تتمة مقابلة الزعيم

النص الكامل للقاء الزعيم صالح مع قناة "سي بي سي" المصرية (3-4)

الصحفي :ليه..؟

الزعيم : أعوذ بالله..المهم أني تخلصت منها فكيف أعود وأنا تخلصت منها بإراداتي , لأن 33 سنة أعطيتها وأنا في قمة شبابي.

الصحفي : أنا شايفك شباب..

الزعيم : لا ..لا.. فقط لأني بالبدلة.

الصحفي : من الذي يجب أن يحكم..؟

الزعيم : الذي يريد أن يحكم لا بد أن يكون بروح شبابية, وثقافة عالية وفي إطار المعطيات الجديدة, معطيات اليوم غير معطيات الأمس, ومعطيات بكره غير معطيات اليوم, معطيات الشهر القادم غير معطيات الشهر الماضي, معطيات العام القادم غير العام الذي مضى, لا بد أن يكون كل شيء جديد, فالعجلة تدور, ولا بد أن يكون هناك تفكير جديد وثقافة جديدة وقراءة صحيحة لكل المتغيرات السياسية , ولا بد أن يقرأ الإنسان قراءة صحيحة, كنا في السابق ثقافتنا محدودة وكنا في قرى مغلقة , الآن الصحافة , على الكتب على القنوات الفضائية , على المحللين , على المثقفين على الانترنت وكل وسائل التواصل الاجتماعي, في كل أنحاء العالم , إقرأ فقط, وأهّل نفسك واسمع جيداً , لا تظل محصوراً بين أربعة جدران.

الصحفي : هذا الذي أنت عملته..؟

الزعيم : ربما.

الصحفي : أكيد فاهم أن الزمان لا يرجع .. ولكن

الزعيم : ولكن الزمن لن ياتي بأحسن.

الصحفي : لا .. توقف عند هذه النقطة..

الزعيم : فلنقف عندها.

الصحفي : لماذا الزمن لن سيأتي باحسن من الذي فات..

الزعيم : خليني أقول لك بصراحة: أنور اسادات جاء سنة كم.


الصحفي : سنة 71م

الزعيم : للرئاسة..

الصحفي : نعم ..جاء سنة 71 واستمر حتى 81م

الزعيم : عبدالناصر الله يرحمه عمل ماذا في مصر؟ , جاء ببرنامج غير برنامج الملك فاروق ودخل في العمل القومي , وثارت الشعوب الأفريقية والأسيوية ضد وجود الاستعمار هذا مشروع عبدالناصر, قدم هذا المشروع بشكل جيد.

الصحفي : مشروع قومي عربي كبير..

الزعيم : أنور السادات ماذا يكتب له الله يرحمه, جاء بكامب ديفيد..

الصحفي : جاء بنصر أكتوبر أولاً.

الزعيم : جاء بنصر أكتوبر وجاء بكامب ديفيد, كان جريئاً وقوياً وذهب إلى القدس وطلب السلام , يحمل مشروع, مبارك 81م .. جاء يحمل مشروع التنمية , وجاء بتنمية لا أحد ينكرها في مصر , رغم عشعشة الفساد والمفسدين , قدم لوطنه, والناس تحمل مشاريع, أنا جئت إلى الحكم أحمل مشروع الوحدة.. بين الشمال والجنوب, وأحمل مشروع استخراج الثروة.
طيب أسألوا الآخرين ما هي مشاريعكم..؟

الصحفي : نوقف عند هذه النقطة من أجل أنك قلت نقطة مهمة جداً.. وأدخلتنا مساحة جديدة تماماً , أنك استعرضت الأسماء السابقة في الحكم وقلت أن المستقبل لن يأتي بمثلهم أو بأحسن منهم..

الزعيم : الناس ينظرون إلى المستقبل ويأملون بأن التغيير سيكون إلى الأفضل, وأنت سياسي وصحفي عليك أن تحلل وتقيم ما حصل من 2011 إلى اليوم .. هل جاء بالأحسن..؟

الصحفي : سؤال تحدي صعب

الزعيم : أنا لا اعتبره تحدياً, اعتبره منطقياً بأن التغيير يأتي بالأفضل.

الصحفي : هذا الواقع هل يمكن أن يصبح أفضل؟

الزعيم : لم يأتي بالأفضل الذي كنا نأمل أنه يأتي به.

