تتمة مقابلة الزعيم

النص الكامل للقاء الزعيم صالح مع قناة "سي بي سي" المصرية (2-4)

الصحفي :تنظيم حزبك..؟

الزعيم : نعم.. كيف يتقبل الإقصاءات بدون ردود أفعال , مؤكداً بأنه سيأتي اليوم الذي يعاد فيه الاعتبار لكل من أُقصي من كوادرنا , عاجلاً أم آجلاً..

الصحفي :هل تحس أنه من الغريب يكون المشير علي عبدالله صالح يخرج إلى الشوارع في صنعاء ويعمل زيارات وغيره.. ألا تخاف..؟

الزعيم : ما هو مقدر على الإنسان لابد أن يكون, أنا أمس كنت خارج صنعاء, خرجت إلى الريف.

الصحفي :هناك اغتيالات واستهدافات وغيرها ألا تخاف؟

الزعيم : إذا وفي الأجل توكل على الله.

الصحفي :أليس غريباً أن تكون هناك خلافات حادة بين سيادتك وبين الرئيس هادي منصور؟

الزعيم : أنا ليس بيني وبينه خلاف, هو مختلف مع نفسه, مختلفين بأن علي عبدالله صالح موجود على قيد الحياة فقط, ولهذا أنا أطلعت على الدور الأمريكي عندما كنت في أمريكا عام 2011م أو 2012م, اتضح لي بأن الأمريكان يلعبوا دوراً , الآن يريدون أن يوجدوا شعبيه أو قاعدة للرئيس هادي, طيب, ليس على حسابي أنا, أنا كنت متعاون مع الأمريكان, وكان هناك تنسيق ضد الإرهاب , أنا دائماً أقول بأن الأمريكان يتركوا كل أصدقائهم, هم أمام مصالحهم, تركوا شاه إيران وكان حليفهم الاستراتيجي, وباعوه, الحكام الذين يراهنون على أمريكا خاسرون.. بالرغم من أن الشعب الأمريكي عظيم, وعظيم جداً , وأمريكا تهمها مصالحها , الآن ليس عندهم مصلحة مع علي عبدالله صالح , يريدون أن يجعلوا من علي عبدالله صالح فريسة أو ضحية لخلق قاعدة شعبية للرئيس هادي.

الصحفي :خليني أفكر بطريقتهم بصوت عالي مع سيادتك, يمكن أنهم يريدون أن يكون رئيساً قوياً ويدير البلاد ويحل المشكلة, لكن بوجود علي عبدالله صالح ستبقى عنده مشكله..

الزعيم : علي عبدالله صالح لا يتدخل في السياسية.

الصحفي :ايوه.. بس أنت الزعيم الآن.. كما يقولون..؟

الزعيم : يا أخي أنا زعيم حزب.. حزب , مثل بقية الأحزاب الآن نحن خرجنا من الحكومة .. لماذا..؟
خرجنا لأنه لا يوجد إلتزام بوثيقة السلم والشراكة والتي اتفقت عليها كل القوى السياسية وبعد ذلك إلتفوا عليها, وخصصوا لنا ثلاثة مقاعد في الحكومة, الحزب الحكام الحزب الكبير- حزب المثقفين.. حزب المجربين حزب عريق منذ أكثر من 33 سنة تقصونه هكذا, فرفضنا دخولنا الحكومة بثلاثة مقاعد أو اثنين مقاعد, لا نقبل, نفضل أن نكون معارضة, والمعارضة مشروعة طبقاً للدستور.


الصحفي :هل كانت هناك محاولات خلال الفترة الأخيرة للمصالحة أو لتقريب وجهات النظر بينك وبين الرئيس منصور ..؟

الزعيم : هذا حصل من قبل الحزب , من قبل اللجنة العامة والدائمة أنهم يباركون أي حل للمشكلة, برغم أني أقول لك بأنه ليس بيني وبين عبد ربه منصور أي مشكلة, مشكلته مع نفسه.

الصحفي :ولكن الحزب فصله..؟

الزعيم : لم يفصله, وإنما انتخب أميناً عاماً متفرغاً للمؤتمر لأنه مشغول برئاسة الدولة , فانتخب أميناً عاماً متفرغاً لإدارة الحزب.


الصحفي :لم يكن إبعاداً..؟

الزعيم : لا..


الصحفي :لم يكن بهدف إفقاده القاعدة الشعبية والسياسية في الشارع..؟

الزعيم : الحزب هو الذي جاء به والحزب غيّره, لا مشكله, تغيير, ولم يفصل.

الصحفي :وهل هناك محاولات للمصالحة.. أو تقريب وجهات النظر ..

