موارد "يالي" واختفاء مديره السابق تشعل حربا داخل الأجنحة الحوثية.. والمدير الجديد للمطالبين بمرتباتهم: "الرزق بيد الله"

طالب موظفو معهد "يالي" لتعليم اللغة الانجليزية، الجمعة 30 يونيو 2023م، بصرف مرتباتهم، التي أقدمت مليشيا الحوثي الارهابية، على إيقافها عبر مدير المعهد الذي عينته حديثاً، وكذلك، الكشف عن مصير المدير السابق، بعد اختفائه وسط أنباء عن اختطاف المليشيا له.
 
وذكر مصدر في المعهد لوكالة خبر، أن احتدام الصراعات البينية بين أجنحة قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية، يهدد بنسف معهد "يالي"، الذي يعتبر أحد أكبر الصروح العلمية الخاصة لتعليم اللغة الانجليزية في اليمن.
 
في حين، كشف عبدالله الديلمي - موظف في المعهد-، في منشور له مساء الجمعة، على حسابه في موقع فيسبوك، إن الوضع مزرٍ في معهد "يالي"، وان المعهد في خطر جراء حملة التحريض التي قادها خطباء حوثيون وموالون لهم من على منابر المساجد.
 
الديلمي، وقبل أن يتراجع عن منشوره ويقوم بحذفه تحت ضغوط حوثيه، طالب مدير المعهد المعيّن -حديثاً- من مليشيا الحوثي، المدعو "يحيى المحاقري"، بصرف مرتباتهم بمن فيهم المدرسين. مشيراً إلى أنه لأول مرة يتم ايقاف مرتبات الموظفين والمدرسين.
 
وذكر الموظف الديلمي أن المدير المحاقري، كان قد رد على مطالب الموظفين والمعلمين بصرف مرتباتهم بقوله: "ما معاكم إلا الحاصل، الرزق بيد الله"، في تأكيد صريح بعدم الصرف، رغم أن المعهد قطاع خاص، وهو ما اعتبره العاملون "نهب منظم لأموال المعهد، بعد تأميمه وإخضاعها بوزارة التخطيط والتعاون الدولي في حكومة المليشيا".
 
وأفاد في ذات المنشور، أن خطباء مساجد صنعاء شنوا حملة "كذب ودجل على المعهد"، معتبراً إياها الديلمي (الذي يعد هو الآخر من عناصر الجماعة) أنها "تخدم العدوان"، حسب قوله، في إشارة إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.
 
واعلن الموظف الديلمي تقديم استقالته من المعهد، بعد أن أوصلته الصراعات الحوثية، إلى هذا الحال، بحسب قوله، مطالبا في ذات الوقت بالكشف عن مصير المدير السابق "يوسف الديلمي"، بعد اختفائه، وتداول أنباء عن اختطاف المليشيا له.
 
إلى ذلك، كذّب خالد الوشاح -أحد خريجي المعهد- صحة ما تداوله خطباء المساجد في حملات التشهير.
 
وسخر في منشور له، الجمعة، على موقع فيسبوك، من وقفة احتجاجية دفعت بها المليشيا الحوثية خمسة أطفال قاصرين، حملوا لافتات تهاجم المعهد، وتتهمه بأنه مصدر خطر على الشباب.
 
واضاف الوشاح: "انفي كل ما قيل في معهد "يالي" من افتراء ودجل من بعض ضعفاء النفوس، اعداء التعليم والتقدم والتطور". 
 
صراع الأجنحة
 
وفي العام 2019، هاجمت قيادات المليشيا، معهد يالي للغات، بزعم "الاختلاط ونشر الثقافة الأمريكية"، ووصفته بأنه "وكر دعارة".
 
وجاءت الإجراءات الحوثية تمهيدا لتأميمه، وهو ماحدث لتخضعه في نفس العام لإشراف وزارة التخطيط والتعاون الدولي في حكومتها، كأول اجراء احترازي من موجة السخط الشعبي، على اعتبار أنها اخضعته لجهة حكومية، وعينت مديرا عليه يوسف الديلمي، وهو محسوب على قائد الجناح العسكري في المليشيات أبو علي الحاكم.
 
ومؤخرا، أقدمت مليشيا الحوثي على الاجراء التأميمي النهائي، بحسب متابعون، حين عيّنت عليه مديرا "يحيى المحاقري"، المدعوم من القيادي البارز محمد علي الحوثي.
 
وجاء هذا الإجراء في خضم تصاعد الصراعات البينية لأجنحة المليشيا، وفي ظل السباق المحموم نحو جني كل منها مزيد من المكاسب لتقوية نفوذه وموارده على الآخر.