ترجمة| أيهما أكثر عنفــاً ودموية: داعش أم طالبان؟

تستمر "داعش" باكتساب الشهرة، وإذا ما طلبت من الناس في الشارع تسمية الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في العالم اليوم، فإنهم سوف يشيرون إلى العلم الذي يرفرف في العراق وسوريا.

كل الهجمات القاتلة الأخيرة، وسلسلة أشرطة الفيديو التي تظهر عمليات الذبح الوحشية، تعني من حيث الإرهاب، أن داعش متقدمة بفارق كبير عن أي جماعة أخرى، وأبرزها سابقاتها في تنظيم القاعدة. ولكن على الأرض هناك حكاية مختلفة.

منذ ما يقرب من عقد من الزمن، أصدرت حركة "طالبان" بيانات شهرية مفصلة تفهرس هجماتها، ويتم نشر هذه البيانات في مجلة الجماعة الرسمية - الصمود - والتي تستهدف في المقام الأول الجمهور الناطق بالعربية.

وقد أصدرت "داعش" مجموعة مماثلة من البيانات في أغسطس تفهرس جميع هجماتها حتى الآن.

قررت صحيفة "Vocativ" مقارنة كل من أرقام بيانات التنظيمين لمعرفة أي منهما هو الأكثر دموية. وقد جاءت نتائج المقارنة مناقضة للضجيج حول داعش.

وحاولت "Vocativ" في مقارنتها الوصول إلى ما يبدو عليه "المتوسط" الشهري لعنف كل من المجموعتين وقامت بعدها بمقارنة النتائج. وتشير الأرقام إلى أنه وفي المتوسط لدى "طالبان" تفوق طفيف على "داعش" من حيث عدد الهجمات في الشهر، حيث قامت بـ1.111 هجوماً مقابل 1.077 هجوماً لـ"داعش". لكن ورغم ذلك، كانت هجمات "طالبان" أقوى بكثير وأكثر فتكاً. وكان متوسط عدد القتلى شهريًا بسبب هجمات طالبان 1999 شخصاً، مقارنة مع 208 أشخاص قتلوا على يد داعش كمتوسط شهري.

والجدول التالي يظهر مقارنة عدد من قتلتهم "طالبان" شهرياً (باللون الأزرق)، مقابل عدد من قتلتهم "داعش" (باللون الأحمر):

وفي المتوسط، تقتل طالبان شخصين في الهجوم، في حين تقتل داعش شخصاً واحداً في كل خمس هجمات. ولم يتم تعريف ما هو الذي يشكل "هجوماً" من قبل أي من المنظمتين. وعلى الرغم من أننا نعرف أن داعش تنفذ المزيد من الهجمات الانتحارية من حركة طالبان، إلا أن نسبة نجاح هذه الهجمات غير واضحة.

أي التنظيمين يدمر عدداً أكبر من "مركبات العدو" في الشهر؟ (طالبان باللون الأزرق، وداعش باللون الأحمر):

وبالمثل، فإن معدل ما تدمره "طالبان" من مركبات العدو هو أعلى بـ60 مرة من "داعش" (485 سيارة في الشهر، مقابل ثمانية فقط لداعش). وتدمر "طالبان" مركبة واحدة في كل اثنين من الهجمات، في حين تدمر سيارة في كل مئة هجوم.

وهناك العديد من التفسيرات المحتملة لهذا الاختلاف. حيث ان "داعش" قد لا ترى بأن مركبات العدو هي هدف رئيس لها، في حين تعد أجهزة تدمير المركبات أو العبوات الناسفة من الوسائل المفضلة لـ"طالبان".

ومن المعروف، أيضاً، أن داعش تفضل الاستيلاء على مركبات عسكرية لتنفيذ الأغراض العسكرية الخاصة بها، بدلاً من مجرد تدميرها، وقد تكون المشكلة، ببساطة، هي مسألة حسابات، وإذا ما كان يجب اعتبار السيارة التي تستخدم في تفجير انتحاري كمركبة مدمرة أو لا؟

وتقسم تقارير "طالبان" ضحايا التنظيم إلى فئتين: وكلاء، وهم المسلمون المتهمون بالتعاون مع العدو الغربي. وصليبيين: وهم المسيحيون والغربيون، مثل قوات جيش التحالف.

وكلا الفريقين ينظر إلى الوكلاء والصليبيين ككفار ينبغي إزالتهم خلال الجهاد. وتدعي طالبان قتل 420 أجنبياً في الشهر كمعدل وسطي، وهو الرقم الذي يبدو عالياً حتى من دون إضافة السكان المحليين الذين تدعي المجموعة قتلهم شهرياً، وعددهم 1579 شخصًا.

والرسم البياني التالي يوضح نسبة الأجانب الذين تقتلهم طالبان (باللون الأزرق) مقارنة بنسبة السكان المحليين الذين يلقون حتفهم على يد التنظيم (باللون الأحمر):

داعش وعلى الرغم من أنها قد لا تكون قاتلة أكثر، إلا أنها تتفوق على طالبان في جذب انتباه العالم. لدى "طالبان" اثنان من المتحدثين باسم الحركة، وواحدة فقط من بين لجانها العشرة تتعامل مع الدعاية والإعلام.

أما داعش، من ناحية أخرى، فلديها 4 أجنحة للتعامل مع وسائل الإعلام، ونحو 15 من ضباط وسائل الإعلام لكل ولاية من "الدولة الإسلامية". وبهذا، أظهرت "داعش" بالفعل كيف أن وسائل الإعلام والدعاية أكثر فعالية بكثير من الأسلحة والعبوات الناسفة في إثارة الإرهاب والرعب.