ارسال روبوتات لطباعة بنية تحتية لكوكب المريخ

في حال قام البشر بالسكنى على سطح كوكب المريخ أو على سطح القمر، فإنهم سيحتاجون إلى طرقات وبنى تحتية أساسية، لذلك قامت وكالة ناسا بتفويض أحد المهندسين ليقوم ببناء البنية التحتية للبشر على كوكب المريخ.

عكف الدكتور (باروك كوشنفيس) من جامعة جنوب كاليفورنيا منذ سنتين تقريباً، على بناء آلات يمكنها أن تصنع من التربة القمرية والمريخية حظائراً، وطرقات، ومنصات للهبوط، وفي الشهر الماضي، أصدرت ناسا محاكاة لشكل هذه البنى التحتية في الفضاء.

يأمل (كوشنفيس) أن يستمر بهذا العمل إن تم تزوبده بالتمويل اللازم، فقبل 14 عاماً لم تكن فكرة العمل مع ناسا تخطر بذهن (كوشنفيس)، حيث كان يعمل على تطوير تقنية سريعة للطباعة الثلاثية الأبعاد للمباني باستخدام الروبوتات، إلّا أن استخدام هذه التقنية في الفضاء طرح أمام (كوشنفيس) العديد من المعوقات الجديدة، مثل بناء الخرسانات على سطح المريخ، أو إصلاح إحدى الآلات في حال تعطلت على بعد ملايين الأميال من المهندسين الموجودين على الأرض.

قام (كوشنفيس) بوضع خطة لبناء خرسانة كبريتية على سطح الكوكب الأحمر، حيث تحتوي تربة المريخ على أربعة أضعاف كمية الكبريت الموجودة في تربة الأرض، ويمكن للكبريت أن يربط الجزيئات الخشنة في الصخور المريخية سوياً، ولكن المشكة التي تواجه المشروع هو اختلاف جزيئات تربة المريخ عن جزيئات تربة الأرض، فمثلاً رمل الشواطئ على الأرض، يكون أكثر نعومة من رمل المريخ، كون رمال الأرض قد خضعت لعوامل الاحتكاك مع بعضها بواسطة موج البحار عبر مليارات السنين، حتى أصبحت أقل خشونة من جزيئات المواد القمرية أو المريخية، حيث أن الأخيرة لم تتحرك خلال مليارات السنين بسبب عدم وجود الرياح.

أخيراً، فإن بناء المواد على الأرض بهدف وضعها في الفضاء يحمل بعض الميزات الجيدة، كون القمر لا يمتلك إلا سدس (16) الجاذبية التي تمتلكها الأرض، ولذلك فإن المواد التي سيتم بنائها على الأرض ستصمد عند وضعها في بيئة قمرية أقل مقاومة، ومع ذلك فإن (كوشنفيس) لا يتوقع أن يتم إطلاق روبوتاته خلال المدى المنظور إلى الفضاء.