الصحفي : عندما تركت الحكم في اليمن كنت تأمل وكنت متوقع أن يأتي بالأفضل؟

الزعيم : أنا كان أملي أن يأتي بالأفضل والأحسن خاصة أن القيادة التي اُنتخبت مجربة وكانت معنا منذ 18 سنة, والمفروض أنها استفادت من خبره 18 سنة شريكة في الحكم - أن تأتي بأحسن وأفضل - وكنت مسروراً لو جاءت بالأفضل والأحسن لأنها ستنعكس انعكاساً إيجابياً على الشعب اليمني بكل المقاييس.

الصحفي : هل الأسوأ الذي جاء أو الأوضاع الصعبة التي تمر بها اليمن سببه أن النخبة السياسية في اليمن لم تكن جاهزة لخطة تركك للحكم؟

الزعيم : يا أخي النخبة السياسية في اليمن كانت تتطلع في ظل انتفاضة أو ثورة الربيع العربي , وكان الناس يتطلعون إلى الأفضل , ولكن صدم الشباب وصدمت الأمة العربية بما حدث في ليبيا وما حدث في تونس وما حدث في مصر وما يحدث في سوريا وما حدث في اليمن لأن الناس صدقوا تماماً أن هناك أملاً , أنا واحد ممن ترك السلطة كحاكم , واعتبرت نفسي مع التغيير , أريد شيئاً أفضل لماذا..؟ أنا سأمت الحكم علي مدى 33 سنة لأنك تريد أن ترضي هذا ونحكي مع هذا ونجامل هذا, يعني أنك تلملم أوضاع وهذه شغله, أنت أديت واجبك , أترك للآخرين يؤدون أحسن منك, شوف ما يحصل اليوم في ليبيا , الذين كانوا يقولون على معمر القذافي دكتاتور , شوف ما يحصل لهم في ليبيا وشوف ما يحصل في العراق.

الصحفي : سعادتك أنت الذي دعمت هادي منصور الرئيس الحالي في البداية

الزعيم : أنا دعمته نعم من البداية من بداية البداية منذ أن كان نائباً الرئيس , ونستطيع القول بأن الشمعة المضيئة هي في مصر.

الصحفي : في التجربة المصرية

الزعيم : نعم في التجربة المصرية , أملي أن تتكرر التجربة المصرية وتعمم في كل الأقطار العربية الواهنة والمتعبة وأن تكرر هذه التجربة وبالكلام المفتوح أنا من الداعمين لتجربة مصر وأنا أتكلم عن حزب وليس باسم الشعب, وبأن حزبنا المؤتمر يدعم الرئيس المصري الحالي.

الصحفي : الرئيس السيسي..

الزعيم : نعم ..الرئيس عبدالفتاح السيسي فكل الناس معه يدعمونه لأنه جاء بشيء جديد وجاء بعقلية نظيفة محترمه.

الصحفي : لديه تحديات كثيرة..

الزعيم : نعم لديه تحديات كثيرة يواجهها, والشعب المصري عون له ودول المنطقة عوناً مع مصر ومع الرئيس عبدالفتاح السيسي

الصحفي : توقعاتك إيه لتجربة المرحلة القادمة في مصر؟

الزعيم : أنا أتوقع إنفراجاً كبيراً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً , وكما تعرف بأن كثير من أبناء الشعب اليمني يسافرون إلى مصر ويترددون على مصر للعلاج والنقاهة والسياحة , وشعروا بالأمان في عهد عبدالفتاح السيسي لأنهم كانوا يذهبون في عهد مرسي ويعودوا إلى بلادهم وأيديهم على قلوبهم , الفنادق مهدده والسياحة مهدده, المتاجر مهدد كل شيء مهدد , يقفلوا على الفنادق يقفلوا الشارع من الساعة 8 مساءً, وفي مصر متعودين يسهروا ويعملوا إلى الساعة السادسة صباحاً, وهذا يذكرنا بأيام الإمام عندنا كان يقفل علينا أبواب صنعاء وكانت صنعاء حوالي ستة إلى سبعة أبواب يقفلونها من الساعة الثامنة مساء لا ندخل ولا نخرج حتى لو كنت مسافر من أي بلدة ومن أي منطقة ريفية أو من أي مدينة مما يضطر الإنسان أن ينام في الشارع.

الصحفي : حتى يأتي الصباح؟

الزعيم : حتى يفتحوا الأبواب صباحاً فكان الناس أيديهم على قلوبهم على مصر, هذا الشعب الكبير هذا الشعب العريق هذا الشعب المثقف يخافون عليه من أن يرقدوهم من الساعة الثامنة .

الصحفي : سيادتك لك خبره طويلة جداً ومشوار طويل في الصراع مع الإخوان؟

الزعيم : برغم حبنا وتقديرنا لشعب مصر هؤلاء الإخوان تعلموا في مصر ومع تقديرنا لتضحيات مصر وشعب مصر وثقافة مصر لكن هذه حقيقه..

