تغاريد غير مشفرة 1 - 7: حوَل السلطة وأحمد حجر

(1)
كل ما فعلته السلطة باعتقال أحمد حجر هو تحويله من شخص إلى ظاهرة..
أنا لا اعرف أحمد حجر إلا من آخر فيديو له قبل اعتقاله.
الأكيد أن أحمد حجر باتت شعبيته اليوم اكبر شعبية من أكبر شعبوي في الجماعة.
سيتكاثر أحمد حجر ويرمز ويتحول إلى بطل..
لا عزاء للأغبياء.

(2)
بدلاً من أن يذهبوا إلى معالجة الأسباب، يذهبون إلى استهداف من يتحدث عنها.
لذلك نجد الأمور تستفحل على نحو مستمر، لتسير من السيء إلى الأسوأ إلى الأكثر سوءاً، ويظل الفساد يقوى ويكبر ويتغول بعيداً عن أي كبح أو ردع أو حتى ترشيد، فيصير الفساد مهولا وعصيا عن الردع، ويبلغ صبر الناس منتهاه؛ فيحدث الانفجار الذي حاولت أن تمنعه بعيداً عن الأسباب الحقيقة التي أدت إليه.. هذا إن لم تكن أنت بعضا منه.

(3)
إن كنت جاداً في مكافحة الفساد؛ فكن شجاعاً، واذهب إلى الأسباب الحقيقية، ومن هناك فقط يبدأ العلاج، لا من مكان آخر، إلا إذا كنت بعضا منه وتكبر به.
أما الذهاب إلى رجع الصدى؛ فلن تحل به قضية أو مشكلة، بل إن جميع القضايا والمشكلات، ستكبر وتتسع مستغلة انشغالك في أسباب غير الأسباب التي كانت تقتضي الوقوف عليها، فيكبر فاهها حتى تبتلعك، أو تطيح بك من قوامك، وقد صارت أكبر منك، طالما أعطيتها الفرصة لتكبر، وظللت مترددا في مواجهتها، أو ذهبت إلى أسباب غير أسبابها الحقيقية.

(4)
عندما تجد القيح والعفن في بعض من جسدك، أو في عضو منك، فلا يجديه أن تملس عليه وقد قالوا "ما ينفع الجرح ملّاس".
عليك أولا إخراج ذلك القيح والعفن، وبعد التنظيف ضع الدواء على الجرح، ومثل هذا يقال مع فساد لا أراك إلا تربربه.

(5)
أن تترك القيح والعفن يكبر ويتسع، وتزيد تمسح عليه؛ فالنتيجة معروفة سلفا.
أما وقد صرتَ بعضا منه، أو تعمد إلى التواطؤ معه، أو طال غباؤك في علاجه أو تراخيك في مواجهته ستجد الأمر بعد حين قد صار عصياً حتى مع العلاج نفسه، لأنه سيكون قد استفحل وانتشر، وربما تسرطن أو تغرغر، فيصير البتر هو ما بقى، وإن تماديت أكثر وذهبت إلى أسباب غير الأسباب الحقيقية فسيكون هو قاتلك لا محالة.
وهكذا هو الحال عند تعاطيك مع الفساد وقضايا ومشكلات البلاد.. الإهمال أو التراخي في المواجهة أو الذهاب إلى أسباب غير حقيقية كاستهداف الناشطين وقمعهم وتكميم أفواههم بعيدا عن حقيقة الفساد الذي لا تمسه بسوء سيؤدي حتما إلى نهايتك.

(6)
كان من شأن قليل من الجدية في محاربة الفساد ومكافحته يغيّر الحال، وبالتالي التقليل من سهام الاتهام حيال السلطة والجماعة، أو حتى الكف عن رميهما بأي سهام، أما وقد حدث ويحدث مزيد من الإمعان في الفساد المبهرر والمتعيفط بالسلطة، والنيل على من يشنع عليه، فالأمر ربما يكون محيّرا، إن لم يكن محل اتهام.

(7)
إن الذهاب بعيداً عن أسباب الفساد والمظالم والجبايات الكبيرة والمُجهدة للناس، بل وقمع من يتحدث عنها، لن يغيّر من الحال، بل وسيزيد الطين بلة، ولن تجدي أي إجراءات أمنية مهما كانت ساحقة، طالما أن الفساد والمظالم مستمرة، بل وتزداد تغولاً كلما وجدت حماية من السلطة، وفي المحصلة النهائية لن تتغير النهاية التي تترصدهم وهي نهاية طبيعية ومنطقية..