باحث يمني يكشف عرض تمثال أثري للبيع في مزاد دولي

كشف باحث مستقل ومهتم بتتبع ورصد الآثار اليمنية المهربة، عن مزاد مزمع اقامته بعد اسبوع، لبيع تمثال يمني من المرمر، وسط صمت مريب للحكومة اليمنية ووزارة الثقافة في حكومتي الشرعية والانقلاب، إزاء النهب الممنهج لاثار وهوية البلد.

واكد الباحث عبدالله محسن، على حسابه في موقع فيسبوك، الخميس، أن مزاداً سيقام بعد ثمانية أيام لبيع تمثال من آثار اليمن.

واوضح الباحث محسن في مقاله المعنون بـ "بيع مجموعة أثرية فريدة وعرض تمثال بديع للبيع بعد 8 أيام!"، أن "دار مزادات بلاكاس" سيعرض في التاسع من ديسمبر 2022م "تمثال من المرمر من آثار اليمن نزع بقوة من جدار أحد المباني الأثرية، وقد كان "الجزء أسفل الدقن مخفيا في الجدار، والبارز الوجه والأذنين" بحسب إفادة ا.د. أحمد باطايع رئيس هيئة الآثار، وفي أسفل التمثال نقش بالمسند، وهو من مقتنيات مجموعة وينشستر الخاصة".

وذكر الباحث محسن انه "قبل يومين باعت دار مزادات تايم لاين عدد من الآثار الفريدة منها مجموعة كاملة من الحُلي الذهبية بما يعادل ألف دولار، بالإضافة إلى جمل من سبائك النحاس مع نقوش بالغة التعقيد في أحد جانبيه بحسب وصف المزاد، من القرن الثاني أو الثالث الميلادي استحوذت عليه مجموعة فرنسية في الثمانينيات وهو من القطع الأثرية النادرة بحسب عدد من خبراء هذا النوع من التحف الأثرية، ووعاء من الألواح الفضية مع نقوش المسند من القرن الأول قبل الميلاد".

وافاد أيضا أنه بُيع امس الاول في "دار مزادات ليون وتورنبول في أدنبره، من مجموعة خاصة شاهد قبر مستطيل الشكل من الحجر الجيري، يبرز منه رأس ذكر ملتح بشكل بارز، مع أنف طويل نحيف، وعينان على شكل لوز تحت حواجب عميقة وأذنين صغيرتين، مع بقايا نقش مكتوب بالمسند (زيد)".

وبينما اثار صمت الحكومة اليمنية ووزارة الثقافة استغرب وتساءل ملايين اليمنيين، جراء الصمت المريب والذي لا يقل شأنا عن جريمة بيع اثار البلاد، بين الباحث محسن انه في العاشر من نوفمبر الجاري، وفي مزاد الآثار الاستثنائية من الفنون الإثنوغرافية الجميلة والذي أقامه معرض ارتميس للمزادات في الولايات المتحدة "بيعت مبخرة أو إناء طحن مواد التجميل او طاولة تقديم صغيرة رائعة مصنوعة من المرمر الشريطي الجميل، تجلس على ثلاثة ارجل مستديرة ذات شكل مخروطي مرئي مع لوحة سميكة ذات حافة مرتفعة قليلاً، ومنخفض مركزي ضحل ومزخرف حول المحيط بالكامل بتضليع محزوز".

كما بيع شاهد جنائزي من الحجر الجيري منحوت بدقة، برأس بارزة فوق نقش مسندي مكون من أربعة أحرف تقرأ (عبيد)، الشاهد الذي يتجاوز عمره الألفين عام يقدم نموذجاً للفن التجريدي في اليمن القديم (قتبان)، حيث تبرز أنف مثلث الشكل وعينان عريضتان على شكل لوز وفم صغير وحافة جبين بارزة وحواجب جيدة العناية وما يشبه غطاء رأس مع حزام ذقن، والحديث مايزال هنا للباحث محسن.

واشار إلى ان المزاد أفاد أن مالك هذا الشاهد الجنائزي الأثري مجموعة خاصة في نيويورك حصلت عليه في سبتمبر 2015م من مجموعة ميونيخ ألمانيا، والاخيرة حصلت عليه في نفس العام من مجموعة إنجليزية سابقة تم الحصول عليها من الستينيات والسبعينيات.

وأكد في نهاية مقاله انه "يصعب سرد كل ما بيع في المزادات في شهر نوفمبر". لافتا إلى أن "ذكر عينات مما فقدناه من آثار كاف لتسليط الضوء على حالة العبث والاستهتار التي يعيشها قطاع الآثار في بلادنا".

وارفق صورة للقطعة المعروضة للبيع، اعقبها عدّة صور اوضح فيها تاريخ بيعها، في دلالة واضحة على الفشل الحكومي جراء ما يتعرض له اثار اليمن، لا سيما وتقارير الباحثين كشف مرارا عن سلسلة مزادات عرض وبيع فيها قطع اثرية يمنية ذات قيمة مادية وتاريخية قيّمة.