الصحفي : هو تنظيم مصري في الأساس , وذا نشأه مصرية وتنظيم مصري.

الزعيم : نعم.. تنظيم مصري من أيام حسن البنا على السيد قطب على.. على.. على..

الصحفي : حسن البناء سنة 28 ثم سيد قطب طور القظية الجديدة

الزعيم : إن شاء الله نتمنى لمصر التوفيق والنجاح بقيادة الأخ المشير عبدالفتاح السيسي وأن نرى مصر متعافية دائماً , فإذا تعافت مصر إقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وأمنياً وسياسياً فالأمة العربية تتعافى.

الصحفي : لم تقل لي عن النفق مسكتم إزاي النفق اللي كان محاولة اغتيالك من النفق.

الزعيم : يا أخي هذا النفق ما نقدر نفصح  لأنه لدينا عدة اتهامات لا نستطيع أن نوجه التهمة لأي أحد , ناس لا يريدون أن يروا علي عبدالله صالح, هذا هو الصدق هكذا وبس.

الصحفي : أنا لا أتكلم عن الطرف المتهم أنا أتكلم النفق وصل إلى أين؟

الزعيم : على بعد حوالي تسعين متر.

الصحفي : تسعين متر كانوا يحاولوا الوصول إليك إلى هنا.

الزعيم : يوصلوا ليس إلي فقط.. ولكن للمنطقة وللأسرة والعائلة وللكل لتفجير المنطقة بكاملها وليس أنا وحدي.

الصحفي : طيب إزاي أيضاً إذا قلنا أنه فيه تحقيقات وهي مستمر وغيره نحن لم نعرف شيئاً ولم تعلن أي حقائق عن محاولة الاغتيال في المسجد ذلك التفجير الكبير الذي كان فيه؟

الزعيم : تلك كانت واضحة..هم الإخوان المسلمين واضحة ليس فيها مجال للشك هم الإخوان المسلمين.

الصحفي : سيادتك قلت لي بأنه من المستحيل بأن تعود للحكم مرة أخرى..

الزعيم : نعم أعوذ بالله لا أقبل ولا يقبل نجلي ولا يقبل ابن ابني , لن أقبل لا أنا ولا ابني لأن تجربة الحكم معروفة في اليمن فهي بمثابة الرقص على رؤوس الثعابين , لأن كلهم وكل واحد أشطر من الآخر.

الصحفي : قل لي لماذا رؤوس الثعابين في اليمن إشرحها لي وفسرها..

الزعيم : أشرحها, شعب مسلح , شعب كان معظمة أميين والأمية متفشية, التقسيم الجغرافي والقبلي, هذا هو جعلنا نقول رؤوس الثعابين , كل عشيرة لوحدها كل قبيلة لوحدها .. فالحاكم إذا لم يكن ملماً بهذه الأمة وبشخصياتها الاجتماعية والسياسية والثقافية ويرضيهم ويتفاهم معهم أكيد سيكون يرقص على رؤوس الثعابين , وهذا متعب نحن تعاملنا مع شعبنا 33 سنه ومعظمها علاقات شخصية وتوازنات تعال يا فلان تعالي يا فلانه تعال ليس لأعطيه فلوس وشراء ضمائر لكن علاقات الود والاحترام مع كل الناس تجعلك حاكماً, ليس كم تريد فلوس , أضع الشيك في جيبه وافتح الخزنة فلوس, أو أعطي هذا سيارة, هذا غير سليم وهذا عمل تخديري بمثابة تخدير موضعي.

الصحفي : إنما واضح 33 سنة ما قدرت تحل كل المشاكل الأمية- الفقر-المرض.

الزعيم : أنا جئت إلى الحكم وكان هناك ثلاث إلى اربع كليات وخرجت من الحكم وأنا عندي ثلاثين إلى أربعين جامعة جامعات أهلية جامعات حكومية المدارس الثانوية نحن قطعنا شوطاً جميلاً وجيد جداً يكاد أننا حققنا ثورة تعليمية, خريجين في كل مكان , كنا في أول الثورة 62 و 63 إذا هناك وزير أكمل الثانوية العامة كنا نعتبره برفسور نحطه وزيراً ومعظمهم كانوا يحكموا ويدخلوا الوزارات وليس عندهم الإعداديه, كان هناك تعليم أساسي ولا يوجد تعليم جامعي لكن أنا حاولت أن أؤهل نفسي ولست أنا فارس الميدان في الجامعات حاولت أعلم نفسي أؤهل نفسي بنفسي.
 

تتمة المقابلة من هنــا