الزعيم : حاولت اللجنة العامة انها تبحث ما هو الخلاف, وقدمت له عدة نقاط , من 5 نقاط إلى 10 نقاط إلى 11 نقطة إلى 18 نقطة, فتتبخر, وهي أن يطلق أموال الحزب , وأن يلغي قرارات الإقصاء وهي لا تشكل مشكلة وأن يبتعد عن مطالبة علي عبدالله صالح بالسفر, وإذا أنت تريد أن تتسلم رئاسة الحزب, فلتدخلوا إلى مؤتمر عام, للمؤتمر الشعبي العام , أدخل المؤتمر العام ورشح نفسك رئيساً وأميناً عاماً ونائباً للرئيس , بالديمقراطية, رفض, ومطلوب مني أنا أن أتعهد بأن ابتعد عن رئاسة الحزب.

الصحفي :يريد تعهد من سيادتك..؟

الزعيم : نعم..يريد أن أتعهد..

الصحفي :وبعدين..

الزعيم : وبعدين يخارجها الله.


الصحفي :البعض يقول بتوليف السياسة, أن سيادتك كنت ولا زلت متحالفاً مع أنصار الله في دخولهم وإجتياحهم لمحافظات كثيرة بما فيها صنعاء..؟

الزعيم : أنا قلت في مقابلة مع روسيا اليوم قبل فترة وجيزة أن الذي أدخلهم هو رئيس الدولة , وأدخلهم وزير دفاعه ليضرب الإخوان المسلمين بالحوثيين.

الصحفي :وهو قال أنه حدثت خيانه؟

الزعيم : خيانة من من؟, من الذي خانه؟, يحاكمهم بالأدلة ويحيلهم على القضاء الذين خانوا, هو الذي دخلهم.
أنا شخصياً والمؤتمر لسنا ضد الحوثيين.. لعدة أسباب: الحوثي أصبح قوة سياسية في الميدان, نتعادى مع الحوثي لماذا, عندما كنت رئيساً للدولة خرج الحوثي عن شرعية الدولة فتقاتلنا معه كدولة , كدولة وكنظام سياسي ليس كأفراد, الآن هو قوة سياسية ليس بيننا خلاف ولا عداء , لكن اننا نقاتل نيابة عن الجيش والدولة الحوثيين وإلا فعلي عبدالله صالح يتحالف مع الحوثي, لست ضد الحوثي بالواضح ولا ضد أنصار الله , ولا أنا مستعد أقاتلهم نيابة عن الدولة.

الصحفي :هناك فرق: لست ضده ومع.. سيادتك قلت أنك لست ضد الحوثيين .. هل أنت مع الحوثيين..؟

الزعيم : أنا لست مع الحوثي , الحوثي قوة سياسية لوحده, كيان موجود, ليس بحاجة لا لي ولا لغيري.

الصحفي :تريد أن تقول أنك مؤمن بالحوار معهم كقوة سياسية موجودة؟

الزعيم : الحوار والتفاهم معهم والشراكة.

الصحفي :إذاً لماذا تتهم بأنك تحالفت معهم بدخولهم صنعاء..؟

الزعيم : من أجل إثارة الشارع اليمني.. وإثارة الإخوان , وإثارة قوى سياسية أخرى, بأن يقفوا ضد علي عبدالله صالح وضد شعبيته , أوقفوا ضده لأنه دخّل الحوثي, وأنا أقول أنتم دخلتم الحوثي وسلمتم لهم المؤسسات , والآن رسمياً يجندهم ويوظفهم, وهذه ليست مشكلة, ولسنا ضد الحوثي.

الصحفي :سيادتك مع فكرة إشراك واستقطاب

الزعيم : نعم إشراك الحوثيين وإشراك كل القوى السياسية طبقاً لوثيقة السلم والشراكة.

الصحفي :هل تعتقد بأن المخاوف الموجودة عند بعض الأطراف في منطقة الشرق الأوسط .. وفي المنطقة العربية نفسها من هذا الصعود للحوثيين بأنهم يشكلون خطراً على المنطقة خصوصاً بما يقال عن اتصالهم والدعم الإيراني والدعم الروسي وغيره .. وهذا كلام عن رأي سياسي..؟

الزعيم : مع أسفي المسبق لسوء التشبيه , أنت لما تضع قطاً في غرفة وتقفل عليه كل المنافذ يتحول إلى أسد غابه, ويعمل بكل ما يستطيع لمقاتلتك, أما مسألة أنه يتحالف مع إيران .. يتحالف مع حزب الله .. يتحالف مع أي حزب, لأنك تحاصره في مكان.
أنا ممن عرض علي الأشقاء في المملكة العربية السعودية الحوار مع الحوثي والتفاهم مع الحوثي لقطع الخط على الحوثي مع إيران .. رفضوا , ولهذا حولوها إلى تهمه بأني متحالف مع الحوثي, تعبئه كاملة أن علي عبدالله صالح متحالف مع الحوثي , الحجة ليست عند المملكة الحجة على النظام السياسي في اليمن هو الذي يقول لهم هذا الكلام.

