المسيرات في عدد من المحافظات رفضاً لأداء حكومة الوفاق ومطالبين بإسقاطها كونها غير جديرة بإدارة شؤون البلاد.