ترجمة| «بدون طيار» الأمريكية تقتل 28 شخصاً عن طريق الخطأ في كل عملية في اليمن وباكستان

كشف تقرير صادر عن منظمة "ريبريف لحقوق الانسان" النقاب بأن كل عملية اغتيال بواسطة طائرات من دون طيار أمريكية في اليمن وباكستان تتسبب بمقتل ما معدله 28 شخصاً مجهولاً، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الادعاءات المتكررة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن البرنامج السري للطائرات من دون طيار "دقيق".

وأشار موقع المنظمة، إلى أنه تم إعداد هذا التقرير باستخدام البيانات المتاحة للجمهور (المفتوحة للاستخدام) من مكتب الصحافة الاستقصائية (TBIJ) والتقارير الإعلامية، وبالنظر ومراجعة حالات الوفاة الناتجة عن الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن وباكستان في الفترة الزمنية الواقعة ما بين شهر نوفمبر 2002 ولغاية شهر أغسطس من عام 2014.

وفي الوقت الذي يتمتع فيه البرنامج الأمريكي للطائرات بدون طيار بالسرية، قامت مصادر أمنية بشكل منتظم باطلاع الوسائل الإعلامية على أسماء المتشددين المشتبه بهم الذين يتم استهدافهم بهذه الضربات، مع العلم أنه في الكثير من الأحيان أفادت التقارير الإعلامية بأن نفس هؤلاء الأفراد اُستهدِفوا أو قتلوا في مناسبات عدة وبمواعيد مختلفة.

ومن الجدير ذكره، بأن هذا التقييم الصادر من منظمة "ريبريف" هو الأول من نوعه الذي يقدم تقديراً حول أعداد الأشخاص بمن فيهم أطفال في بعض الحالات الذين يقتلون في كل محاولة تقوم بها الولايات المتحدة للنيل من أهداف معينة تعتبرها "ذات قيمة عالية".

وبسبب رفض الولايات المتحدة نشر أي معلومات حول هذا البرنامج أو حول "قائمة الاغتيالات" المتعلقة بأهدافها المحددة، اقتصر التحليل على البيانات الموجودة والمتاحة للعلن.

وأفرد التقرير الذي أورده "ريبريف" أرقاماً وبيانات ومنها:

في اليمن: تم الإعلان عن قتل أو استهداف 17 رجلاً عدة مرات، وأدت غارات الطائرات بدون طيار على هؤلاء الرجال إلى مقتل 241 شخصاً آخرين، الرقم الذي يشمل نصف العدد الموثق للضحايا المدنيين وكامل القتلى الأطفال.

وفي باكستان: تم الإعلان بأن 24 رجلاً قتلوا أو تم استهدافهم مرات متعددة، وتسببت هذه الضربات غير الناجحة على هؤلاء الرجال، بمقتل 874 شخصاً فيهم 142 طفلاً.

في محاولتي اغتيال أيمن الظواهري أدت ضربات مركز الاستخبارات الأمريكي (سي. آي. آيه) إلى مقتل 76 طفلاً و36 شخصاً بالغاً، وفشل المركز الأمريكي مرتين ولا يزال أيمن الظواهري على قيد الحياة حتى اليوم.

ونفذت الولايات المتحدة ست محاولات قتل لـ"قاري حسين" وهو هدف باكستاني. خلال هذه المحاولات تم قتل 128 شخصاً بينهم 13 طفلاً.

كل هدف ضمن ما يسمى "قائمة الاغتيالات" التابعة للرئيس أوباما، قد تم الإعلان عن وفاتهم أكثر من 3 مرات قبل موتهم الفعلي.

لقد ازدادت التساؤلات حول البرنامج الأمريكي للطائرات بدون طيار، بعد عدد من الهجمات التي أصابت عدداً كبيراً من المدنيين بشكل خاطئ، ومؤخراً قامت تحقيقات بواسطة "ريبريف" والمنظمة الوطنية لضحايا الطائرات بدون طيار بالكشف عن دفع الولايات المتحدة تعويضات لبعض أسر الضحايا المدنيين للطائرات بدون طيار في اليمن.

وقال رئيس المنظمة الوطنية لضحايا الطائرات بدون طيار محمد القاولي: "إن استمرار الإدارة الأمريكية في تنفيذ برنامج القتل المستهدف وحصد أرواح المدنيين الأبرياء من دون وجه حق لن يكسب الولايات المتحدة والمنطقة إلا مزيداً من الأعداء ومزيداً من العنف والعنف المضاد، وعلى الإدارة الأمريكية أن تقيم برنامجها وتتحمل مسؤوليتها في جبر الضرر عن كل الأضرار التي لحقت بالمدنيين وذويهم وتقديم التعويضات العادلة لهم بشفافية وعدم تجاهلهم".

المحامية في منظمة ريبريف، جينفر غيبسون، قالت: "على ما يبدو أن هؤلاء الأشخاص المطلق عليهم تسمية "أهداف ثمينة" يقومون بالمستحيل، فهم لا يموتون مرة واحدة أو مرتين، بل يمكن أن تصل عدد مرات موتهم لست مرات. وفي نفس الوقت المئات من الرجال والأطفال والنساء المجهولين وقعوا ضمن مرمى النيران.

الرئيس أوباما لا يزال مصراً على أن هجمات الطائرات بدون طيار بالغة الدقة، ولكن بدلاً من استهداف شخص واحد يتم قتل 128 آخرين، هناك استنتاج واحد يمكن استخلاصه، وهو لا يمكن لهذا البرنامج بأن يوصف بالـ"دقيق".