الصحفي :هل فكرة إدماج الحوثيين في المجتمع بحكم أنهم قوى سياسية وشبه موجودين.. لماذا الرفض من المملكة العربية السعودية هل هو بناءً على رأي و وجهة نظر النظام هنا, أم هناك علاقة أمريكية في الموضوع..؟

الزعيم : النظام , وحركة الإخوان المسلمين , وأولاد الأحمر وعلي محسن هؤلاء كلهم يعبئون السعودية بأن علي عبدالله صالح لو كان غير راض كان سيواجه الحوثيين, الحوثيون مروا من صعده في أمان إلى سفيان, وفي سفيان توقفوا , واختلفوا مع أولاد الأحمر , طلع تصريح من واحد من أولاد الأحمر .. اسمه حميد الأحمر استفز فيها شريحة في المجتمع هم الهاشميين, استفزها استفزازاً كاملاً وقال سنخرجكم ونطردكم من البلد, سأله واحد من حزب الحق وهو هاشمي , وقال له "حتى والدي محمد المنصور؟", رد عليه حتى والدك محمد المنصور, هذا ألب كل الهاشميين في البلد, فهم شريحة كبيرة ومثقفة وواعية سياسياً ومنتشرة في كل أنحاء الوطن , انت تؤلبهم لماذا, بعد ذلك تحرك الحوثي في اتجاه أولاد الأحمر, وحاشد لم تقاوم والعصيمات بالذات لم يقاوموا, لماذا؟ لأنهم يعانون من الاضطهاد من مشيخ آل الأحمر, سيطروا على بلاد حاشد , ونحن كقبيلة في جنوب العاصمة صنعاء إسمها سنحان تُحسب على حاشد, المقولة التي تقول أن علي عبدالله صالح مع الحوثيين, وأنه لو كان علي عبدالله صالح غير راضٍ للحوثي أن يدخل عمران أو صنعاء أو حاشد لأوقفه , أُوقفه لماذا..؟ حاشد نفسها فتحت الأبواب للحوثيين, والدولة فتحت الأبواب , وعلي عبدالله صالح لماذا يتحمل هذه المسئولية , بأي حق أتحمل مسئولية نيابة عن الدولة, أنا نايم في بيتي وأتفرج على المشهد السياسي , بعض العقلاء يقولون لو علي عبدالله صالح غير راضٍ كان سيقول لحاشد اوفقوا , طيب حاشد توقف ضد الحوثي كيف؟ هي تحتاج إمكانيات وتحتاج دعم وتحتاج مساندة وإسناد على مختلف الإتجاهات.. فكيف توقف حاشد..؟

الصحفي :هذا معناه أن الاتهامات المتبادلة بدعم الحوثيين لها علاقة بالصراع السياسي الداخلي؟

الزعيم : أكيد.

الصحفي :تصفية حساب سياسي

الزعيم : أكيد.

الصحفي :اعتقادك أو ترجيحك الشخصي بأن مصدر قوة الحوثيين أو أنصار الله كان في هذا الدعم من الدولة بالفعل والرئيس..

الزعيم : الدولة راضية وتريد أن تتخلص من أولاد الأحمر وعلي محسن والإخوان المسلمين , وتمسك الإخوان المسلمين وعلي محسن , وعلي محسن (أين هو) الآن علي محسن من حركة الإخوان المسلمين وهو الآن مقيم في السعودية , ولديه الاعتمادات , وجالس فس قصر المؤتمرات , والسعودية على أساس أنها ضد الإخوان المسلمين , الآن الإخوان المسلمين يسرحون ويمرحون.

الصحفي :تتكلم عن علاقة حضرتك مع المملكة العربية السعودية رغم أنكما كنتما حلفاء.. ماذا حدث في الفترة الأخيرة بين المشير علي عبدالله صالح الرئيس السابق اليمني والمملكة العربية السعودية..؟ فمن المعروف أنه كان هناك تحالفاً متماسكاً وقوياً بين سيادتك وبين المملكة العربية السعودية وأنت في الحكم وحتى بعد ترك الحكم بفترة قصيرة..
لماذا دبت الخلافات واختلفت وجهات النظر مع الرياض..؟

