مراقبون: تجويع متعمد لليمنيين للقبول بالكيانات الطارئة في اطار مشروع شرذمة اليمن

يعد تأسيس وتشكيل كيانات مناطقية في اليمن، مرحلة جديدة من مراحل التشطير، بدعم بعض القوى الاقليمية، والتي ينتظر منها ان تكون أحرص على وحدة اليمن ودعم أمنه واستقراره واستعادة سيادته كاملة.
 
فبالاضافة إلى تشكيل كيانات سياسية تتبنى خطابات ومشاريع مناطقية انفصالية وطائفية، امتدت هذه الحمى إلى الكيانات والنقابات العمالية والمهنية والمتخصصة، الأمر الذي يفاقم الأزمة اليمنية ويهدد السلم المجتمعي في البلد لعقود قادمة من الزمن.
 
ويفاجئ اليمنيون أن هذه الكيانات تحظى بدعم وتعامل وتسهيلات للتنقل والتشكيل والاجتماع، بل والتمويل، وغض الطرف، ما يؤسس لصراعات قادمة لعشرات السنوات.
 
وإضافة إلى الخطاب والمشروع الطائفي والمناطقي فان عدد من هذه الكيانات لاتعترف بعلم الجمهورية اليمنية ولا ترفعه في اجتماعاتها بل ان شعاراتها تحاول استنهاض هويات ماضوية، لتشكل خنجرا جديدا في جسد الأمة اليمنية.
 
وتؤكد هذه الحالة ان معركة استعادة الدولة اليمنية الكاملة لم تعد في أجندة القوى المناهضة للمليشيات الحوثية الارهابية ولا في أجندة من يقف ورائها، ما يهدد القضية اليمنية العادلة ويجعل من مسألة رفض هذا الوضع ضرورة عاجلة وملحة.
 
وتتناغم هذه التشكيلات مع المساعي الحثيثة لدى البعض لشرذمة البلد وتقسيمة خدمة لاجندات مشبوهة تتلاقى مع الرغبات الحوثية والمشروع الايراني في المنطقة، بصناعة كانتونات صغيرة يسهل التحكم فيها وتسييرها لخدمة أجندات ومشاريع غير وطنية.
 
وفي تصريحات لوكالة خبر، يرى مراقبون أن تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية وغض الطرف عن تجويع اليمنيين وتردي الخدمات وانهيار العملة وصولا إلى مرحلة افشال الدولة وعجزها الكامل، يقابله تسريع في خطى انشاء هذه الكانتونات والكيانات الطارئة والمشبوهة والممولة من عدة دول.
 
التجويع المتعمد والممنهج يهدف بحسب المراقبين لايصال الناس لحالة قبول غير معلنة بأي سيناريوهات تقسيمية، أو أي أوضاع يتم التوافق عليها في هذا الاطار من قبل اللاعبين الدوليين والاقليميين.
 
وأكد المراقبون أن المواطنين في جنوب اليمن أو شماله ينتظرون من يقدم لهم الخدمات العامة ويحسن الاقتصاد، ما ينعكس على تحسين الاسعار وتحسن قيمة العملة ودفع المرتبات وليس مزيدا من انشاء مثل هذه الكيانات.
 
وحذر المراقبون من أن هذه السيناريوهات لن تمر على الشعب اليمني وأنه لن يقبل بالشرذمة والتقسيم مهما تم التجويع والحرب عليه، وأن على هذة الاطراف الاقليمية البدء باعادة اعمار اليمن عوضا عن الاستمرار بشرذمة اليمن وخلق وتمويل كيانات هدفها البدء بتشكيل عصابات لاقحام اليمن بحرب اهلية ستمتد لكافة الاطراف الاقليمية.