الزعيم : لا يوجد أي خلاف يذكر مع الرياض , هناك حملة إعلامية ضد الرئيس صالح بناءً على طلب يمني, فالأشقاء في المملكة ليس بيني وبينهم خلاف, كنا ولازلنا, جيران وأشقاء ومتعاونين في مجال مكافحة الإرهاب والعنف فقط, هذه علاقتنا , لسنا متآمرين ضد أحد .. أو متحالفين ضد أي فئة أو قطر عدى ضد العنف والإرهاب في اليمن, الآن ليس عندي خلاف معهم, أنا أسمع حملة إعلامية من العربية وعكاظ وبعض الصحف ليستفزوني  لأرد عليها.. يريدون أن يدخلونا في معمعة أن يكون هناك خلاف, أنا رفضت التعليق ورفضت الرد على الصحافة أو القنوات الفضائية التي تتناول شخص الرئيس صالح لأني حريص كل الحرص على العلاقات مع المملكة , لأنه ليس لي مكاسب من المملكة أبداً , الآخرون هم يجاملون المملكة لأن لهم مكاسب, أنا لست عندي مكاسب , لا عندي اعتمادات ولا عندي منهم شيء , عندي علاقات اخوة وجوار, علاقات اليمن.. ليس علاقتي الشخصية, علاقات جوار احترم المملكة, السعودية وقفت معنا في 2011, وقدمت الملايين من الدولارات والنفط سواءً وانا في الحكم أو للرئيس هادي, السعودية أيضاً احتضنتنا ثلاثة أشهر ونصف في مستشفياتها أنا ورفاقي وزملائي, ونحن ممنونين ومقدرين تقديراً عالياً , وهل رد الجميل مني ومن رفاقي أن ندخل في مهاترات إعلامية, سكّتُ, واسكت الصحافيين والقنوات الفضائية المتعاطفة معي أو التي يملكها المؤتمر, فلا ينبغي أن أسمح بكلمه واحدة تسيء إلى المملكة أو دول الجوار في دول الخليج.

الصحفي :لكن أسمح لي بأن وجود حملة إعلامية منظمة في قناة العربية أو عكاظ أو الصحف أو وسائل الإعلام السعودية تأتي تعبيراً عن غضب من النظام نفسه..؟

الزعيم : أنا لا أعتقد, وإنما أعتقد أنها أجهزة معينة وليس النظام كاملاً, أجهزة معينة بناءً على طلب من هنا.

الصحفي :أنت ترى أن الرئيس هادي منصور هو المحرك لكل حاجة؟

الزعيم : أكيد.. رئيس دولة, هو الرجل الأول في البلد.

الصحفي :ولكنه يشكو كثيراً أن عنده مشاكل في إدارة الدولة.. وليس قادراً على لم الأمور لأن كل الأجهزة معها تحديات كثيرة.

الزعيم : كل الاجهزة حقه, الأمن والجيش والمؤسسات , هو رئيس دولة وهذا طبيعي طبقاً للدستور.

الصحفي :أخر مرة ألتقيتم أو اتصلتم تلفونياً مع بعض متى..؟

الزعيم : أخر مرة تم لقاء بيني وبينه في عيد رمضان تسالمنا.

الصحفي :سلام فقط..

الزعيم : يا أخي لو تقرأ ما بين السطور في المقابلة ستجد المشكلة, وأنت صحفي بارع, إقرأها مضبوط :أني أطلع من البلد, واسلم المؤتمر, أو أُدفن في الأرض.

الصحفي :المحاولات لتقريب وجهات النظر أغلقت تماماً وإلا من أجل مصلحة اليمن يمكن نضع أيدينا في أيدي بعض..؟

الزعيم : مصلحة اليمن أن نضع الجميع أيديهم في أيدي بعض, ليس في يدي أنا, في أيدي كل القوى السياسية وكل المؤسسات وأنا لست لوحدي أنا في إطار مؤسسي , في مجلس نواب, في لجنة دائمة , في مؤتمر شعبي عام, في لجنة عامة, أنا فرد في مجتمع.

الصحفي :هل يؤخذ رأيك في كل حاجة في حزب المؤتمر..؟

الزعيم : في إطار الممكن .. وفي إطار لوائحه وأنظمته.

الصحفي :هل أنت الآن زعيم سياسي أو زعيم روحي..؟

الزعيم : أنا أعتبر مش زعيم سياسي, أنا يمني قدم لوطنه ما استطاع أن يقدمه فقط, وهذا يقيمه الشارع ويقيمه السياسيون, ولهذا واحد يقول عليه زعيم سياسي وواحد يقول عليه زعيم وطني.

الصحفي :هل لا زلت تقدم لوطنك الكثير..؟

الزعيم : بقدر ما استطيع أقدم لحزبي.. وحزبي يقدم للوطن..

الصحفي :هل هناك احتمال واحد في المائة .. أو واحد في الألف .. أو واحد في المليون أن يكون سيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح لديه رغبه أو تخطيط أن يعود للحكم مرة أخرى؟

الزعيم : لا.. أعوذ بالله..

تتمة اللقاء من هنــا